بدلاً من سترها دسوا المحافير
كلام الناس
*واضح أن جماعة الحكم المتسلطة في السودان لم تتعلم من تجاربها ولا من تجارب الاخرين بل ظلت متمسكة بنهجها الذي فشل منذ أن بدأت مشروعات الحوار بالداخل في سنواتها الأولى وحتى جولاتها الخارجية التي لم تفلح إلا في إلحاق بعض اللاهثين نحو المغانم الذاتية بالركوب معها في سفينة الإنقاذ التي ضلت طريقها نحو شاطئ الأمان.
• *واضح أيضاً انهم يلجأوون لإحياء هنذه المساعي المحمومة كلما تدلهم الأمور بالداخل كما حدث هذه الأيام التي تفاقمت فيها الإختناقات والأزمات وتأججت نيرانها أكثر بفضل سياساتهم القديمة المتجددة المتخبطة بلا طائل.
• *هكذا نشطت جولات متفرقة في عدد من دول العالم من بينها دولة جنوب السودان التي إدعت حكومتها أنها سترد الجميل لحكومة السودان بعد أن تحقق إتفاق السلام الشكلاني بين رفاق السلاح المتشاكسين في الحركة الشعبية، لكنها لم تستطع حتى توحيد رفاق الحركة الشمالية الذين كانوا تحت قيادتهم من قبل.
• *أكتب هذا بعد فشل جولة التفاوض التشاورية التي لم يكتمل عقدها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تحت مظلة الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة الرئيس ثامبو أمبيكي بعد أن فشلت في جمع الأطراف المدعوة للجولة التشاورية، وعاد ثامبو أمبيكي بخفي حنين وسط الربكة التي سببتها الية الوساطة ذاتها.
• *هكذا كما قال شاهد العيان الذي كان حاضراً جولة أديس الأستاذ فيصل محمد صالح في صفحته بالفيس بوك : إنتهت الجولة قبل ان تبدأ دون ان تحقق أي تقدم يذكر بعد ان تم إبلاغ بعض الأطراف المدعوة بأنها ليست"مدعوة"!!
• *كما فشل الوفد الحكومي برئاسة الدكتور فيصل حسن إبراهيم في إقناع الإمام الصادق المهدي بقبول التفاوض في جولة أديس بصفته رئيساً لحزب الامة بعيداً عن مظلة تحالف نداء السودان لكنه رفض وأصر على موقفه مع التحالف.
• *هكذا تتأكد نوايا الحزب الحاكم بأمره في السودان لإصطياد كل طرف من الاطراف السودانية على حده وفق نهجها القديم لإقتسام كيكة السلطة والثروة التي لم يبق منها حتى الفتات، فيما يواصل سعيه المحموم في الداخل لإستعجال إجراءات إنتخابات 2020م وتعديل الدستور بأغلبيته الميكانيكية لكي يتمكنوا من الإستمرار في الحكم بأي وسيلة دون أدنى إهتمام بالإختناقات والأزمات السياسية والإقتصادية والأمنية الماثلة والتفاقمة.
• *لا أدري لماذا تذكرت المثل السوداني المشحون بالحكمة القائل "جو يساعدوه في دفن جثمان أبوه قام دس المحافير" فقد دس الحزب الحاكم بأمره المحافير بدلاً من ستر جنازة "الإنقاذ".