بعض ملامح تاريخ أم درمان الباكر (1 – 2)
بدر الدين حامد الهاشمي
20 May, 2024
20 May, 2024
فارنهام مورس ريفيش Farnham Morse Rehfisch
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
تقديم: هذا هو الجزء الأول من ترجمة لغالب ما ورد في مقال عن تاريخ أم درمان منذ بداية نشأتها إلى نهاية عهد المهدية بقلم الإداري البريطاني ف. م. ريفيش (1922 – 1990م)، نُشِرَ في العدد الخامس والأربعين من مجلة "السودان في رسائل ومدونات SNR" الصادرة عام 1964م، صفحات 35 – 47.
وضمَّن الكاتب مقاله بعض الخرائط القديمة المنشورة في بعض الكتب (مع شرح لما ورد فيها) لمدينة الخرطوم في عهد الحكم التركي – المصري، ولسوق أم درمان في عهد المهدية.
عمل ريفيش – بحسب ما ورد في أرشيف السودان بجامعة درم البريطانية – في وظيفة مساعد باحث بكلية لندن الجامعية بين عامي 1952 و1955، ومحاضراً لمادة الأنثروبولوجي بجامعة الخرطوم في ستينيات القرن الماضي.
ولفت نظري الأخ الأستاذ طارق أبو صالح (الذي كان قد بعث لي - مشكوراً - بهذا المقال قبل نحو عامين) إلى مقال مشابه بقلم أسماء محمد إسماعيل عنوانه "الملامح العمرانية والمعمارية لمدينة أم درمان الأثرية " نُشِرَ في مجلة كلية الآثار بقنا عام 2017م (1)، وكان مقال ريفيش هذا أحد مراجعه.
المترجم
*************** ************* *************
أود في هذا المقال المختصر أن أُلَخِّص ما هو معروف عن تاريخ أم درمان منذ نشأتها الأولى إلى نهاية عهد المهدية في 1898م. وليس هناك الكثير مما يُعْرَفُ عن ذلك التاريخ قبل بداية عهد المهدية، عندما نمت وتطورت أم درمان سريعاً من قرية صغيرة أو مجموعة من القرى الأصغر إلى مدينة كبيرة. وكان عدد سكان المدينة في عام 1956م، حين أُجْرِيَ أول إحصاء سكاني بالسودان، يزيد على 110,000 نسمة.
وقد قمت بمراجعة كل المصادر المتوفرة عن تاريخ أم درمان المنشورة بالإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية، ومن المُستَبعَد أن أكون قد أغفلت أي معلومة مهمة كُتِبَتْ بأي من تلك اللغات. وقد استشرت عدداً من المؤرخين السودانيين حول تاريخ أم درمان قبل عهد المهدية، وكان رأيهم جميعا أنه ليست هناك كتابات باللغة العربية عدا بعض القليل الذي ذُكِرَ في عهد السلطنة السنارية، مثل "مخطوطات الفونج Fung Chronicles" (2)، والتي كان قد تُرْجِمَتْ إلى اللغة الإنجليزية (في كتاب "العرب في السودان" لماكمايكل. المترجم). أما أم درمان في عهد المهدية، فقد كُتِبَ عنها الكثير باللغة العربية. ويأمل المرء أن يهتم الأكاديميون السودانيون بتاريخ أكبر وأهم مدينة في بلادهم، وأن يبحثوا في هذه المادة بطريقة منهجية (3).
********** *********** ***********
1/ أم درمان في فترة ما قبل التاريخ (The Prehistoric Period)
عُثِرَ في المكان الذي أُقِيمَتْ عليه مدينة أم درمان على آثار لعدد كبير من الأدوات الحجرية والمشغولات الحرفية، مما يدلل على أن تلك المنطقة كانت مكاناً آهِلاً بالسُّكّان منذ زمن طويل. ورغم ذلك، فإنه لم تُجْرَ إلا القليل من الأبحاث في هذا الشأن. وكتب عالم الآثار والإداري البريطاني انتوني جون آركلArkell (1898 – 1980م) ما يفيد بأنه: "من المستحيل الجزم بالتطوير والإعمار الذي حدث في خور أبو عنجة (موقع في أم درمان) إلا بعد إجراء تنقيب علمي بالمنطقة، والحصول على مجموعات من الأدوات التي كانت بكل تأكيد مستخدمةً فيها إبان عصر معين. عندها فقط سيكون من الممكن القول ما إذا كانت جميع تلك الاكتشافات قد أتت من فترة استيطان بشري، أو إن كانت هناك أكثر من فترة تاريخية واحدة، وما إن كانت تلك الفترة المعينة تمثل أكثر من ثقافة واحدة". وذكر العالم الفرنسي جان فيركوتير Vercoutter(1911 – 2000م) بعد قيامه لاحقاً بدراسة آثار المنطقة أنه عُثِرَ على قبرين بالقرب من نهاية منطقة أمدرمان غرب كبري النيل الأبيض. وعد فيركوتير تلك مجموعة أ (Group A) في الفترة الثقافية، التي يعود تاريخها من 3,000 إلى 2,800 سنة قبل الميلاد. وأثمرت الحفريات التي أُجْرِيَتْ عام 1958م عن اكتشاف موقع من العصر الحجري الحديث بالإضافة إلى ثلاث فترات استيطان لاحقة عُثِرَ فيها على بقايا آثار مروية (meroitic). واُكْتُشِفَتْ أيضاً فوقها طبقات ثلاث، وُجدت فوقها مدافن بها قطع أثرية منسوبة إلى "ثقافة جبل مويا" (4) التي أعقبت العصر المروي جنوب الخرطوم الحالية. وأخيراً اُكْتُشِفَتْ بعض القبور من العصر المسيحي أو العصور الإسلامية الباكرة.
وإلى حين القيام بأبحاث آثارية ذات طبيعة منهجية، لا يمكن الجزم قطعياً بأي أمر يتعلق بمن سكنوا تلك المنطقة، وعما إذا كانوا قد استوطنوا / استقروا فيها بصورة مستدامة، أم غير ذلك.
وتواصلت فترة ما قبل التاريخ إلى أزمان قريبة نسبيا، إذ ليس هناك من وثائق تتعلق بتلك الفترة، دعك عن ذلك الموقع نفسه، إلى أن بدأت الفترة المسيحية.
********* ************** ***********
2/ أم درمان في فترة المسيحية (The Christian Period)
لا توجد أي معلومات مؤكدة عن أم درمان في فترة المسيحية بالسودان. وكانت هناك في تلك الفترة مملكة "علوة" (وعاصمتها سوبا)، وكانت تضم المنطقة التي أُقِيمَتْ فيها أم درمان الحالية. وزالت علوة (تلك المستوطنة المسيحية التي بقيت لقرابة ألف عام)، ولم تعد هي العاصمة في بدايات القرن الرابع عشر. وكان الرحالة اليهودي روبرت روبيني (1490 – 1540م) قد زار سوبا في عام 1523 ولم يجد فيها سوى عدد قليل من الأكواخ/ "العشش". ولم يأت أي عالم آثار أو مؤرخ على ذكر "أم درمان" في تلك الفترة، على الرغم من ذكرهم لمستوطنات قريبة منها. وربما يكون مرد ذلك هو أنه كان للمدينة اسم آخر في ذلك العهد. غير أنه من المؤكد أن كل ما ذُكر من تلك المستوطنات لم تكن هي سليفة (precursor) لأم درمان الحالية. وانتهى العهد المسيحي بالسودان في عام 1504م بقيام مملكة الفونج في سنار.
********* *********
3/ أم درمان في عهد سلطنة الفونج (The Fung Period)
سيطر الفونج على المنطقة الواقعة تحت قري مباشرة (حوالي 30 ميلاً شمال موقع الخرطوم الحالي) وهي القرية التي كان يحكمها الجزء الشمالي أو العربي من السلطنة. وذكر الفرنسي شارل جاك بونسي Poncet الذي زار قري في 1699م ما يفيد بالتالي: "... وهذا هو مقر إقامة الحاكم، ومهمته الرئيسية هي فحص إن كان أحد القادمين مع القوافل الآتية من مصر مصاب بالجدري الكاذب (جدري الماء small pox)". وبينما لم يأت بونسي على ذكر أم درمان، إلا أنه في تلك الفترة بدأ اسم "أم درمان" في الظهور في الكتابات التاريخية. وكتب ماكمايكل (في القرن العشرين) ما يفيد بأنه لا يعلم عن أحدٍ قدم دليلاً على وجود هذه القرية (أم درمان) في أي تاريخ سابق، عدا حمد بن مريم. وأضاف بأنه من المحتمل أن حمد وقرابته هم من أقاموها وأعطوها ذلك الاسم؛ فقد ورد ذكر "حمد ود مريم" في إحدى "مخطوطات الفونج". وقد وُلِدَ حمد بجزيرة توتي في حوالي عام 1646م وتوفي في عام 1730م، وله الآن قبة مشهورة في الخرطوم بحري (والمقصود هو بالطبع الشيخ حمد ود أم مريوم. المترجم). وذكرت البريطانية كارول سارس فيليد – هول Sarsfield – Hall أنه كانت هناك خلوة للشيخ حمد في أم درمان، وأنه هجر تلك القرية (مغاضباً) بعد عراك كارثي مع الشيخ عبد المحمود أبو شابا (؟) العركي، وانتقل إلى "حلة حمد"، التي صارت لاحقاً جزءاً من الخرطوم بحري. ومما نعلمه الآن من الدراسات الأثرية عما يعرف الآن بـ "أم درمان" في فترة ما قبل التاريخ، أن حمد ورهطه لم يكونوا هم أول من قَطَنَ في تلك القرية. غير أن هذا لا يعني أنه من المستحيل أن يكونوا قد أعادوا بناء مستوطنة في منطقة كانت مهجورة لعقود عديدة.
