بدأت نسائم التفاؤل تفوح علينا من مسجد (سيد المرسلين) بالحارة ١٤ أم بدة

 


 

 

بدأت نسائم التفاؤل تفوح علينا من مسجد (سيد المرسلين) بالحارة ١٤ أم بدة ... اطفال مع شيخهم وأولياء أمور ومجتمع من الشيب والشباب والنساء ورغم ويلات الحرب فإن هؤلاء النفر الكريم وضعوا علي عاتقهم ان لاتكف عجلة التعليم عن الدوران مع رفع اكفهم تضرعا للواحد ال

تستحق قناة الجزيرة مباشر من الشكر اجزله لهذه اللفتة البارعة بنقلها وعلي الهواء مباشرة ومن داخل مسجد ( سيد المرسلين ) بالحارة ١٤ ام بدة مجموعة كبيرة من الأطفال في عمر الزهور جاءت بهم لجنة المسجد بالتضامن مع الخيرين من مواطني الحارة وأولياء الأمور لينتظموا في فصول دراسية تعني بتدريس القرآن الكريم والمواد الأساسية ، اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات ...
واستمعنا عبر مايكروفون الجزيرة مباشر اولا للشيخ ( استاذ مادة القران الكريم ) الذي أوضح للمشاهدين مدي الألم الذي يعتصر الأمة السودانية جمعاء بسبب الحرب العبثية التي شتت الشمل وخلفت القتل والدمار وحولت العاصمة في معظمها الي كومة من الفحم ... ورغم هذه الخسائر التي يشيب من هولها راس الولدان ، إلا إن الخسارة التي ليس بعدها خسارة هي توقف عجلة التعليم عن الدوران في بلد مسلم نزلت اول كلمة في دستوره القرآن الكريم ( اقرأ ) ...
وكان لابد لأي شعب إن أراد الحياة الكريمة ان ياخذ بأسباب العلم وعلي الدولة ان توفر هذه الخدمة مجانا خاصة في مجال التعليم العام ...
تناوب الحاضرون في الحديث عن قيام هذا الفصل الدراسي الكبير في المسجد لتعويض فلذات الاكباد عن الحرمان الذي كابدوه معظم العام الدراسى المنصرم والذي توج بإغلاق المدارس إجباريا بسبب قيام الحرب اللعينة العبثية التي دمرت البني التحتية وتعذر معها اكمال العام وقيام الامتحانات الفصلية وامتحان الشهادات الأساسية ، الوسطي والعليا مما ادخل أولياء الأمور في حيرة وهم يرون مستقبل أبناءهم وبناتهم يضيع منهم ... بعض الأسر يممت الي الخارج بحثا عن مدارس بديلة لمعهد وطني الحبيب ... وبعض الأسر ( كان الله تعالى في عونها ) خرجت بحثاً عن النجاة وصار تعليم أبناءها آخر شيء تفكر فيه !!..
تحدث شباب من الجنسين وشيوخ ونساء عن هذا المشروع الذي يرجي منه إن يسد النقص في مثل هذه الظروف القاسية التي تطحن المواطن طحنا ولكن يظل الأمل مثل السراج يضيء معالم الطريق ولا ياس مع الحياة ولا حياة مع الياس كما جاء في الأثر : ( تفاءلوا خيرا تجدوه ).
هذه المبادرة نتمني إن تعمم في كافة المساجد بالعاصمة والولايات حتي يكون الدور المجتمعي حاضرا ومشاركا بقوة في ما يهم مواطني البلد الواحد والمنطقة الواحدة وهذا مما يعزز من الوحدة الوطنية بعيداً عن الجهوية والقبلية والعنصرية وهذا التلاحم نجده في الدول المتحضرة التي ينهض افرادها لخدمة بعضهم البعض دون من أو اذي ودون مقابل...
هذه الأعمال الخيرية والمشاركة المجتمعية تتم برغبة صادقة وبذل ليس فيه نفاق أو تذلف أو بحث عن منفعة مهما كانت... ومثل هذه الأعمال النابعة من القلب تجعل المواطن يكون مطمئنا فإذا غابت الدولة لاي سبب كان فإن المجتمع جاهز للخدمة وعلي اعلي مستوي من الاتقان وبالمجان !!..
شكرا قناة الجزيرة مباشر وشكرا اهلنا في ام بدة الحارة ١٤ لانكم ارسلتم لنا نفحات طيبة تفاؤلية جعلتمونا بها نرتاح ونلتقط الأنفاس من دخان المعارك الخانق وأكاذيب المبادرات والوساطات التي لا نجد مكاناً اصلح غير سلة المهملات !!.

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء