براءة الصياد وإدانة العدالة!!

 


 

 

أطياف -
برأت المحكمة أمس عدد من الثوار بينهم حسام الصياد ومصعب سانجو، في قضية قتل وتعذيب واغتصاب رقيب الاستخبارات، بالجيش ميرغني الجيلي، وأمرت بإطلاق سراحهم وقالت المحكمة إنها شطبت دعوى مقتل رقيب الاستخبارات ضد أعضاء لجان المقاومة بسبب أن الأدلة والبيانات لا ترتقي إلى توجيه الاتهام ، وأشارت المحكمة إلى أن الإجراءات كانت بها العديد من الأخطاء الفادحة والتجاوزات وكانت أسرة القتيل تنازلت عن الحق الخاص بعد أن علمت ان ليس هناك بينة أو دليل يثبت أن المتهمين هم من قاموا بقتل الرقيب .
والنصر قد يلوح في الأفق ببراءة وإطلاق سراح الثوار، لكن لا أحد يستطيع أن يغض الطرف عن الجانب المظلم الذي يضرب خيامه على الاجهزة العدلية للسلطة الإنقلابية والذي وصفته المحكمة بالأخطاء الفادحة والتجاوزات ، فهي براءة للصياد ومن معه ولكنها إدانة للعدالة التي تنتهك اجهزتها الحرية والحقوق في تلفيق الإتهامات والحرص على اثباتها بطرق ملتوية .
فالمتهمون قضوا ما يقارب العام في سجون ومعتقلات الانقلاب يعانون أسوأ انواع التعذيب والضرب والترهيب والإبتزاز من قبل الشرطة والمباحث التي انتهجت سلوكاً وتصرفات تعكس الوجه الحقيقي للسلطة الانقلابية وما تضمره من شر للثوار هذه السلطات التي سعت جاهدة لتشويه سمعة وصورة الثورة السلمية ، وعملت على تصدير اشاعة مصطلح التخريبية ، هدفها ان تؤكد أن ما يقوم به الثوار من قتل لمنسوبيها ، لا يقل فظاعة عما تقوم به اجهزتها الشرطية والعدلية ضدهم ، أو علها تجد مسوغاً لممارسة العنف والقتل الذي تمتهنه على المواكب والذي نتج عنه قتل عشرات الثوار .
وهيئة الدفاع تقدمت للمحكمة بمنح الإذن لمقاضاة أربعة من الضباط يتبعون الى الفدرالية والمباحث المركزية والاستخبارات العسكرية وحسب الاستاذة المحامية رحاب مبارك عضو هيئة الدفاع عن المتهم الخامس حسام منصور الصياد أن هؤلاء مارسوا الإبتزاز والضرب والترويع و أجبروا أحد الشهود ليقدم شهادة زوراً ضد الثوار وتعرض الشاهد للابتزاز وابلغوه إن لم يشهد ضد الثوار سيقوموا بتشويه سمعته ، وكشف الشاهد هذا أمام المحكمة كما أن الصياد سيتقدم بفتح بلاغ ضد عدد من الأفراد بالقسم الأوسط الذين قاموا بضربه ضرباً مبرحاً فالقاضي نفسه نصحه بفتح بلاغ ضدهم لترفع عنهم الحصانة ويقدموا للمحاكمة .
فكل ما حدث للصياد ورفاقه يكشف العيوب الحقيقة للسلطات الانقلابية واجهزتها الشرطية كما أن المتهمين الذين نالوا براءتهم بالأمس كان كل واحد منهم يتعرض للأذى البدني والنفسي ، يطلبوا من كل واحد منهم ان يشهد زورا ضد رفيقه .
ويقولون له إننا سنقوم بتحويلك الى شاهد ملك ، لكن هؤلاء البواسل مثلما واجهوا النظام الانقلابي في الشارع العام كانوا أقوى داخل هذه المعتقلات ضربوا مثلاً في الصمود والصبر على كل ما وقع عليهم من ظلم فكل الإتهامات ضد الثوار تأتي وفقاً لبلاغات ضعيفة تكشف حجم الكيد والتربص بهم .
فما واجهه الصياد وبقية المتهمين هو ما يواجهه توباك والننة فبعض الاشخاص الذين أوكلت لهم مهمة التحري في بلاغ الصياد هم ذاتهم الذين تحروا في بلاغات توباك وهذا يعني ان ثمة مهمة ما، لا يقوم بها إلا اشخاص بعينهم في المباحث والشرطة فما تم بالأمس ليس انتصاراً للمتهمين وأسرهم ولكنه نصراً حقيقياً لثورة ديسمبر المجيدة الشمس التي كلما بزغت في صباح يوم كشفت لهذا الشعب العظيم سوءة هذا النظام العاسف .
طيف أخير:
مؤسف أن تعاني بعض الأحزاب من حمى الخلاف في ما بينها هذه الأيام، في الوقت الذي ينتظرها الوطن لتطييب ومداواة جراحه !!
الجريدة

 

آراء