اين يكمن الحل في السودان الشقيق !! اثيوبيا تحترم سيادة السودان الشقيق !

 


 

ايوب قدي
27 July, 2023

 

الموقف الاثيوبي منذ البداية اتسم بالحكمة و ما يخدم الاستقرار في السودان و ما يعزز ثقة السودانيين في أنفسهم بقدرتهم على ايجاد حلول للمشكلة دون تدخل خارجي و بما يحافظ على السيادة الوطنية. رئيس وزراء اثيوبيا أبي احمد في بداية الأزمة أكد على الحل المحلي. لكن بعد أن اكد البرهان في اتصال هاتفي على مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية فارق السودان المحطة المحلية.
و هنا بدأت تعقيدات في الأزمة و بدأت تتجه صوب التدخل الاممي و لكن الحكمة الأثيوبية منعت تقدم إلاتجاه الاممي للتدخل و ذلك عندما صرح داعيا الى فرض منطقة حظر طيران و نزع الاسلحة الثقيلة.
هنا ابي احمد لم يطالب بشيء جديد فهو يؤكد ما قبل به السودان سلفا عندما وقع على عضوية الانضمام إلى -ايساف- و الموافقة على مهامها و في مقدمتها التدخل و نزع الاسلحة.
و هنا يجب ان لا ننسى دور السودان من قبل في التدخل عسكريا ضمن قوات –ايساف- في جزر القمر عام ٢٠٠٨. كما يجب أن تتذكر دوما إن السودان قبل من قبل التدخل الاممي تحت الفصل السابع في دارفور. على الرغم من كل ذلك جعلت الحكمة الاثيوبية الباب مواربا للحل السوداني السوداني و ذلك بتجديد التاكيد عليه عبر تصريح وزير الخارجية الاثيوبية.
وكان قد أعلن وزير الخارجية دمقي مكونن، الجمعة الماضية ، أن أديس أبابا تحترم سيادة السودان واستقلاله.
نعم أبدت إثيوبيا استعدادها للعب دور في حل الأزمة الحالية في السودان، عبر الحوار والوسائل السلمية.السؤال الذي يطرح نفسه
هل يمكن ان تلعب اثيوبيا هذا الدور لحل الازمة في السودان ؟!
وما هو المطلوب من اثيوبيا للاقناع الطرفيين ؟!
وما الذي ادى الي التحول المصري اتجاه رؤيته لحل الازمة في السودان ؟!
يرى دكتور ناصر ساتي-جامعة الخرطوم – ماذا تفعل لنا اثيوبيا اكتر من هذا بعد ان اتصل البرهان على أبي احمد اثناء مفاوضات جدة و طالب بمبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية. ابي احمد يقول لكم الحل السوداني سوداني هو الذي يدعمه و البرهان يقول الحل الإفريقي و عندما يأتي الحل الإفريقي من مجلس الامن و السلم الإفريقي بقرار ايساف نترك الذي طلب الحل الإفريقي ( البرهان) و نهاجم الذي يقول بالحل السوداني سوداني!.
و عندما يوقع السودان على الموافقة بتدخل ايساف بارادته نترك السودان الذي وقع و نهاجم اثيوبيا التي دعت إلى دعم رغبة السودان! فبالله ماذا يفعل لنا أبي احمد أكثر من محاولته قطع الطريق امام التدخل الدولي بالتأكيد على و دعم مطلب البرهان بمبدأ الحل الإفريقي ؟ مشكلتنا في الكذب و التضليل و عدم الأمانة لبعض الاعلاميين هي التي الحقت الضرر بهذا الوطن اكثر من ضرر الحرب . الحل السوداني السوداني هو توجه اثيوبي و رئيس وزراء أبي احمد أول من طالب به و دعى إليه في بداية تفجر الأزمة. و لكن تحول وفد الجيش من منبر الى منبر تكتيك هو الذي أضعف هذا التوجه و غيبه و كان سببا مباشرا في تعقيد الحل للازمة.
