بسبب عودة حمدوك: سب وشتم علي بريدي الخاص

 


 

 

أتلقي ،بشكل عادي،يوميا علي بريدي الإلكتروني الخاص،العديد من رسائل القراء الكرام ،ردا وتعليقا علي ما نكتبه...بعضها لطيف ومشجع وبعضها في غاية القسوة..ولكن كلها في حدود المعقول والمقبول.
ولكن ،اخذت تصلني في الآونة الأخيرة، رسائل لا تشبه أهل السودان، من السب والشتم والتهديد بما هو أسوأ لو ( تماديت) في كتاباتي بعودة حمدوك !!
ومع ذلك فأنا لا زلت عند رائي بعودة الرئيس المؤسس عبدالله حمدوك...لسببين أساسيين،أولهما وطنيته الخالصة لوجه الله والوطن..ثم الصدق والأمانة والجد في القول والعمل وعدم مجارات الصغائر من الأفراد والأحداث..بالإضافة إلى العديد من الصفات المتميزة ذات العلاقة بالشخصية القيادية.
وأضيف ،من عندي ،وحتي هذه اللحظة لم أتشرف بلقاء الدكتور حمدوك لا داخل ولا خارج السودان ولا يعرفني ولا أعرفه بشكل شخصي، ولكننا نلتقي بمعيار الوطنية وحب السودان الذي يوحدنا...ولهذا سأظل أكتب عن هذا الرجل بالحب والصدق كله بغض النظر ان كان علي سدة الحكم أم خارجها...لا فرق...واقول للرافضين نحن عند موقفنا عن حمدوك ونتمسك به ونقول أنه لا زال أمل السودان في الخروج من محنته...
ويذكرني ذلك بموقف ( جالليلو) من دوران الأرض رغم سجنه وتهديد الكنيسه بحرقه...
وتقول القصة ،التي يعرف الكثيرون منا تفاصيلها،أن ذلك العالم الفيلسوف الفلكي ( جالليلو غاليلي)،قد تمت ادانته في محاكم التفتيش في زمن العصور الوسطي( الاوروبية المظلمة )بالهرطقة وتبنيه لنظرية ( كوبرنيكوس) عن مركزية الشمس ،وزاد عليها ( جالليلو) بدوران الأرض حولها، وهذا ما يخالف تعاليم الكنيسة الكاثولوكسية. وقد أشفق عليه تلاميذه ،إن ظل متمسكا برائيه،ويكون مصيره الحرق حيا كما فعلت محاكم التفتيش سابقا مع الفلاسفة والمفكرين وأشهرهم الفيلسوف ( جوردانو برونو ) .
استجاب ( جالليلو) لدعوات تلاميذه ويتراجع ظاهريا عن فكرة (دوران الأرض)..وبذلك تم الافراج عنه مؤقتا...ولكنه وما كاد يصل تجمع تلاميذه حتي ألتفت الي حارسه وهو يقول له قولته الشهيرة( ولكنها تدور) !
ونحن بدورها.. نقول لأصحاب تلك الرسائل ( الغير محتشمة) بأننا لا زلنا نعتقد بعودة حمدوك ..إن لم يكن بلحمه وشحمه، فإنه عائد بفكره وقيمه وأخلاقه ووطنيته التي زرعها في عقول هؤلاء الشباب صناع المستقبل.
ولا أدري حتي الآن سببا موضوعيا واحدا يجعل بعضنا يقف ضد عودة حمدوك لقيادة الفترة الانتقالية المتبقية..فالرجل لم يسرق...لم يقتل..لم يعذب أو يعتقل أحدا خارج القانون..أما أننا فقط ضد النجاح؟ او ربما لا يزال بعضنا يحن إلي ( خناقه)..كما تحب الضحية جلادها ؟!
د.فراج الشيخ الفزاري
عضو تجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء