بدأها سمو الأمير: أربعة مواقف قطرية نبيلة في حب السودان وأهله

 


 

 

===========
هي مواقف مبدئية أخلاقية وإنسانية بالدرجة الأولي...من أهل قطر نحو السودان وأهله ..مواقف عظيمة لن تبارح الذاكرة علي مر الأيام...
أولها موقف سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ...فقد جاء فيها، من صادق القول ، ما كان يريد قوله كل سوداني حزين علي بلده..
قال وعبر عن هواجس وأماني الفرد السوداني البسيط وخوفه علي مستقبل بلده ، وضياع أحلامه المشروعة في وجود حكومة مدنية كاملة الأركان ، تعبر عن تطلعات في الحرية والعدالة والسلام ...وجيش وطني قوي يحمي عرينه وتحقيق وحدته في ربوع أرضه المعطاه.
أما المواقف الإنسانية الرائعة...فقد جاءت عفو الخاطر...جاءت مم الشعب القطري النبيل..من تلك الوجوه النيرة والمشاعر الاخوية الصادقة والعبارات الدافئة وهي تحاول أن تخفف من مشاعرنا الحزينة نحو الوطن والمصائب التي حلت بأهلنا في السودان.
من هذه المشاعر..والمواقف النبيلة، فقد تصادف وجودي في صف احد الجمعيات الغذائية المشهورة بالدوحة ، لدفع فاتورة الشراء..وكان يقف خلفي مباشرة رجل قطري وقور..
وعندما حان دفع فاتورة الشراء، تفاجأت عندما سمعت الرجل الطيب يطلب من ( الكاشير)أن يضم قيمة مشترياتي إلي فاتورة مشترياته.وأنه سيدفع المبلغ كاملا.وأمام دهشتي ، أجاب : ما عليك..أرسل قيمة أغراضك ، مساهمة مني،إلي اؤلئك المحتاجين في معسكرات النزوح للهاربين من ويلات الحرب.
أما المفاجأة الثالثة ،فقد كانت مع هذا الموقف الإنساني الفريد..فقد خاطبني بالهاتف أحد الأصدقاء القطريين ليبلغني بأنهم كحال العائلات العريقة في قطر،يجتمعون نهار كل جمعة في بيت العائلة الكبير..وقد جمعوا هذه المرة مبلغا محترما من المال رغبة منهم في مساعدة المتضررين من آثار الحرب التي تجري في السودان ويطلبون مني توصيلها للمحتاجين المتضررين أينما وجدوا في السودان...وقد فعلت ما أمروا به وقلبي منفطر من الحزن علي بلدي..وبالفخر والاعزاز علي أهلي وبهذا الحب الذي لا زال مقدرا وموجودا في قلوب أهل قطر الطيبين نحو السودان وأهله.
وكانت المفاجأة الرابعة..عندما وجدت إشعارا من البنك بإيداع مبلغ كبير من المال في حسابي الخاص..وبمرجعة كشف الحساب وجدته محولا من حساب إحدي الزميلات الفضليات في العمل..فأعتقدت أن ذلك قد تم عن طريق الخطأ ولابد من إرجاع المال لأصحابه..فاتصلت بشقيقها ،الذي يعرفني ،فعلمت أنه علي علم بما حدث..وأن الأمر مقصودا كمساهمة من الوالدة لمساعدة أهلنا في السودان ، علها تخفف من ويلات تلك الحرب اللعينة..
(أهلنا في السودان)، قالها بتلك البساطة والعفوية والمحبة...كانت صادقة ومن القلب بتلك الروح الجياشة من الاحاسيس التي أخجلتني.
لله دركم يا أهل قطر..يا أهل الجود والكرم والمشاعر النبيلة.. هكذا ، دائما انتم،شعبا راقيا كريما.. وأميرا فارسا مقداما نبيلا.. وحكومة خيرة في الطليعة...
كنتم دائما ، أكثر الشعوب قربا منا..ودوما أكثر رأفة ورحمة ومودة وأحسانا ومراعاة لشعورنا..بل كنتم أكثر رحمة بنا من الميليشيات المسلحة ، وأمراء الحرب عندنا..
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4U4f@hotmail.com

 

آراء