اين ذهب الحياء ..؟!
هيثم الفضل
21 February, 2023
21 February, 2023
haythamalfadl@gmail.com
سفينة بَوْح -
ظننتُ بعد إنتصار ثورة ديسمبر المجيدة أن فلول المؤتمر الوطني وعبر توجيه من (حُكمائهم) الذين خبروا الفعل السياسي وتداعياته ، (سيصبرون) على مصابهم الأليم ، ولا أقصدُ بمصابهم زوال سُلطتهم وجبروتهم بقدر ما أقصد إستشراء البُغض والإحتقار والكراهية التي أضمرها لهم الشعب السوداني الثائر المتواجد بالشوارع والقابع في البيوت ينتظر الفرج القريب ، فقد إتضَّح أن ثلاثون عاماً من حُكمهم السادي الذي كمَّم الأفواه بالقتل والتنكيل والتهديد ، قد عملت على (تجميع وتخزين) خضمٍ هائل من المظالم والمكاره والإحساس بالضيم في نفوس الكثيرين من أبناء هذا الشعب ، من الذين لم ينخرطوا في مشروعهم الإنتهازي العقيم ، هذا فضلاً عن المحايدين الذي لم يُنجيهم مُجرَّد الحياد وعدم الإنتماء السياسي من إنتقام النظام الإنقاذي المحلول ، لا لشيء سوى إفساحهم المزيد من الفرص لإنتهاش جسد هذا الوطن المُنهك عبر تمكين منسوبيهم من ضعاف القُدَّرات والنفوس (والموهوبين) المُخلصين في ظلم البلاد والعباد ، مُضافاً إليهم في هذا المسعى البغيض مجموعة النفعيين والمصلحيين الذين لا يستوي عيشهم إلا في ذيل الفلول يتبعونهم أينما ما ولوا وجوههم الكالحة ، يبتغون فتات ما يرمونهُ لهم من مالٍ حرام يُنزع قسراً وإجباراً من أفواه الفقراء والمُهمَّشين ونازحي الحروب التي أشعلوها في أصقاع البلاد المختلفة.
لكنهم لم يصبروا ، وقد فارقت كبارهم وقياداتهم الحكمة ، لما تنادوا بُعيد أشهر معدودة من الثورة لتحقيق حلم العودة ، وبدأوها بفض الإعتصام الذي ما زالت أرواح شهداؤهُ الطاهره تهتُف في عنان السماء (حرية - سلام - عدالة) ، ونحنُ لم نزل نُصارع اللجنة الأمنية للرئيس المخلوع لتضع مفتاح نجاة هذه البلاد بين يدي شعبها الجسور ، كيف (يستنكر) الفلول إقصائهم المؤقت عن ممارسة الفعل السياسي في الفترة الإنتقالية بإعتبارهم كنظام سياسي المُستهدف الأول بالثورة والتغيير ؟ ، يريدون أن يكونوا في السلم والحرب أوصياء على هذا الشعب الذي قال كلمته فيهم مراتٍ عديدة كان آخرها في 30 يونيو 2019 بعد فض الإعتصام وفي 25 أكتوبر 2021 بعد الإنقلاب البغيض ، الكثير من الذين تشاكل عليهم البقر بحسب التعقيدات التي يتَّسِم بها الواقع السياسي الحالي يعتقدون أن قائد إنقلاب 25 أكتوبر ورفقائه في اللجنة الأمنية ، تستهويهم فكرة الإستمرار في الحكم ، ولو كانوا كذلك لشكَّلوا حكومتهم منذ الوهلة الأولى للإنقلاب في محاولة لإستتباب إستقرار شكلي يساهم في بسط نفوذهم إلى أن يجدوا منافذاً تخرجهم من خضم الأزمات التي صنعها الإنقلاب ، لكنهم لم يفعلوا ذلك لأنهم (يؤمرون) و(يُوجَّهون) بواسطة الخلايا التنظيمية المُستترة للمؤتمر الوطني ، وأصدق دليل على ذلك ما حدث من إلغاءات ومراجعات سريعة لقرارات لجنة إزالة التمكين ، هذا فضلاً عن العدد المهول للفلول العائدين إلى مواقعهم ومناصبهم في دهايز مؤسسات الدولة المختلفة ، خصوصاً الحيوية والإستراتيجية منها.
ذات المشهد السابق الذي حدث بعد إنقلاب 25 أكتوبر يتكرَّر الآن ، فقد غالب الصبر على المكاره أولئك الذين نادوا بالإنقلاب ودعموه وعرضوا خدماتهم غير المشروطة لهُ ، عبر دعوة قائدهِ إلى تشكيل حكومة أمر واقع والضرب بعرض الحائط بكل ما ضحى من أجله شهداء الثورة وجرحاها ومفقوديها ، يريدون أيضاً أن (تتغاضى) عين الشارع الثوري ومعه قوى الحرية والتغيير وكل الأجسام التي ناهضت الإنقلاب منذ الوهلة الأولى و ذاقت جرَّاء ذلك ما ذاقت من المرارات ، عن ما فعلوهُ تحت راية خيانة الشعب والوطن ، ثم وبكل بساطة يطلبون إدراجهم في قوائم الإتفاق الإطاري المُعنوَّن بـ (إسقاط وإنهاء الإنقلاب) ، ينادون بالإنقلاب ويدعمون قائدهُ بعد حدوثه ويتطلَّعون بعدها إلى أن يكونوا نواةً وحاضنة سياسية لحكومته الشمولية الإستبدادية ، ثم وبعد الفشل الذريع (يستغربون) الإقصاء ويُطالبون بالمشاركة في إسقاط وإنهاء ذات الإنقلاب الذي كان صنيعة أيديهم الآثمة .. أين ذهب الحياء.