ثم أعلن البرهان للاتحاد الأفريقي و الايغاد إنه مع مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية و هناك هو يغادر المحطة المحلية. بناءا على رغبته و موافقته قدم الاتحاد الافريقي و الايغاد حلا سياسيا لكن ماطل وفد البرهان في قبوله و أعلن البرهان فجأة إنه يرحب بأي مبادرة تركية لحل الأزمة و هذا كان إعلانا واضحا لمغادرة المحطة الإقليمية الاتحاد الافريقي. هذا والتخبط في سرعة التنقل من منبر الى منبر فتح الباب أمام التدخل الدولي لكن أبي احمد بحكمته و حنكته السياسية أعاد الحل الى البيت الإفريقي عندما كرر بدعوته ما دعى إليه السودان سلفا عندما وقع على عضوية ايساف و التوقيع يعني موافقة السودان على مهام ايساف ومعروف إن من مهامها التدخل و نزع السلاح. إذا أبي احمد بدعوته الى التدخل الاقليمي بفرض منطقة حظر للطيران و نزع السلاح لم يدع الى شيء لم يوقع عليه السودان و يوافق عليه! كل ما فعله أبي احمد هو تأكيد ما طالب به البرهان من مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية. لكن هل الحل السوداني السوداني ممكن في ظل خطاب الرسمي الذي يرى الطرف الاخر غازيا ؟
الخطاب الرسمي يرى ان ما حدث ما هو الا غزو! و الغزو معروف يكون من طرف أجنبي و ليس من طرف سوداني. مع سيادة هذا الخطاب اعلاميا و درجة التعبئة الشعبية بسببه يبقى من الصعب ان يعود وفد البرهان الى الحوار السوداني السوداني. إثيوبيا لم تقصر قدمت كل الخيارات المحلية في اطار البيت الإفريقي لتجنيب السودان التدخل الأجنبي او الاممي. الذي يمكن ان تضيفه اثيوبيا هو التأكيد على الحلول الإفريقية إذا تعذر الحل السوداني السوداني لمنع التدخل الاممي و لكن إذا أصر الطرفان على رفض كل الحلول المحلية و الإفريقية ان تعمل اثيوبيا على كبح التدخل الاممي تحت الفصل السابع اي قطع الطريق امام الفصل السابع بالتأكيد على الحل السوداني السوداني بمحاولة جمع القائدين في أديس أبابا و اثيوبيا هنا مؤهلة بما لها من تجربة سابقة في جمع الحرية والتغيير المركزي مع المجلس العسكري و التوصل الى تسوية. لكن أيضا يجب الالتزام بما صدر من قرار من مجلس الامن و السلم الإفريقي تحسبا لعدم نجاح محاولة جمع القائدين. اي يجب منحهما فرصة أخيرة. عموما أديس أبابا أكدت على الخيارات التي طالب بها السودانيون من حوار سوداني سوداني و حلول افريقية للمشاكل الإفريقية.
يقول الدكتور ناصر ..ما الذي ادى إلى تحول الموقف المصري الرسمي من داعم إلى خط الحسم العسكري إلى داعم إلى سبل تسوية في السودان بالطرق السلمية ؟ الموقف المصري تغير جذريا و أصبح متطابقا و منسجما مع الموقف الاثيوبي الذي ينبع من موقف منصة الايغاد و إلاتحاد الإفريقي و معلوم انهما يحاولان جمع الجنرالين في لقاء مباشر لايجاد تسوية سلمية. مصر الان تتحدث عن التنسيق و التعاون مع دول الجوار و جميع دول الجوار ظلت تتحدث عن حل سلمي للازمة. من الملاحظ أيضا ان الخطاب المصري لم يعد يستخدم مفردات من شاكلة مليشيا و تمرد ! ما الذي حدث للموقف المصري ؟ اعتقد إن مصر إنتبهت إن الدبلوماسية السودانية بحالتها الراهنة غير قادرة على تحقيق انتصار او اختراق يضمن المصالح المصرية مما دفع مصر إلى هذا التحول بحثا عن مصالحها او تأمين مصالحها خاصة أن ايساف يمكن أن تتجاوز مصر فهي ليست عضوا فيها مما يعني إن التدخل إذا حدث فإن مصر لن يكون لها أي تواجد عسكري داخل السودان !. السودان عضو في ايساف لكن من مهام ايساف التدخل و نزع الاسلحة في حالة الصراعات المسلحة. الم يكن السودان يعلم ذلك عندما انضم الى ايساف ؟
يرى الدكتور أمجد فريد الطيب، مساعد رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، والمستشار السياسي السابق لبعثة الأمم المتحدة في السودان، أن فشل المباحثات التي رعتها واشنطن والرياض يرجع في الأساس إلى غياب التأثير الحقيقي للوسطاء على طرفي النزاع، مؤكدا أن الوضع في السودان بات أكثر خطورة من السماح بإخفاق آخر في استعادة السلام والاستقرار والانتقال الديمقراطي المدني إلى البلاد. ولم يحدد الدكتور الطيب في حديثه لـ”ميدان” أي الدول يراها أقرب للوساطة في الأزمة، مكتفيا بالقول إن جهود الحل “يجب أن تستند إلى التحليل السليم الذي يمكن أن يحدد أدوات الوصول إلى حل سليم”، معتبرا أن أي مباحثات تتأسس على تقييم السلطة بين الطرفين المتحاربين، للانحياز إلى أحدهما، أو مداعبة طموحاتهما في الحكم، سيكون محكوما عليها بالفشل.
نعم أبدت إثيوبيا استعدادها للعب دور في حل الأزمة الحالية في السودان، عبر الحوار والوسائل السلمية، وكان قد اكد ذلك المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية السفير ملس، إن «إثيوبيا تلعب دوراً محورياً في تهدئة الأوضاع في السودان، وتستمر في الوقوف إلى جانب الشعب السوداني، وإن الادعاءات التي نشرت في بعض وسائل التواصل الاجتماعي هي تقارير وهمية لا أساس لها من الصحة».
وقال ملس، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية، إن "إثيوبيا تعرف بالوقوف إلى جانب الشعب السوداني، وكان ذلك عادة إثيوبية منذ القدم"، وأضاف «هذا التزام دائم، ونحن نواصل الوقوف إلى جانب شعب السودان."
وتبنت مصر بمشاركة اثيوبية قوية ما عرف بـ«مبادرة دول الجوار» في 13 يوليو الحالي، بمشاركة رؤساء إريتريا، تشاد، ليبيا، أفريقيا الوسطى، جنوب السودان ومصر، والتي نصت على إنهاء الحرب، والدعوة لحوار جامع، ورفض التدخل الأجنبي، وخطة عمل لوضع خطوط عملية لوقف القتال. وعلى الرغم من أن المبادرة لقيت ترحيباً من الأطراف كافة، فإنها لم تتعد ما توصلت له المبادرات السابقة.
اذن اين يكمن الحل ؟!
قال الباحث في العلاقات الإثيوبية والعربية الأستاذ زاهد زيدان في احدى مقابلاته مع وكالة الانباء الاثيوبية بان أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار إثيوبيا وكذلك العكس حيث تشترك البلدين حدود بطول ألف وستمائة كيلومتر، مشيراً الى أن البلدين تعتبر وجهتين لعملة واحدة وأن الاضطرابات في السودان ليس يؤثر على إثيوبيا فقط بل على القرن الافريقي ايضاً.
وشدد الباحث زاهد على أنه لا ينبغي للأطراف الأجنبية أن تتدخل في الشؤون السودانية وهو موقف الحكومة الإثيوبية تجاه الوضع الحالي في السودان ، إلا بموافقة الاطراف السودانية على غرار إثيوبيا في وساطتها للتوفيق بين السودانين عام 2018 وحققت نتيجته مثمرة. ولقيت هذه المبادرة رحبت بها السودانيون حكومة وشعبا .
وفي يناير الماضي نقل الدكتور جبريل إبراهيم محمد هو وزير المالية والتخطيط الاقتصادي بحكومة جمهورية السودان وزعيم حركة العدل والمساواة عن رئيس الوزراء الإثيوبي تأكيده أن الحلول ليست في يد الخارج وإنما عند أهل السودان، لذلك ينبغي لهم توحيد أنفسهم من أجل تحقيق الوفاق الوطني الشامل، وأنه أبدى استعداد بلاده للمساعدة في تقديم كل ما من شأنه تحقيق وفاق وطني سوداني سوداني خالص.
علي السودان ان يتجاوز الوضح الحالي بجدية عبر أليات وحوار بناء بشكل يضمن الأمن والاستقرار للبلاد دون التدخل الأجنبي في شؤونه الداخلية... وان يقف الطرفان دقيقة صمت واحدة من اجل الشعب السوداني الكريم لان استمرار الحرب خطر علي كل الاطراف والشعب السوداني الطيب هو الذي يدفع ثمن هذه الحرب !!.

eyobgidey900@gmail.com

 

آراء