بالمستندات.. تعيين طبيب مُزيف (بوكو).. مديراً طبياً لمستشفى السوكي التخصصي بولاية سنار

 


 

 

” الجريدة “ هذا الصباح… تجول في الأرياف والحضر ينتحل صفة ملائكة الرحمة بدون رحمة؛ لا أحد يعلم عنه شيئا، لا زميل دراسة ولا زميل تخصص، ولا الوزارة ولا اداراتها، يتهرّب ويتوتر عند سؤاله أين درست؟ لذلك كان لا يمكث طويلا في مكان واحد، يتحدث حديث العارف بالطب، يكتب الدواء ويكشف على المرضى ويخطئ في كتابة الروشتات.
بالمستندات.. تعيين طبيب مُزيف (بوكو).. مديراً طبياً لمستشفى السوكي التخصصي بولاية سنار..
* وزارة الصحة ولاية سنار، تعيّن مدير طبي (بوكو) لمستشفي السوكي التخصصي وتقدمه على أنه أفضل وأشطر طبيب عند التعيين
* الطيبب (البوكو) خريج علم النفس، يمتلك شهادة لمزاولة المهنة ليس لها تسجيل بالمجلس الطبي السوداني
الجريدة ـ علي طارق أحمد
تقع مدينة السوكي في ولاية سنار، على الضفة الشرقية للنيل الأزرق، وتبعد عن العاصمة الخرطوم حوالي 291 كيلومتر ، وعن مدينة سنار حوالي 37 كيلومتر، وتعتبر السوكي واحدة مناطق نظارة الفونج، واحدي محليات ولاية سنار، اشتهرت سابقا بصناعة الأخشاب، يوجد بها مشروع النيل الازرق الزراعي، الذي يضم ثلاثة تفاتيش (السوكي، شاشينا، ود سلمان) الذي تم خصخصته في عهد النظام البائد وتحول الى شركة الوفاق الان .
بداية الكارثة ..
قبل أكثر من شهرين ذهب وفد من مدينة السوكي الى وزارة الصحة ولاية سنار، واجتمع مع وزير الصحة المكلف وبعض إدارته ذات الصلة، بحثا عن الطبيب المنقذ الذي ينقذ مستشفى المدينة وأهلها، كان حلمهم البسيط المشروع مديراً طبياً أي طبيب!، يحمل رسالة ملائكة الرحمة على أهلهم وعلى المدينة الخضراء وقراها التي تنقطع بها السبل والطرق ابان فترة الخريف، ليصعب عليهم الوصول الى أقرب مدينة ومستشفى. إجتمع الوفد مع وزير الصحة ولاية سنار وقدم مطالبه المشروعة ؛ وهي تعيين "مدير طبي" لمستشفى المدينة الذي يشرف عليه أبناء المدينة من الألف الى الياء في ظل عجز الدولة والولاية بالكامل في توفير ابسط مقوماته (طبيب وأجهزة ودواء).
تكون الوفد الشعبي من المدير التنفيذي لمحلية السوكي أعلى سلطة بالمدينة، وبعض أعضاء مجلس أمناء مستشفى السوكي، الذي اُنتخب من الاهالي بعد ثورة ديسمبر المجيدة، ليشرف ويساعد إدارة المستشفى والوزارة بالجهد الشعبي، كل مهامه خلق بيئة جاذبة للكادر العامل والمواطن الذي يَحلم فقط بالعلاج؛ وضم الوفد ايضا بعض ابناء المدينة، ناقش الوفد مشاكل المستشفى بالكامل مع الوزير المكلف، وشرح مجهود الأهالي الكبير في مساعدة الوزارة والدولة التي تعجز عن توفير حلمهم وبحثهم عن العلاج.
استمر اجتماع الوفد لساعات بمكتب الوزير المكلف، وبعد النقاش اقترح الوزير واداراته حل المشكلة وتحقيق مطالبهم بتعيين "اشطر وافضل طبيب بالوزارة وكمان أخصائي حسب وصفهم، مديراً طبياً للمستشفى، ومن هنا بدأت الكارثة.
اصل الحكاية ...