سفينة بَوْح -
ظننتُ بعد إنتصار ثورة ديسمبر المجيدة أن فلول المؤتمر الوطني وعبر توجيه من (حُكمائهم) الذين خبروا الفعل السياسي وتداعياته ، (سيصبرون) على مصابهم الأليم ، ولا أقصدُ بمصابهم زوال سُلطتهم وجبروتهم بقدر ما أقصد إستشراء البُغض والإحتقار والكراهية التي أضمرها لهم الشعب السوداني الثائر المتواجد بالشوارع والقابع في البيوت ينتظر الفرج القريب ، فقد إتضَّح أن ثلاثون عاماً من حُكمهم السادي الذي كمَّم الأفواه بالقتل والتنكيل والتهديد ، قد عملت على (تجميع وتخزين) خضمٍ هائل من المظالم والمكاره والإحساس بالضيم في نفوس الكثيرين من أبناء هذا الشعب ، من الذين لم ينخرطوا في مشروعهم الإنتهازي العقيم ، هذا فضلاً عن المحايدين الذي لم يُنجيهم مُجرَّد الحياد وعدم الإنتماء السياسي من إنتقام النظام الإنقاذي المحلول ، لا لشيء سوى إفساحهم المزيد من الفرص لإنتهاش جسد هذا الوطن المُنهك عبر تمكين منسوبيهم من ضعاف القُدَّرات والنفوس (والموهوبين) المُخلصين في ظلم البلاد والعباد ، مُضافاً إليهم في هذا المسعى البغيض مجموعة النفعيين والمصلحيين الذين لا يستوي عيشهم إلا في ذيل الفلول يتبعونهم أينما ما ولوا وجوههم الكالحة ، يبتغون فتات ما يرمونهُ لهم من مالٍ حرام يُنزع قسراً وإجباراً من أفواه الفقراء والمُهمَّشين ونازحي الحروب التي أشعلوها في أصقاع البلاد المختلفة.
لكنهم لم يصبروا ، وقد فارقت كبارهم وقياداتهم الحكمة ، لما تنادوا بُعيد أشهر معدودة من الثورة لتحقيق حلم العودة ، وبدأوها بفض الإعتصام الذي ما زالت أرواح شهداؤهُ الطاهره تهتُف في عنان السماء (حرية - سلام - عدالة) ، ونحنُ لم نزل نُصارع اللجنة الأمنية للرئيس المخلوع لتضع مفتاح نجاة هذه البلاد بين يدي شعبها الجسور ، كيف (يستنكر) الفلول إقصائهم المؤقت عن ممارسة الفعل السياسي في الفترة الإنتقالية بإعتبارهم كنظام سياسي المُستهدف الأول بالثورة والتغيير ؟ ، يريدون أن يكونوا في السلم والحرب أوصياء على هذا الشعب الذي قال كلمته فيهم مراتٍ عديدة كان آخرها في 30 يونيو 2019 بعد فض الإعتصام وفي 25 أكتوبر 2021 بعد الإنقلاب البغيض ، الكثير من الذين تشاكل عليهم البقر بحسب التعقيدات التي يتَّسِم بها الواقع السياسي الحالي يعتقدون أن قائد إنقلاب 25 أكتوبر ورفقائه في اللجنة الأمنية ، تستهويهم فكرة الإستمرار في الحكم ، ولو كانوا كذلك لشكَّلوا حكومتهم منذ الوهلة الأولى للإنقلاب في محاولة لإستتباب إستقرار شكلي يساهم في بسط نفوذهم إلى أن يجدوا منافذاً تخرجهم من خضم الأزمات التي صنعها الإنقلاب ، لكنهم لم يفعلوا ذلك لأنهم (يؤمرون) و(يُوجَّهون) بواسطة الخلايا التنظيمية المُستترة للمؤتمر الوطني ، وأصدق دليل على ذلك ما حدث من إلغاءات ومراجعات سريعة لقرارات لجنة إزالة التمكين ، هذا فضلاً عن العدد المهول للفلول العائدين إلى مواقعهم ومناصبهم في دهايز مؤسسات الدولة المختلفة ، خصوصاً الحيوية والإستراتيجية منها.
ذات المشهد السابق الذي حدث بعد إنقلاب 25 أكتوبر يتكرَّر الآن ، فقد غالب الصبر على المكاره أولئك الذين نادوا بالإنقلاب ودعموه وعرضوا خدماتهم غير المشروطة لهُ ، عبر دعوة قائدهِ إلى تشكيل حكومة أمر واقع والضرب بعرض الحائط بكل ما ضحى من أجله شهداء الثورة وجرحاها ومفقوديها ، يريدون أيضاً أن (تتغاضى) عين الشارع الثوري ومعه قوى الحرية والتغيير وكل الأجسام التي ناهضت الإنقلاب منذ الوهلة الأولى و ذاقت جرَّاء ذلك ما ذاقت من المرارات ، عن ما فعلوهُ تحت راية خيانة الشعب والوطن ، ثم وبكل بساطة يطلبون إدراجهم في قوائم الإتفاق الإطاري المُعنوَّن بـ (إسقاط وإنهاء الإنقلاب) ، ينادون بالإنقلاب ويدعمون قائدهُ بعد حدوثه ويتطلَّعون بعدها إلى أن يكونوا نواةً وحاضنة سياسية لحكومته الشمولية الإستبدادية ، ثم وبعد الفشل الذريع (يستغربون) الإقصاء ويُطالبون بالمشاركة في إسقاط وإنهاء ذات الإنقلاب الذي كان صنيعة أيديهم الآثمة .. أين ذهب الحياء.