وذكر ماكمايكل أيضاً أن تيراب سلطان دارفور قام في حوالي عامي 1784 – 1785م بقيادة جيشه حتى بلغ أم درمان، وشيد فيها سوراً حجريا، وبقي بها إلى أن مات. وظلت بعض بقايا ذلك السور موجودة حتى تسعينيات القرن التاسع عشر. وسعيت – من جانبي – للعثور على أي أثر لذلك السور، ولكن من دون جدوى.
وظهرت أم درمان لأول مرة في خريطة بكتاب نشره الرحالة الإنجليزي دبليو. جي. براون Browne عام 1798م (5). ووضع براون أم درمان في موقعها الصحيح عند ملتقى النيلين الأبيض والأزرق. غير أن براون لم يتمكن من زيارة الموقع بنفسه، لكنه اعتمد على ما سمعه من التجار عنها. وكان أولئك التجار قد أخبروه بأن أهل تلك البقعة يدينون بالإسلام ويتكلمون اللغة العربية، وأنها تقع على طريق التجارة من وإلى مدينة "Ibeit" التي هي الأبيض الآن.
وهناك ذكر عابر لأم درمان عام 1804م أورده ماكمايكل، حين كتب أن الشيخ كمتور، الذي كان قد تآمر لقتل سلطان الفونج، وأعتقله أنصار السلطان في أم درمان، نجا بالكاد من القتل هناك بعد أن توسط لصالحه بعض علماء وشيوخ الدين. ولعل في هذا ما يشير إلى أن أم درمان غدت في تلك السنوات مستوطنة مهمة بها عدد من الشيوخ والعلماء. غير أن ماكمايكل لم يذكر، للأسف، إن كان الشيخ كمتور قد حُوكِمَ بأم درمان، أم في مكان آخر (والأخير هو الاحتمال الأقرب). ثم آب الشيخ كمتور إلى أم درمان لعقد مصالحة مع محمد أبو ريش.
ومن الواضح أن المعلومات عن أم درمان في عهد سلطنة الفونج شحيحة للغاية. وكانت "مخطوطات الفونج / كاتب الشونة" التي أستقى منها ماكمايكل وسارسفيلد – هول معلوماتهما كانت قد كُتبت بعد زمن طويل بعد وقوع أحداثها، وكانت تستند – في الغالب - إلى أدلة سماعية من أفواه الغير.
وفي ما يلي من أجزاء، أتت معظم المعلومات مما ذكره شهود عيان.
*********** ************* **********
4/ أم درمان في عهد الاحتلال المصري / الحكم التركي – المصري (The Egyptian Occupation)
مرت القوات الغازية للسودان، بقيادة إسماعيل باشا، وهي في طريقها لاحتلال عاصمة سلطنة الفونج، على موقع مدينة أم درمان الحالية. وسجل العالم الفرنسي فريديريك كايليو Frédéric Cailliaudالذي رافق حملة إسماعيل باشا أن جيش الحملة كان قد عَسْكَرَ في مكان يُسَمَّى أم درمان في يوم 27 مايو 1821م، ولم يزد على تلك الإشارة العابرة. غير أنه ذكر أم درمان في صفحات تالية من الجزء الثاني من كتابه ضمن قائمة بأسماء مدن وقرى السودان (6). ولم يذكر كايليو صراحةً إن كان قد وجد سكاناً في تلك البقعة أم لا. غير أن جورج انجلش (الرحالة وضابط البحرية الأمريكي الذي رافق جيش الحملة. المترجم) أتى في مذكراته على ذكر تلك البقعة وقال بأنها ليست مأهولة بالسكان، وليس فيها أي أثر لزراعة، غير أنه لم يذكر اسم أم درمان صراحةً. ومن الجائز أن يكون سكان تلك المنطقة قد فروا منها بعد أن سمعوا باقتراب جيش اسماعيل باشا منهم. إلا أن انجلش كان يعتقد بأن تلك المنطقة كانت قد هُجِرَتْ منذ زمن سابق لحملة إسماعيل باشا. وكان معلوماً من الأدبيات المنشورة أن أول الذين استوطنوا في أم درمان كانوا قد أتوا من جزيرة توتي في غضون سنوات حكم سلطنة الفونج. وكانت تلك السلطنة قد بدأت في التفكك في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، وكانت كل المناطق البعيدة عن مركزها قد تُرِكَتْ من غير حماية لفترات طويلة. لذا فمن غير المستبعد أن يكون سكان أم درمان قد لجأوا لمنطقة توتي الأكثر أماناً في تلك الأوقات العصيبة التي سادها الاضطراب.
وذكر المؤرخ البريطاني هولت بأن معركة كانت قد نشبت في عام 1882م في أم درمان بين القوات المصرية ومجموعة من العبدلاب والهمج، انتصر فيها المصريون. وذكر هولت – مستشهدا بمكي شبيكة – أن (الأمير) والقائد العسكري المتقاعد ماحي بيه، وعلي خورشيد أغا حاكم سنار تقابلا في اجتماع بأم درمان في يونيو 1826م. غير أنه لم يذكر إن كانت أم درمان مأهولة بالسكان في ذلك التاريخ أم لا. وزار لورد برودهو prudhoe الخرطوم في عام 1829م، وأُخِذَ لمقرن النيلين، حيث تناول طعام الإفطار على شاطئ النيل الأبيض، غير أنه لم يذكر أم درمان ضمن ما سجله عن رحلته تلك.
وأتى أول ذكر لاستيطان بشري بتلك المنطقة في تلك الفترة عام 1839م، حين ذكر الرحالة الفرنسي تيبو Thibaut أن شاطئي النيل بأم درمان (مقابل الخرطوم) كانا مقراً لسُكْنى قبيلتين تعملان بالزراعة هما: الأم درمان / الأمدرمانيين (؟) والفتيحاب. وأكد (الضابط العثماني) سليم بمباشي، الذي كان ضمن حملة إسماعيل باشا، نفس المعلومة، وأضاف لها أن ذلك الموقع كان كثيف الأشجار. ولا توجد في الأدبيات التاريخية أي إشارة في ذلك التاريخ لـ "أم درمان" سوى ما ذكره تيبو وسليم بمباشي. ويبدو أن الرجلين قد خلطا بين اسم المكان وما يُطْلَقُ من اسم على سكانه. وبما أن المنطقة هي أراضي الفتيحاب اليوم، فمن غير المستبعد أن كان أفراد هذه القبيلة يعيشون هناك خلال تلك الفترة. وفي ذات العام قام الرحالة وعالم النبات النمساوي ثيودور كوتشي Kotschy (1813 - 1866 م) برحلة إلى كردفان، عَسْكَرَ خلالها في أم درمان، ولم يذكر شيئاً عنها سوى أنها منطقة كانت بها بعض الأكواخ/ "العشش".
وفي حوالي عام 1849م نشر المهندس الفرنسي أرنو Arnaud خريطة للخرطوم شملت أم درمان (7). وليس في تلك الخريطة الكثير من التفاصيل عن المنطقة، ولكنها رغم ذلك كانت لها فائدة وقيمة كبيرة في أنها كانت الخريطة الأولى التي توضح ما هو أكثر من مجرد تحديد الموقع الذي استوطن فيه الناس. وقُسمت تلك الخريطة إلى أربعة مستويات، أشار إليها بـ "فوقاني" و"وسطاني" و "تحتاني" و"العتمور"، والمقصود هنا هي صحراء العتمور في شمال السودان. وأشار كذلك في الخريطة بخطوط قصيرة إلى أماكن الاستيطان بالمدينة، وكانت ثلاثة منها بالقرب من النهر، والرابعة في الداخل (بعيداً قليلاً عن النهر)، وربما تكون هي المنطقة التي كان العرب الرحل يجلبون بهائمهم للسقاية والبيع في سوق أم درمان. وأظهرت الخريطة أيضاً موقعا كان به فرنا للجير (الكِلْس) lime kiln.
*********** ********** *************
إحالات مرجعية
1/ يمكن الإطلاع على المقال المصري في هذا الرابط: https://shorturl.at/gtDE3
2/ يمكن النظر في مقال مترجم بعنوان "سودان الأنيال الثلاثة" عن ترجمة بيتر هولت لمخطوطة "كاتب الشونة" في هذا الرابط: https://shorturl.at/v1mG6
3/ ظهرت في السنوات الأخيرة بعض المطبوعات والمقالات الإسفيرية عن أم درمان وتاريخها؛ ولقناة الجزيرة مقال وفيديو بعنوان "أم درمان... مركز الدولة المهدية ومنطلق نضال السودانيين ضد الاستعمار" https://shorturl.at/cwVY3. ومن الكتب الأكاديمية الرصينة عن تاريخ مدينة أم درمان في عهد المهدية كتاب البروفسور روبرت كرامر "مدينة مقدسة على النيل. أم درمان في سنوات المهدية١٨٨٥-١٨٩٨"، الذي تُرْجِمَ للعربية في عام 2019م (https://shorturl.at/csCJ8 و(https://shorturl.at/hADR5).
4/ في هذا الرابط بعض النصوص الإنجليزية والعربية والصور عن "مشروع جبل مويا" https://thejebelmoyaproject.wordpress.com/ ، ومقال مترجم عن عمل ويلكم في المنطقة https://shorturl.at/XAGS6
5/ براون (1793م – 1796م) هو مؤلف كتاب "رحلات في أفريقيا ومصر وسوريا" الذي صدر عام 1806م. وسبق لنا ترجمة مقال عنه بعنوان "أول أوروبي يزور دارفور".
6/ عنوان كتاب العالم الفرنسي فريديريك كايليو (1787 - 1869) هو: "الرحلة إلى مروي: إلى النهر الأبيض، ما وراء فازوغلي جنوب مملكة سنار، ........"، وقد نًشر لأول مرة عام 1826م.
