برنامج الغذاء العالمي يُحذر! وسط التباطؤ الاقتصادي والنزوح وتدمير المحاصيل – أزمة غذاء في السودان، متفاقمة تلوح في الأُفق!

 


 

 

من المرجح أن يُضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون (الجوع الحاد) في السودان إلى أكثر من 18 مليون شخص بحلول سبتمبر القادم
تبلغ الأسعار المحلية للقمح حالياً، أكثر من 550 دولار للطن، بزيادة قدرها 180 في المئة مقارنةً بالفترة نفسها من العام 2021
مخزونات الغذاء التابعة لبرنامج الأغذية العالمي في السودان تنخفض هذا العام بشكل خطير وبدون تمويل جديد، وستبدأ في النفاد بحلول مايو

سودانايل – أمريكا
أمجد شرف الدين المكي

في تقرير نشره برنامج الغذاء العالمي، مطلع الإسبوع الماضي، حذر فيه أن يواجه أكثر من 18 مليون شخص في السودان خطر "الجوع الحاد" بحسب وصف التقرير.
وقال إيدي رو ممثل برنامج الأغذية العالمي، والمدير القُطري في السودان:" هناك بالفعل علامات مقلقة على تقلص فرص الحصول على الغذاء والقدرة على تحمل تكاليفه وتوافره بالنسبة لمعظم الناس في السودان، مما يدفع المزيد من الناس إلى براثن الفقر".
وحذرت المنظمة الأُممية بأن تؤثر الآثار المجتمعة للنزاع والأزمة الاقتصادية وضعف المحاصيل بشكل كبير على وصول الناس للغذاء، ومن المرجح أن يُضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون (الجوع الحاد) في السودان إلى أكثر من 18 مليون شخص بحلول سبتمبر 2022 .

ففي الأشهر الأخيرة ، كان هناك ارتفاع في أعداد النازحين بسبب الصراع في أجزاء من دارفور وإقليم كردفان. وأدى انعدام الأمن هذا إلى تآكل سبل العيش، وألحق أضرارًا بالمزارع، الأمر الذي أدي إلى انتشار البطالة على نطاق واسع.
ومن جهةٍ أخري، يؤدي انخفاض قيمة الجنيه السوداني بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الغذاء والنقل إلى زيادة صعوبة وضع الأسر في الحصول على الطعام. ومن المرجح أن يؤدي عدم الحصول على العملات الصعبة إلى مزيد من التعقيد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من قبل منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي.
ويشير تقرير بعثة تقييم المحاصيل والأمن الغذائي، أن موسم العام 21/22 من المتوقع أن يُنتج 5.1 مليون طن متري، وسيغطي هذا فقط إحتياجات أقل من ثلثي السكان في السودان. مما يترك الكثيرين من السكان الذين يعتمدون على واردات الحبوب الأساسية من قبل المنظمة في أزمة غذاء حقيقية.
ويذكر التقرير أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وندرة المدخلات الزراعية الأساسية كالأسمدة، والبذور يعني أن المزارعين ليس لديهم خيار آخر سوي التخلي عن إنتاج الغذاء (الزراعة) في حالة عدم تلقيهم للدعم الفوري. الأمر الذي يمكن أن يُشكل أزمة نزوح، والمزيد من الصراعات، خصوصاً في المناطق المشتعلة والتي تُعاني من صراعات التنقُل والبحث عن المرعي والزراعة.
ويذكر السيد باباغانا أحمدو، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في السودان:" يبدو الوضع قاتمًا بالنسبة للملايين حيث يتسبب الصراع في أوكرانيا في مزيد من الارتفاع في تكاليف الغذاء، حيث يعتمد السودان على واردات القمح من منطقة البحر الأسود، وسيؤدي إنقطاع تدفق الحبوب الي السودان في زيادات كبيرة وصعوبة في إستيراد القمح". وأضاف:" تبلغ الأسعار المحلية للقمح حالياً، أكثر من 550 دولار للطن، بزيادة قدرها 180 في المئة مقارنةً بالفترة نفسها من العام 2021". وإختتم:" بأن الآثار المتتالية التي أحدثتها الرصاص والقنابل التي سقطت في أوكرانيا ستظهر على نطاق واسع ، بما في ذلك هنا في السودان".
وتوقع التقرير بأن تعاني الكثير من العائلات، في إيجاد الوجبة الأساسية، والتي ستُعد رفاهية للملايين. وهو موقف سيئ قد يجد برنامج الأمم المتحدة للغذاء صعوبة في تقديم العون للمحتاجين، حيث سيتضاعف العدد، وسيزيد من المعاناة التي هي في الأصل موجودة، نتيجة قلة الموارد الكافية لتلبية الإحتياجات المتزايدة وبإستمرار.
في عام 2021 ، كان برنامج الأغذية العالمي شريان الحياة لنحو 9 ملايين شخص في السودان، عانوا من الاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي. علاوة على المساعدة الغذائية المنقذة للحياة، ساعد الدعم النقدي وسبل العيش للأسر ليس فقط على البقاء على قيد الحياة، ولكن أيضًا على الازدهار. لكن مخزونات الغذاء التابعة لبرنامج الأغذية العالمي في السودان تنخفض هذا العام بشكل خطير وبدون تمويل جديد، وستبدأ في النفاد بحلول مايو.
وأدت أزمة التمويل، التي قادها عجز بمقدار 270 مليون دولار أمريكي ، إلى إجبار برنامج الأغذية العالمي بالفعل على إعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفاً من الفئات الضعيفة، مما يعني أن الآخرين المحتاجين سيذهبون بدونها، وقد يكون من الضروري إجراء مزيد من التخفيضات إذا لم يتلق برنامج الأغذية العالمي أموالاً جديدة على الفور.
في عام 2021 ، وصلت الفاو إلى ما يقرب من 1.5 مليون شخص من الفئات الضعيفة في السودان بمساعدة سبل المعيشة المنقذة للحياة لتعزيز صمود سبل عيشهم القائمة على الزراعة. هذا العام ، تطلب الفاو 51.4 مليون دولار أمريكي لدعم مليوني أسرة زراعية ورعوية ضعيفة لإنتاج غذائها، والحفاظ على ماشيتها حية ومنتجة، وتعزيز قدرتها على الصمود. و هناك حاجة إلى دعم عاجل لتوفير المدخلات الزراعية الأساسية للأسر الزراعية الضعيفة قبل بدء موسم الزراعة الرئيسي في يونيو ، حتى يتمكنوا من إنتاج ما يكفي من الغذاء والاعتماد على الذات.
/////////////////////////////////

 

آراء