بعض الوفاء لحي الأسكله

 


 

 


noradin@msn.com

كلام الناس السبت

    *تفتح وعي الإجتماعي في الأسكله ببورتسودان التي أمضيت فيها فترة خصيبة من عمري  في بيوت السكة الحديد عندما كان والدي مدني ابوالحسن عليه رحمة الله يعمل صرافاً بمصلحة السكة الحديد‘ وقتها كنت في مدرسة الثغر الثانوية المصرية.
    *كان حي الأسكله يقع في البر الشرقي ويعتبر من أعرق أحياء بورتسودان‘وكان عامراً بالأنشطة الإجتماعية والثقافية والرياضية‘ وقد شاركت في مسرحية قدمناها في نادي الميناء‘ وكنت ألعب في فريق كرة القدم الحي الذي كنا ننافس به فرق الأحياء الاخرى.
    *أذكر من الأصدقاء الذين صحبتهم في ذلك الوقت  في بورتسودان والأسكلة صلاح محمد علي  وابراهيم الطويل وابراهيم غريب وحمزة "كيس" وزروق وعبد الرحيم ومحمد عبدالرحمن  ومحمد المهدي وعثمان ابراهيم ومحمد عثمان الزبير" عاطفة" ومصطفى"كركر"نجم فريق كرة القدم بالأسكله وغيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة بذكرهم.
    *رغم أنني بدأت تعلم السباحة في النيل بعطبره إلا أنني جودتها في  البحر الاحمر أيام السكن بالأسكلة المحاطة بالبحر من ثلاث جهات.
    *جمع حي الأسكلة في أحضانه مجموعة طيبة من الأسر من مختلف أنحاء السودان فكان بوتقة نموذجية للتعايش الإجتماعي  قبل ان تطفح على سطح المجتمع السوداني العصبيات الجهوية والإثنية.
    *من المعالم البارزة لحي الأسكلة العريق إلى جانب بيوت السكة الحديد  وهيئة المواني .. "السبعة بيوت" وسوق الاسكله ولاننسى أشهر التجار فيه طيفور واورطاش‘ والميناء وشيخ برغوت والسقالة والفنار والخور.
    *للأسف لن أتمكن من تلبية الدعوة  التي وصلتني من أحد أعمدة الأسكله رئيس اللجنه المنظمة  عادل حسن  وحضور الإحتفال المقرر قيامة الخميس المقبل إحياء لذكرى هذا الحي العريق‘ لكنني كلفت إبني عبدالرحمن بالحضور إن شاء الله.
    * مبادرة الإحتفاء لإحياء ذكرى الأسكله تبلورت منذ سنوات في منتدى الأسكلة الإجتماعي الذي إستطاع جمع كوكبة من أبناء الحي الذين أسهموا في رفد الحركة الثقافية والإجتماعية والرياضية في السودان وبالخارج.
    *تبنى المنتدى الدعوة لتخليد الحي بإطلاق إسم الأسكله على أحد المعالم في بورتسودان وقد تم ذلك بحمد الله‘ واستمر الحراك  الجماعي  لكوكبة المنتدى كل في مجاله من أجل تقوية أواصر الإتصال  والتواصل الإيجابي بينهم.
    * يجيئ هذا الإحتفال خطوة على طريق الوفاء للأباء والامهات الذين إرتبطت حياتهم بهذا الحي العريق ليس للبكاء على أطلال الماضي أو التغني بالذكريات الطيبة التي أمضوها بين أحضانه وإنما لجعل شمعة الأسكلة مضيئة في التاريخ الإجتماعي والثقافي في بورتسودان والسودان عامة.
    *هناك مشروع كتاب توثيقي لهذا الحي العريق يعكف على إعداد مواده محمد الأمين إدريس‘ وهذا أمر يستحق المساندة والدعم .. ولنجعل هذا الإحتفال بداية لتحرك فاعل لإحياء تراث وإرث الأسكله  الذي يستحق التوثيق والحفظ.

 

آراء