7/ أورد كاتب المقال تلك الخريطة التي وردت في كتاب "السودان المصري في عهد محمد علي (Le Soudan Égyptien Sous Mehemet Ali) للمؤرخ الفرنسي Henri Dehérain. وأُودِعَ أصل هذه الخريطة في إحدى المكتبات العامة بباريس.
alibadreldin@hotmail.com
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
تقديم: هذا هو الجزء الأول من ترجمة لغالب ما ورد في مقال عن تاريخ أم درمان منذ بداية نشأتها إلى نهاية عهد المهدية بقلم الإداري البريطاني ف. م. ريفيش (1922 – 1990م)، نُشِرَ في العدد الخامس والأربعين من مجلة "السودان في رسائل ومدونات SNR" الصادرة عام 1964م، صفحات 35 – 47.
وضمَّن الكاتب مقاله بعض الخرائط القديمة المنشورة في بعض الكتب (مع شرح لما ورد فيها) لمدينة الخرطوم في عهد الحكم التركي – المصري، ولسوق أم درمان في عهد المهدية.
عمل ريفيش – بحسب ما ورد في أرشيف السودان بجامعة درم البريطانية – في وظيفة مساعد باحث بكلية لندن الجامعية بين عامي 1952 و1955، ومحاضراً لمادة الأنثروبولوجي بجامعة الخرطوم في ستينيات القرن الماضي.
ولفت نظري الأخ الأستاذ طارق أبو صالح (الذي كان قد بعث لي - مشكوراً - بهذا المقال قبل نحو عامين) إلى مقال مشابه بقلم أسماء محمد إسماعيل عنوانه "الملامح العمرانية والمعمارية لمدينة أم درمان الأثرية " نُشِرَ في مجلة كلية الآثار بقنا عام 2017م (1)، وكان مقال ريفيش هذا أحد مراجعه.
المترجم
*************** ************* *************
أود في هذا المقال المختصر أن أُلَخِّص ما هو معروف عن تاريخ أم درمان منذ نشأتها الأولى إلى نهاية عهد المهدية في 1898م. وليس هناك الكثير مما يُعْرَفُ عن ذلك التاريخ قبل بداية عهد المهدية، عندما نمت وتطورت أم درمان سريعاً من قرية صغيرة أو مجموعة من القرى الأصغر إلى مدينة كبيرة. وكان عدد سكان المدينة في عام 1956م، حين أُجْرِيَ أول إحصاء سكاني بالسودان، يزيد على 110,000 نسمة.
وقد قمت بمراجعة كل المصادر المتوفرة عن تاريخ أم درمان المنشورة بالإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية، ومن المُستَبعَد أن أكون قد أغفلت أي معلومة مهمة كُتِبَتْ بأي من تلك اللغات. وقد استشرت عدداً من المؤرخين السودانيين حول تاريخ أم درمان قبل عهد المهدية، وكان رأيهم جميعا أنه ليست هناك كتابات باللغة العربية عدا بعض القليل الذي ذُكِرَ في عهد السلطنة السنارية، مثل "مخطوطات الفونج Fung Chronicles" (2)، والتي كان قد تُرْجِمَتْ إلى اللغة الإنجليزية (في كتاب "العرب في السودان" لماكمايكل. المترجم). أما أم درمان في عهد المهدية، فقد كُتِبَ عنها الكثير باللغة العربية. ويأمل المرء أن يهتم الأكاديميون السودانيون بتاريخ أكبر وأهم مدينة في بلادهم، وأن يبحثوا في هذه المادة بطريقة منهجية (3).
********** *********** ***********
1/ أم درمان في فترة ما قبل التاريخ (The Prehistoric Period)
عُثِرَ في المكان الذي أُقِيمَتْ عليه مدينة أم درمان على آثار لعدد كبير من الأدوات الحجرية والمشغولات الحرفية، مما يدلل على أن تلك المنطقة كانت مكاناً آهِلاً بالسُّكّان منذ زمن طويل. ورغم ذلك، فإنه لم تُجْرَ إلا القليل من الأبحاث في هذا الشأن. وكتب عالم الآثار والإداري البريطاني انتوني جون آركلArkell (1898 – 1980م) ما يفيد بأنه: "من المستحيل الجزم بالتطوير والإعمار الذي حدث في خور أبو عنجة (موقع في أم درمان) إلا بعد إجراء تنقيب علمي بالمنطقة، والحصول على مجموعات من الأدوات التي كانت بكل تأكيد مستخدمةً فيها إبان عصر معين. عندها فقط سيكون من الممكن القول ما إذا كانت جميع تلك الاكتشافات قد أتت من فترة استيطان بشري، أو إن كانت هناك أكثر من فترة تاريخية واحدة، وما إن كانت تلك الفترة المعينة تمثل أكثر من ثقافة واحدة". وذكر العالم الفرنسي جان فيركوتير Vercoutter(1911 – 2000م) بعد قيامه لاحقاً بدراسة آثار المنطقة أنه عُثِرَ على قبرين بالقرب من نهاية منطقة أمدرمان غرب كبري النيل الأبيض. وعد فيركوتير تلك مجموعة أ (Group A) في الفترة الثقافية، التي يعود تاريخها من 3,000 إلى 2,800 سنة قبل الميلاد. وأثمرت الحفريات التي أُجْرِيَتْ عام 1958م عن اكتشاف موقع من العصر الحجري الحديث بالإضافة إلى ثلاث فترات استيطان لاحقة عُثِرَ فيها على بقايا آثار مروية (meroitic). واُكْتُشِفَتْ أيضاً فوقها طبقات ثلاث، وُجدت فوقها مدافن بها قطع أثرية منسوبة إلى "ثقافة جبل مويا" (4) التي أعقبت العصر المروي جنوب الخرطوم الحالية. وأخيراً اُكْتُشِفَتْ بعض القبور من العصر المسيحي أو العصور الإسلامية الباكرة.
