بإمرأة عرفنا إمرأة .. عزيزة عبد الفتاح
عــزيزة عبد الفــتاح محمــود
13 June, 2011
13 June, 2011
المشهد الأخير الذي خـُتمت به الحلقات الدرامية للأيام الأخيرة لرئيس صندوق النقد الدولي السابق (دومينيك ستراوس) ، بوقوفه أمام محكمة نيويورك ،مجيبا علي سؤال القاضي إن كان مذنبا أمام جملة التهم المقدمة ضده ثم ردّه بالنفي ، ليسدل الستار علي قضية غاية في التعقيد أطرافها الطموح والمؤامرة وسوء الحظ ولاننسي بالطبع العامل (الفطري) المتمكن بشراسة من الكهولة الاوروبية .. الجنس ..! في مقال سابق ذكرت أن الصدفة الغريبة لظهور المرأة بين ممرات البنك الدولي بدءاً بعاملة الفندق صاحبة الدعوي ضد رئيسه السابق الي القاضية التي تولت الحالة ورفضت في البداية التصديق علي خروج ستراوس من الحبس بكفالة وصلت الي مليون دولار . والآن ..إمرأة جديدة لفصل جديد ، فبعد ان أعلن صندوق النقد عن وظيفة رئيس للصندوق، ترشحت وزيرة المالية الفرنسية ، (كريستين لاغارد)، من مواليد العام 1956 وكانت وزير الزراعة والصيد وهي أول إمرأة تتولي منصب وزير الشؤون الإقتصادية لمجموعة الثمانية ، وبالمناسبة موضوع العمر أساسي في الترشح لهذه الوظيفة ، كما يحمل سلوكها الشخصي أنها نباتية ولا تشرب الخمر أبداً ولديها شغف خاص باليوغا والسباحة .هذا التنوع والتباين في شخصية كريستين يجعل ترشيحها أكثر إشراقا أمام منافسها محافظ البنك الإسرائيلي (ستانلي فيشر) ، المولود في زمبابوي وتجاوزعمره سن الترشح لوظيفة رئيس الصندوق وكما إعترف بنفسه أن ترشحه أمامه عوائق كثيرة ، بالرغم من أن خبرته كخبير إقتصادي فذّّترأس بنك إسرائيل منذ عام 2005 وله الفضل في تمكين بلده من تخطي الأزمة الإقتصادية العالمية الي حدّ كبير وأختير لولاية ثانية لذات المنصب . وبالرغم أيضا من إنجازات فيشر إلا أن أصله الزامبي قد يمثل عقبة جديدة أمام ترشحه ..! بسبب أن وظيفة رئيس الصندوق درج علي توليها أوربيون ، إلا أن ستانلي يحظي بدعم وزير المالية الإسرائيلي ورؤيته أن وظيفة رئيس الصندوق مناسبة لستانلي كالقفاز تماماً..! ذكاء كريستين ظهر من خلال جولتها المكوكية التي ضمنت فيها دعم كثير من الدول العربية ـ والسبب معروف بالطبع ـ منها المملكة العربية السعودية ،الإمارات المتحدة ومصر والبحرين ثم اندونيسيا حيث وصفها وزير ماليتها بالشخص المحترف والماهر جداً في التفاعل مع المنظمات والنزاهة والخبرة العالية وإزاء هذا الفيض من الدعم لم تنس لاغارد بإطلاق وعد في حال توليها رئاسة الصندوق أن يذهب جزء من الدعم للتنمية الإقتصادية الي شمال إفريقيا والشرق الأوسط . تأمل عميق لدخول وخروج (كوووول هذه القصة ) وقبل أن يـُعلن من هو رئيس الصندوق بنهاية هذا الشهر ، هل تساءلت لاغارد عن كيفية دعم عاملة الفندق ذات الأصول الإفريقية والتي بطريقة ما كانت سببا في ترشحها لهذا المنصب وربما الفوز به..؟
zizetfatah@yahoo.com