وزارة الصحة ولاية سنار واداراتها ذات الصلة تعيِّن مدير طبي لمستشفي السوكي، ينتحل صفة طبيب اخصائي ، وهو خريج كلية التربية قسم علم النفس بتقدير مقبول . تم تعيين ( ابوبكر محمد مكي) كطبيب متعاون في العام 2019م بوزارة الصحة ولاية سنار أي قبل أكثر من أربعة أعوام تنقلّ في عدد من المستشفىات الريفية شمالا (غرسلي وجلقني) وجنوبا (العمارة الشيخ هجو) واخيرا شرقا مدينة السوكي التي كشفت أمره. تنقل الطبيب المتعاون أخصائي الباطنية؛ خريج علم النفس، بين قرى وارياف ولاية سنار، "ينتحل" مهنة الطب ويتلاعب بأرواح المواطنين غير آبهٍ بأحد ، لا وزارة ولا اداراتها ولا المجلس الطبي السوداني الذي ينتحل رخصته وتسجيله، يتمتع بكامل المخصصات والصلاحيات، يفتعل المشاكل مع صغار العاملين في تلك المستشفيات، يقوم بأسوأ الممارسات مستغلا وظيفته (اختصاصي ومدير) يتم تزكيته دائما من الوزارة واداراتها بعبارة، " أشطر وافضل طبيب مرّ على الوزارة " يتلاعب بالأدوية المنقذة للحياة وبالمرضى، يمكث أشهر قليلة ثم يغادر الى مكان آخر، تجول في الأرياف والحضر ينتحل صفة ملائكة الرحمة بدون رحمة؛ لا أحد يعلم عنه شيئا، لا زميل دراسة ولا زميل تخصص، ولا الوزارة ولا اداراتها، يتهرّب ويتوتر عند سؤاله أين درست؟ لذلك كان لا يمكث طويلا في مكان واحد، يتحدث حديث العارف بالطب، يكتب الدواء ويكشف على المرضى ويخطئ في كتابة الروشتات.
القصة كاملة
الطيبب ( البوكو) خريج علم النفس، يمتلك شهادة لمزاولة المهنة ليس لها تسجيل بالمجلس الطبي السوداني. ينتحل صفة أخصائي باطنية وتعرفه الوزارة بذلك وهو لا يمتلك شهادة المجلس القومي السوداني للتخصصات الطبية، من المسؤول والمستفيد!؛ من هذه الفوضي والجريمة الإنسانية.
لاحقا عندما تم تعيين اختصاصي الباطنية خريج علم النفس، مديراً طبياً لمستشفى السوكي التخصصي، بدأ في تنفيذ خطته التي اعتاد ممارستها ليكسب ود الأهالي والقائمون على أمر المستشفى، فكان حريصا على تقديم نفسه جيداً، بدأ بإصدار القرارات وتكثيف تواجده ليل نهار داخل المستشفى، بحجة أنه أتي للعمل وإنقاذ الناس، فأصدر القرارات وألزم العاملين والموظفين بدفتر الحضور والانصراف، ولبس اللاب كوت ليظهر تميزه ، كما حرص على دخول جميع وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة والمشتركة بالمدينة والتي يناقش فيها الأهلي همومهم ومشاكل المستشفى والمدينة، فعمل على عرض إنجازاته والتي هي من صميم عمل المدير( جلب دواء الطوارئ المجاني، ومتابعة العمل داخل المستشفى، كان حريصا على سرد القصص الواهية؛ عن المناطق التي عمل بها زوراً، ليخلق له شعبية وحاشية تدافع عنه وتحميه مستقبلا ضد كل من يعارضه أو يعارض سياستِه، فكان يخطط لاختراق المواطنين البسطاء الذين يحلمون فقط بتوطين العلاج في هذه المدنية وهذا حق أصيل وليس حلم!.