وإلى حين القيام بأبحاث آثارية ذات طبيعة منهجية، لا يمكن الجزم قطعياً بأي أمر يتعلق بمن سكنوا تلك المنطقة، وعما إذا كانوا قد استوطنوا / استقروا فيها بصورة مستدامة، أم غير ذلك.
وتواصلت فترة ما قبل التاريخ إلى أزمان قريبة نسبيا، إذ ليس هناك من وثائق تتعلق بتلك الفترة، دعك عن ذلك الموقع نفسه، إلى أن بدأت الفترة المسيحية.
********* ************** ***********
2/ أم درمان في فترة المسيحية (The Christian Period)
لا توجد أي معلومات مؤكدة عن أم درمان في فترة المسيحية بالسودان. وكانت هناك في تلك الفترة مملكة "علوة" (وعاصمتها سوبا)، وكانت تضم المنطقة التي أُقِيمَتْ فيها أم درمان الحالية. وزالت علوة (تلك المستوطنة المسيحية التي بقيت لقرابة ألف عام)، ولم تعد هي العاصمة في بدايات القرن الرابع عشر. وكان الرحالة اليهودي روبرت روبيني (1490 – 1540م) قد زار سوبا في عام 1523 ولم يجد فيها سوى عدد قليل من الأكواخ/ "العشش". ولم يأت أي عالم آثار أو مؤرخ على ذكر "أم درمان" في تلك الفترة، على الرغم من ذكرهم لمستوطنات قريبة منها. وربما يكون مرد ذلك هو أنه كان للمدينة اسم آخر في ذلك العهد. غير أنه من المؤكد أن كل ما ذُكر من تلك المستوطنات لم تكن هي سليفة (precursor) لأم درمان الحالية. وانتهى العهد المسيحي بالسودان في عام 1504م بقيام مملكة الفونج في سنار.
********* *********
3/ أم درمان في عهد سلطنة الفونج (The Fung Period)
سيطر الفونج على المنطقة الواقعة تحت قري مباشرة (حوالي 30 ميلاً شمال موقع الخرطوم الحالي) وهي القرية التي كان يحكمها الجزء الشمالي أو العربي من السلطنة. وذكر الفرنسي شارل جاك بونسي Poncet الذي زار قري في 1699م ما يفيد بالتالي: "... وهذا هو مقر إقامة الحاكم، ومهمته الرئيسية هي فحص إن كان أحد القادمين مع القوافل الآتية من مصر مصاب بالجدري الكاذب (جدري الماء small pox)". وبينما لم يأت بونسي على ذكر أم درمان، إلا أنه في تلك الفترة بدأ اسم "أم درمان" في الظهور في الكتابات التاريخية. وكتب ماكمايكل (في القرن العشرين) ما يفيد بأنه لا يعلم عن أحدٍ قدم دليلاً على وجود هذه القرية (أم درمان) في أي تاريخ سابق، عدا حمد بن مريم. وأضاف بأنه من المحتمل أن حمد وقرابته هم من أقاموها وأعطوها ذلك الاسم؛ فقد ورد ذكر "حمد ود مريم" في إحدى "مخطوطات الفونج". وقد وُلِدَ حمد بجزيرة توتي في حوالي عام 1646م وتوفي في عام 1730م، وله الآن قبة مشهورة في الخرطوم بحري (والمقصود هو بالطبع الشيخ حمد ود أم مريوم. المترجم). وذكرت البريطانية كارول سارس فيليد – هول Sarsfield – Hall أنه كانت هناك خلوة للشيخ حمد في أم درمان، وأنه هجر تلك القرية (مغاضباً) بعد عراك كارثي مع الشيخ عبد المحمود أبو شابا (؟) العركي، وانتقل إلى "حلة حمد"، التي صارت لاحقاً جزءاً من الخرطوم بحري. ومما نعلمه الآن من الدراسات الأثرية عما يعرف الآن بـ "أم درمان" في فترة ما قبل التاريخ، أن حمد ورهطه لم يكونوا هم أول من قَطَنَ في تلك القرية. غير أن هذا لا يعني أنه من المستحيل أن يكونوا قد أعادوا بناء مستوطنة في منطقة كانت مهجورة لعقود عديدة.
وذكر ماكمايكل أيضاً أن تيراب سلطان دارفور قام في حوالي عامي 1784 – 1785م بقيادة جيشه حتى بلغ أم درمان، وشيد فيها سوراً حجريا، وبقي بها إلى أن مات. وظلت بعض بقايا ذلك السور موجودة حتى تسعينيات القرن التاسع عشر. وسعيت – من جانبي – للعثور على أي أثر لذلك السور، ولكن من دون جدوى.
وظهرت أم درمان لأول مرة في خريطة بكتاب نشره الرحالة الإنجليزي دبليو. جي. براون Browne عام 1798م (5). ووضع براون أم درمان في موقعها الصحيح عند ملتقى النيلين الأبيض والأزرق. غير أن براون لم يتمكن من زيارة الموقع بنفسه، لكنه اعتمد على ما سمعه من التجار عنها. وكان أولئك التجار قد أخبروه بأن أهل تلك البقعة يدينون بالإسلام ويتكلمون اللغة العربية، وأنها تقع على طريق التجارة من وإلى مدينة "Ibeit" التي هي الأبيض الآن.
وهناك ذكر عابر لأم درمان عام 1804م أورده ماكمايكل، حين كتب أن الشيخ كمتور، الذي كان قد تآمر لقتل سلطان الفونج، وأعتقله أنصار السلطان في أم درمان، نجا بالكاد من القتل هناك بعد أن توسط لصالحه بعض علماء وشيوخ الدين. ولعل في هذا ما يشير إلى أن أم درمان غدت في تلك السنوات مستوطنة مهمة بها عدد من الشيوخ والعلماء. غير أن ماكمايكل لم يذكر، للأسف، إن كان الشيخ كمتور قد حُوكِمَ بأم درمان، أم في مكان آخر (والأخير هو الاحتمال الأقرب). ثم آب الشيخ كمتور إلى أم درمان لعقد مصالحة مع محمد أبو ريش.
ومن الواضح أن المعلومات عن أم درمان في عهد سلطنة الفونج شحيحة للغاية. وكانت "مخطوطات الفونج / كاتب الشونة" التي أستقى منها ماكمايكل وسارسفيلد – هول معلوماتهما كانت قد كُتبت بعد زمن طويل بعد وقوع أحداثها، وكانت تستند – في الغالب - إلى أدلة سماعية من أفواه الغير.
وفي ما يلي من أجزاء، أتت معظم المعلومات مما ذكره شهود عيان.
*********** ************* **********
4/ أم درمان في عهد الاحتلال المصري / الحكم التركي – المصري (The Egyptian Occupation)
مرت القوات الغازية للسودان، بقيادة إسماعيل باشا، وهي في طريقها لاحتلال عاصمة سلطنة الفونج، على موقع مدينة أم درمان الحالية. وسجل العالم الفرنسي فريديريك كايليو Frédéric Cailliaudالذي رافق حملة إسماعيل باشا أن جيش الحملة كان قد عَسْكَرَ في مكان يُسَمَّى أم درمان في يوم 27 مايو 1821م، ولم يزد على تلك الإشارة العابرة. غير أنه ذكر أم درمان في صفحات تالية من الجزء الثاني من كتابه ضمن قائمة بأسماء مدن وقرى السودان (6). ولم يذكر كايليو صراحةً إن كان قد وجد سكاناً في تلك البقعة أم لا. غير أن جورج انجلش (الرحالة وضابط البحرية الأمريكي الذي رافق جيش الحملة. المترجم) أتى في مذكراته على ذكر تلك البقعة وقال بأنها ليست مأهولة بالسكان، وليس فيها أي أثر لزراعة، غير أنه لم يذكر اسم أم درمان صراحةً. ومن الجائز أن يكون سكان تلك المنطقة قد فروا منها بعد أن سمعوا باقتراب جيش اسماعيل باشا منهم. إلا أن انجلش كان يعتقد بأن تلك المنطقة كانت قد هُجِرَتْ منذ زمن سابق لحملة إسماعيل باشا. وكان معلوماً من الأدبيات المنشورة أن أول الذين استوطنوا في أم درمان كانوا قد أتوا من جزيرة توتي في غضون سنوات حكم سلطنة الفونج. وكانت تلك السلطنة قد بدأت في التفكك في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، وكانت كل المناطق البعيدة عن مركزها قد تُرِكَتْ من غير حماية لفترات طويلة. لذا فمن غير المستبعد أن يكون سكان أم درمان قد لجأوا لمنطقة توتي الأكثر أماناً في تلك الأوقات العصيبة التي سادها الاضطراب.
وذكر المؤرخ البريطاني هولت بأن معركة كانت قد نشبت في عام 1882م في أم درمان بين القوات المصرية ومجموعة من العبدلاب والهمج، انتصر فيها المصريون. وذكر هولت – مستشهدا بمكي شبيكة – أن (الأمير) والقائد العسكري المتقاعد ماحي بيه، وعلي خورشيد أغا حاكم سنار تقابلا في اجتماع بأم درمان في يونيو 1826م. غير أنه لم يذكر إن كانت أم درمان مأهولة بالسكان في ذلك التاريخ أم لا. وزار لورد برودهو prudhoe الخرطوم في عام 1829م، وأُخِذَ لمقرن النيلين، حيث تناول طعام الإفطار على شاطئ النيل الأبيض، غير أنه لم يذكر أم درمان ضمن ما سجله عن رحلته تلك.
