بطاقات مشعثة (20)

 


 

 

3 ديسمبر 2021

(1)
قلتُ: ما زال التنافر المعرفي cognitive dissonance وهو التصرف بما يتناقض والقيم التي يؤمن بها الشخص ظاهرة سائدة في مجتمعنا السوداني، وبأشكال مختلفة؛ من أبشعها ما نراه في التوظيف بأن يعيّن أحد المتنفذين بعض أهله أو زميل دراسته.. إلخ، ويتجاوز الأفضل خبرة واستحقاقا.
تحمّس ساخروف قائلا: يا زول هوي.. عليّ الطلاق أنتَ بتنفخ في قربة مقدودة!

(2)
ينشر بعضهم مقالات بعناوين براقة على الصحف الإلكترونية، ولكن حالما تبدأ القراءة تكتشف خواء المحتوى وخطل الخطاب. ترى هل يصح قول الروائي الفيلسوف الإيطالي أمبرتو إيكو إن الإنترنت منح الفرصة للجهلاء لينشروا الهراء؟!
نظر إليّ ساخروف شزرا وقال: إنه زمن الحرية المطلقة يا سجم!

(3)
قلتُ: سقط نظام القتلة واللصوص، وهبّت على الشعب نسائم الحرية، ولكن ما زالت المنارات الإبداعية متعثرة الخطى.
رمقني ساخروف قائلا: سيعود بيت الفنون وأقرانه ليشعلوا الوطن إبداعا وجمالا.

(4)
مشكلتنا الحقيقية في غياب الإرادة والإدارة والقيادة.. قالها صديقي وهو يتقطر مرارة.
رفع ساخروف حاجبه متسائلا: عرفنا التشخيص السليم، فمتى وكيف الحسم؟!

(5)
قلتُ: المستقبل للقطاع التعاوني ولا يمكننا بأي حال الخنوع لسطوة الرأسمالية المتوحشة، وخاصة في مجتمعنا السوداني.
أجابني ساخروف: لا تتوقع بعثا جديدا للحركة التعاونية لأن الحكومة تؤمن بسياسة "مد القرعة" ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوداني.

(6)
إحدى مشكلاتنا الكبرى أن دهاقنة الخدمة المدنية يحرصون على بقائها في مرحلة ما قبل الاستقلال، ولذا فإن خدمة المتعاملين في أدنى سلم الأولويات.
صرخ ساخروف غاضبا: ستكون الخدمة المدنية قد تطورت عندما يحصل المواطن على أوراقه الثبوتية في أي بقعة من الوطن دون حاجة للسفر، وعندما يتعلم الموظف أنه في خدمة الشعب، وأن المصلحة الحكومية ليست عزبة أبوه!

(7)
لماذا الأغاني الحالية باهتة؟
هل العيب في القصائد أم الألحان أم الأداء؟!

(8)
قلتُ: يصل عدد المغتربين نحو تسعة ملايين! ما خطط حكومتنا السنية لدعمهم والاستفادة منهم؟ خاصة وأن جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج في حالة موت سريري منذ ميلاده؟
رفع ساخروف رأسه متثاقلا: ألم يقل صديقك إن المسألة غياب الإرادة والإدارة والقيادة.. متى يأتي دورنا؟!

(9)
لا نريد الرأسمالية الوطنية داعمة لعروض الأزياء، أو مسابقات جمال الكلاب، أو بطولات الغولف، بل فاعلا أصيلا في النهضة الشاملة التي نصبو إليها جميعا.
مسح ساخروف دمعة بطرف جلبابه قائلا: على فكرة، المساهمة في النهضة الشاملة ستفيدهم ماديا وهذا شاغلهم الأكبر كما تعلم، ولذا لا أفهم لم يتقاعسون!

(10)
قال الإمام الأوزاعي: إذا أراد الله بقوم سوءا أعطاهم الجدل ومنعهم العمل.

 

moutassim.elharith@gmail.com
/////////////////////

 

آراء