وقال أحد أبناء المدينة الذين حرصوا على كشف هذه الجريمة، لـ(لجريدة) هذا تهاون كبير من الوزارة بصحة المواطن وادارة الوزارة، ولكن الغريب في الأمر أن يكون هذا (المرض) هو إنسان ولا اقصد به المريض؛ بل المرض إنسان في شخصه والأغرب من ذلك هو من المفترض "يداوي" الناس ويعالجهم، نعم هي معادلة معقدة.
وفي ذات السياق استمر المدير الجديد في قهر العمالة والموظفين المشهود لهم بالكفاءة، والذين يرفضون طريقة عمله بالقرارات التعسفية وتشويه سمعتهم، بحجة عدم الانضباط داخل المستشفى، ليعكس للجميع جديته وحزمه ليصبح حديث المدينة (الدكتور الجديد حازم ومتوفر في أي وقت) وهذا جزء من خطته.
معضلة المنتحل....
بعد أن اخترق الأهالي عبر وسائل التواصل المختلفة، وأجاد التقرّب من العمد والمشايخ وبعض اعضاء مجلس الامناء ولجان الخدمات، بدأ ظهور الوجه الآخر من القصة، وهو استغلال وظيفته في تحقيق رغباته من الممارسات الفاسدة، هنا ظهر تقربه ببعض من يمتهنون تهريب الدواء المجاني من العاملين الفاسدين، وزيادة رسوم بعض العمليات دون وجه حق وبطرق مشبوهة، وصرح بأن هنالك كميات من الدواء تنتهي صلاحيتها ولا تصرف للمواطنين، وامر بملء الصيدلية بدواء الطوارئ والأدوية المنقذة للحياة. بدأ الشك والقلق ينتاب بعض العاملين بالمستشفى من أبناء المدينة من هذه التصرفات التي لا تمثل الأطباء، خصوصا عندما بدأت تظهر عليه سلوكيات تضعه في دائرة الإدمان وتعاطي بعض العقاقير والأصناف المخدرة، وايضا تكرار خطأ كتابة الروشتات، هنا بدأ السؤال والنقاش عن ماهية هذا الطبيب .
حق الرد
جريمة الطبيب الاختصاصي خريج كلية التربية (علم النفس) حسب المستندات اعلاها، أظهرت الضعف والخلل الاداري الواضح لوزارة الصحة ولاية سنار، كما كشفت ايضا عن التهاون الكبير في إدارة ملف الصحة بالولاية. هذه الجريمة كشفت عن أخرى؛ حيث لم تمر اشهر، تم اكتشاف طبيب (مزيف) بمستشفى مدينة الدالي بولاية سنار، والتي تم قفل ملفها دون محاسبة أو عقاب، كل هذه المعلومات والمستندات تضعنا أمامنا تساؤلات كثيرة من المستفيد من هذه الفوضي؟، وكم عدد الأطباء (البوكو) بولاية سنار؟ ولمصلحة من؟ يتم تعيين أطباء دون التحقق من شهاداتهم وفق معاير وشروط ديوان الخدمة العامة، وديوان شؤون الخدمة بولاية سنار، أم كلهم نائمون .
مفاجأة وحقائق
بعد قلق وإصرار عدد من أبناء مدينة السوكي، بسبب الشكاوى والسلوكيات التي ظهرت على المدير الجديد، بدأوا بالسؤال عنه، ولم يكتفوا بالأطباء من ابناء المدينة وبعض المعارف من خارج الولاية، والمناطق التي عمل بها، وفي كل مرة يزداد قلقهم وإصرارهم بسبب المعلومات التي يتحصلون عليها، توسعت دائرة البحث والتقصي عنه حتى علموا أنه يدّعي تخرجه من كلية الطب جامعة الفاشر، تواصلوا مع عدد من ابناء وخريجي الجامعة، وهنا كانت المفاجأة، ان احد الذين تواصلوا معه (فضل حجب اسمه ) كان زميل المدعو في كلية التربية قسم علم النفس وليس الطب؛ ويعرفه معرفة شخصية.
(نواصل)..
الجريدة

 

آراء