وأتى أول ذكر لاستيطان بشري بتلك المنطقة في تلك الفترة عام 1839م، حين ذكر الرحالة الفرنسي تيبو Thibaut أن شاطئي النيل بأم درمان (مقابل الخرطوم) كانا مقراً لسُكْنى قبيلتين تعملان بالزراعة هما: الأم درمان / الأمدرمانيين (؟) والفتيحاب. وأكد (الضابط العثماني) سليم بمباشي، الذي كان ضمن حملة إسماعيل باشا، نفس المعلومة، وأضاف لها أن ذلك الموقع كان كثيف الأشجار. ولا توجد في الأدبيات التاريخية أي إشارة في ذلك التاريخ لـ "أم درمان" سوى ما ذكره تيبو وسليم بمباشي. ويبدو أن الرجلين قد خلطا بين اسم المكان وما يُطْلَقُ من اسم على سكانه. وبما أن المنطقة هي أراضي الفتيحاب اليوم، فمن غير المستبعد أن كان أفراد هذه القبيلة يعيشون هناك خلال تلك الفترة. وفي ذات العام قام الرحالة وعالم النبات النمساوي ثيودور كوتشي Kotschy (1813 - 1866 م) برحلة إلى كردفان، عَسْكَرَ خلالها في أم درمان، ولم يذكر شيئاً عنها سوى أنها منطقة كانت بها بعض الأكواخ/ "العشش".
وفي حوالي عام 1849م نشر المهندس الفرنسي أرنو Arnaud خريطة للخرطوم شملت أم درمان (7). وليس في تلك الخريطة الكثير من التفاصيل عن المنطقة، ولكنها رغم ذلك كانت لها فائدة وقيمة كبيرة في أنها كانت الخريطة الأولى التي توضح ما هو أكثر من مجرد تحديد الموقع الذي استوطن فيه الناس. وقُسمت تلك الخريطة إلى أربعة مستويات، أشار إليها بـ "فوقاني" و"وسطاني" و "تحتاني" و"العتمور"، والمقصود هنا هي صحراء العتمور في شمال السودان. وأشار كذلك في الخريطة بخطوط قصيرة إلى أماكن الاستيطان بالمدينة، وكانت ثلاثة منها بالقرب من النهر، والرابعة في الداخل (بعيداً قليلاً عن النهر)، وربما تكون هي المنطقة التي كان العرب الرحل يجلبون بهائمهم للسقاية والبيع في سوق أم درمان. وأظهرت الخريطة أيضاً موقعا كان به فرنا للجير (الكِلْس) lime kiln.
*********** ********** *************
إحالات مرجعية
1/ يمكن الإطلاع على المقال المصري في هذا الرابط: https://shorturl.at/gtDE3
2/ يمكن النظر في مقال مترجم بعنوان "سودان الأنيال الثلاثة" عن ترجمة بيتر هولت لمخطوطة "كاتب الشونة" في هذا الرابط: https://shorturl.at/v1mG6
3/ ظهرت في السنوات الأخيرة بعض المطبوعات والمقالات الإسفيرية عن أم درمان وتاريخها؛ ولقناة الجزيرة مقال وفيديو بعنوان "أم درمان... مركز الدولة المهدية ومنطلق نضال السودانيين ضد الاستعمار" https://shorturl.at/cwVY3. ومن الكتب الأكاديمية الرصينة عن تاريخ مدينة أم درمان في عهد المهدية كتاب البروفسور روبرت كرامر "مدينة مقدسة على النيل. أم درمان في سنوات المهدية١٨٨٥-١٨٩٨"، الذي تُرْجِمَ للعربية في عام 2019م (https://shorturl.at/csCJ8 و(https://shorturl.at/hADR5).
4/ في هذا الرابط بعض النصوص الإنجليزية والعربية والصور عن "مشروع جبل مويا" https://thejebelmoyaproject.wordpress.com/ ، ومقال مترجم عن عمل ويلكم في المنطقة https://shorturl.at/XAGS6
5/ براون (1793م – 1796م) هو مؤلف كتاب "رحلات في أفريقيا ومصر وسوريا" الذي صدر عام 1806م. وسبق لنا ترجمة مقال عنه بعنوان "أول أوروبي يزور دارفور".
6/ عنوان كتاب العالم الفرنسي فريديريك كايليو (1787 - 1869) هو: "الرحلة إلى مروي: إلى النهر الأبيض، ما وراء فازوغلي جنوب مملكة سنار، ........"، وقد نًشر لأول مرة عام 1826م.
7/ أورد كاتب المقال تلك الخريطة التي وردت في كتاب "السودان المصري في عهد محمد علي (Le Soudan Égyptien Sous Mehemet Ali) للمؤرخ الفرنسي Henri Dehérain. وأُودِعَ أصل هذه الخريطة في إحدى المكتبات العامة بباريس.
alibadreldin@hotmail.com