بلبصة الإمارات في منطقة الفشقة سخيفة ووقحة جداً!

 


 

 

 

 

* ثمة إجتماع تم في أبوظبي بين القادة الإماراتيين وبين السيدين مالك عقار و ياسر عرمان بتاريخ ١٩ أبريل ٣٠١٩، تحت (رعاية) جهاز الأمن والمخابرات الوطني الإماراتي.. وبين طيات مخرجات ذلك الاجتماع مفاتيح (سرية) خبيثة لاختطاف سيادة السودان ووضعها تحت قبضة دويلة الإمارات تلك التي إنْ هي إلا ( صغيرةٌ لا تملأُ الكفَّ، ولكن متعبِة)، أو حسب وصف شاعرنا محمد المكي إبراهيم للخرطوم في ماضيها الجميل..

* وللإمارات أذرع أخطبوطية
متشابكة تشبيكاً دقيقاً عناصره عملاء مزروعون في كل عواصم دول القرن الأفريقي، بلا استثناء وفي مقدمة تلك الدول جمهورية السودان العملاقة التي يقودها أقزام مرتعشون..

* وقبل أيام، هدد الإعلامي الإماراتي حمد المزروعي العملاء الأقزام المرتعشين، وذلك في تغريدة تنضح استعلاءاً وكِبْراً مقيتاً وابتزازاً خطيراً، حيث غرّد: " كل شيء موثق بالكاميرا، ولدينا الكثير من المقاطع ، ولن يستطيع أحد الخروج عن أهداف الامارات.."

* إذن، أهداف الإمارات معلومة لدى عملائها، تلميحاً، بخبث ومكر،
أو تصريحاً، مباشرة، في اللقاءات السرية العديدة..

* قال نزار قباني على لسان (أحدهم) مخاطباً إحظى المغررات بهن:- "بدراهمي لا بالحديثِ الناعمِ حطمتُ عزتَك المنيعةَ كلَّها بدراهمي!"

* لكن، هل لابتزاز المزروعي علاقة برفض السودان المبادرة الإماراتية المتعلقة بالوساطة بين السودان وإثيوبيا لتقسيم منطقة الفشقة بينهما، وهي منطقة سودانية 100%؟ وهل إمتعاض السيد مالك عقار من محتوى المبادرة ( الوقحة) ووصفه إياها بالمحاولة السخيفة وب(البلبصة ساكت) هو السبب الذي جرَّأ المزروعي للإفصاح عن (الوَتِّد) المضروب في مرابط أبوظبي لكل عميل من عملاء دولته في السودان؟

* ثم، هل صادفت المبادرة هوى د.مريم الصادق، وزيرة الخارجية، التي خطرفت ب(إستعمار) الدول ذات الكثافة السكانية العالية للأراضي السودانية الشاسعة الواسعة، فلم تنبس الدكتورة (المنصورة) ببنت شفة؟

* ربما تكون المنصورة/المقهورة بالدراهم قد اتفقت، سلفاً، مع الإماراتيين على المبادرة التي طرحوها.. وربما كان تصريحها في القاهرة وليدَ ذلك الاتفاق..

* لكن، يبدو أن السيد مالك عقار وضع كل الذي دار بينه وبين الإماراتيين في كفة ووضع السودان في الكفة المقابلة، فاختار السودان.. وتلك خطوة تُحسب في ميزان وطنيته، بالتأكيد..!

* إن أقل ما توصف به مبادرة الإمارات هو أنها مبادرة وقحة وحقارة (مبتذلة) وإستحمار لكل مسئولي الحكومة العسكرية المتمدينة.. فالإمارات تطالب، أول ما تطالب، بعودة الجيش السوداني إلى نقاط انتشاره قبل شهر نوفمبر عام 2020، ثم تطالب بتقسيم المساحات الزراعية في الفشقة بين ثلاث دول وفق النسب التالية:- 40% للسودان و40% للإمارات و20% لإثيوبيا.. وهناك من يقولون أن المبادرة رسمت القسمة الضيزى كالآتي:-
25% من الأراضي للسودان و25% لإثيوبيا.. ولم يرد اسم الامارات هنا، لكن من الوقائع يمكننا القول أن نسبة ال50% المتبقية سوف (تُجَنّب) للإستثمارات الزراعية الإماراتية بشقيها النباتي والحيواني..

* في بلبصة ياخوانا أسخف من كدة؟!

* أيها الناس، على الحكومة العسكرية المتمَدْيِنة أن تخبرنا بتفاصيل المبادرة.. وتفاصيل المداولات التي جرت بينها وبين الإمارتيين.. وأن تقول لنا رأيها في تلك المبادرة الوقحة بكل شفافية..

* إن رفضها للمبادرة لا يكفي.. وأطماع الإمارات في منطقة الفشقة لخصوبتها المميزة لن تتوقف.. وحول تلك الأطماع يقول موقع (الخليج الجديد) بتاريخ 21 أبريل الجاري:-
"تسعى أبوظبي لتوقيع اتفاق مع الحكومة الإثيوبية، يمنحها حق الحصول على أراض زراعية لتنفيذ مشروع زراعي ضخم على الحدود السودانية - الإثيوبية، يتضمن زراعة آلاف الأفدنة... ومن المرجح أن يستفيد المشروع الإماراتي، من المكاسب التي ستحصدها إثيوبيا، من تشغيل "سد النهضة"، من أرض خصبة، ووفرة مائية، ما يؤمن لأبوظبي أمنها الغذائي."

* وهدف الإمارات من ذلك ضرب عصفورين (سد النهضة والفشقة) بحجر واحد ضمن أهدافها المتعددة في منطقة القرن الإفريقي.. ومن الخبث الإماراتي بمكان أن تقف ضد مصر في الحفاء، ثم تعلن أنها تقف في الحياد حول موضوع سد النهضة.. بينماش من مصلحتها الظاهرة اكتمال بناء سد النهضة بأي وسيلة..

* تتولى شركة جنان (الإماراتية) للاستثمار الزراعي جميع خطط الإمارات الزراعية في إثيوبيا.. وقد قامت بتوقيع عقود لزراعة الأرز، والقمح، والذرة، وتسمين العجول في منطقة الفشقة..

___________________

حاشية:-
- لا يُعقل أن يكون ثمن مساعدة الأجانب لصعود العملاء إلى قمة هرم السلطة في السودان (مجاناً)..

- لا توجد كلمة (مجاناً) في قاموس العلاقات الدولية.. وغالباً ما يكون الثمن المطلوب دفعه (آجلاً) هو سيادة الوطن.. ولا فرق بين أصحاب المعالي والسعادة
العملاء الذين سقطوا مع البشير.. وبين أصحاب المعالي والسعادة العملاء أصحاب الألقاب الدستورية الذين احتلوا مواقع من سقطوا، و (كأننا يا عمرو لا رحنا ولا جئنا..!
- و(كلو عند العرب صابون!)

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء