بنك الجبال مشروع وطنى إسترتيجى أنجز بمجهودات أبناء الولاية والمهمشين

 


 

 


امين زكريا إسماعيل

amindabo@hotmail.com
 أن فكرة مشروع بنك الجبال للتجارة و التنمية جاءت نتاج توصيات المؤتمرات التى عقدت فى المناطق المحررة و خاصة فى العاصمة كاودا قبل التوقيع على اتفاقية السلام فى عام 2005، و لقد وجه حاكم الاقليم  آنذاك الاقتصادى القائد/ عبد العزيز الحلو بتكوين لجنة من الاقتصادى و مدير منظمة النوبة للاغاثة و التنمية و اعادة التعمير آنذاك الاستاذ/نيرون فلب و الخبير  المصرفى الاستاذ/ حسين قطر للقيام باعداد دراسة متكاملة و الاستفادة من الخبرات و الخبراء الاقتصاديين و المصرفين الكينيين و بعض بيوتات الخبرة العالمية بجانب الخبراء فى المجال المصرفى و التنموى و الاجتماعى و الزراعى و الادارى و القانونى من أبناء الولاية لوضع التصورات العلمية التى تساهم فى بناء علمى دقيق و خطة فاعلة و مدروسة لانجاح الفكرة باعتبارها مشروع وطنى استراتيجى كبير سيحدث نقلات كبيرة للمهمشين بصورة عامة و شعب ولاية جنوب كردفان بصفة خاصة، وقد ألحق هذا المشروع بانشاء عدد 7 شركات لتعمل فى مجالات مختلفة كالزراعة و الصناعة و التجارة و المواصلات و التى سوف سترى النور تدريجيا حسب الخطة المرسومة من قبل مجلس إدارة البنك. و كانت العقبة و التحدى الكبير فى كيفية ايجاد رأسمال لتحويل الفكرة الى واقع، حيث لم تكن امام اللجنة الا الاستعانة بأبناء الولاية، و حتى تجد تمويلا لطباعة مستنداتها و معينات تحركاتها فقد اتصلت اللجنة فى العام 2006م برابطة جبال النوبة العالمية بالولايات المتحدة الامريكية التى رتبت زيارة للاستاذين نيرون فلب و حسين قطر فى مايو 2006م للطواف على بعض الولايات التى يتواجد فيها ابناء جبال النوبة بالولايات المتحدة الامريكية و لقد صحبهم فى تلك الجولات القائد/ عبد العزيز الحلو الذى كان متواجدا حينها بامريكا بجانب شخصى، حيث استطاع نفر من ابناء الولاية من شراء اسهم بأكثر من مائة الف دولار فى خلال اسبوعين و حول البعض الآخر مساهماته مباشرة لادارة البنك بعد عودتهم الى السودان، حيث يوجد ثلاثة أعضاء مؤسسين للبنك من ابناء جبال النوبة بامريكا لمساهماتهم المتميزة فى شراء الاسهم.  فكرة البنك بجانب انها مشروع اقتصادى الا انها لم  تخلو من فكرة واعية كمشروع وحدوى لشعب الاقليم و المهمشين بصورة عامة الذين شارك نفر منهم فى شراء الاسهم.
فى أكتوبر 2006م كان أول اجتماع لمجلس ادارة بنك الجبال بكادقلى الذى يضم كل من:-
1 نيرون فلب  – ريئس مجلس الادارة ( اقتصادى و وزير التنمية الريفية آنذاك و الآن الرئيس المشترك لمفوضية التقدير و التقويم بالولاية)
2- أمين زكريا- نائب رئيس مجلس الادارة. (  محاضر جامعى سابق باحث اجتماعى و انثروبولوجى و المستشار السياسى للحركة الشعبية بالاقليم آنذاك)
3- حسين قطر –   المدير العام ( مصرفى).
4- جقود مكوار- عضوا ( عميد و قائد القوات المشتركة آنذاك).
5- أحمد مأمون كسنجر- عضوا ( خبير مصرفى).
6- الجيلى مكى خريف- عضوا (دكتور جامعى و خبير زراعى)
7- جمعه برام- عضوا (دكتور جامعى و خبير فى الموارد الطبيعة)
8- عامر الأمين- عضوا (خبير مصرفى ببنك السودان)
9- محمد مريود- عضوا (خبير إدارى و مستشار الوالى آنذاك ومدير عام وزارة الحكم المحلى حاليا).
10- ابراهيم المهدى ختم- عضوا ( محافظ الرئاسة آنذاك و محافظة بابنوسة حاليا).
11- عوض عبد الرحمن- عضوا ( مصرفى و عضو برلمانى و محافظ لتالودى سابقا).
12- نجوى موسى كنده- عضوا (متخصصة فى العلوم الاسرية و المدير التنفيذى لمنظمة النوبة للاغاثة و التنمية و اعادة التعمير)
 13- عبدالحميد بريمة- سكرتير مجلس الادارة (مصرفى).
14- شمعون خميس- مستشار قانونى (محامى).
لضمان اهمية مشاركة كل ابناء الولاية بجميع اثنياتهم و الوان طيفهم السياسي تم اعلان فكرة البنك عبر الوسائل السمعية و المشاهدة و الندوات و قسم اعضاء مجلس الادارة الى الولايات و المدن بجميع انحاء السودان فعلى سبيل المثال كلف محمد مريود للجبال الشرقية و تالودى و . الجيلى مكى للدلنج و  جمعه برام للابيض و حسين قطر و كيسنجر و عامر للخرطوم و  جقود للجيش الشعبى و شخصى لبعض المناطق بالجبال و الدمازين و سنجه وسنار و كوستى بجانب زيارة بورتسودان و عوض عبد الرحمن لولايات الشرق الثلاثة و ابراهيم المهدى ختم للمنطقة الغربية من الولاية و هكذا و تم تكوين لجان فرعية على مستوى المحافظات و طافت كل مؤسسات القطاع الخاص و العام بالولاية بما فيها القوات النظامية و الامن أضف الى ذلك بعض اللجان بالدول العربية. فساهم من ساهم بسهم و اثنين و اكثر و لم تبخل بائعات الشاى و الاطعمة من تسجيل اسمائهن فى لائحة الشرف بشراء سهم او أكثر. و لكن للحقيقة و التاريخ فقد كان ضباط و ضباط صف و جنود الجيش الشعبى سببا كبيرا فى انجاح هذا المشروع نسبة لما تميزوا به من وعى ثورى و نضالى فلم يتخاذل احد منهم فى شراء الاسهم مما حقق دفعه قوية للبنك. كما ان الادارة التنفيذية للبنك بقيادة الخبير حسين قطر المدير العام و عبد الحميد بريمة سكرتير مجلس الادارة و زملائهم لعبت دورا كبيرا فى التنفيذ النموذج لخطط مجلس الادارة فيما يتعلق بالبناء الممرحل للبنك ( الذى صممه مهندسين من جبال النوبة) و جلب احدث الاجهزة و المعدات و وسائل الحركة. كما لا يفوتنا ان نشيد بالوقفة الصلبة لرئيس مجلس الادارة الاستاذ/ نيرون فلب، بجانب القائد/ عبد العزيز الحلو مهندس الفكرة التى كانت إحدى همومه الكبرى و الذى ساهم فى صمت بافكاره و عمله فى كل مراحل انشاء البنك. و فوق كل ذلك الشكر و التقدير لحكومة جنوب السودان و رئيسها و بنكها المركزى الذين قاموا بتشجيع الفكرة و تسهيل كافة الاجراءات الادارية و القانونية بجانب المشاركة فى الافتتاح الذى حضره عدد من  البعثات الدبلوماسية و الوزراء يتقدمهم وزير ماليه حكومة الجنوب ديفيد دينج ممثلا لسلفاكير مقدما دعما ماليا معتبرا للبنك، بالاضافة الى وقوف الغرفة التجارية بجنوب السودان مع البنك و دعمة و مطالبته بفتح فروع فى كافة ولايات الجنوب العشرة.
و حسب تخطيط مجلس ادارة البنك فإن مراحل الفروع الاولية بالولاية سوف تشمل الدلنج و كادقلى و ابوجبيهه و كاودا و من ثم كل محافظات الولاية لاحقا.
فى الختام ادارة البنك توجه نداءها لجميع ابناء الولاية بصفة خاصة و المهمشين بصفة عامة بداخل السودان و خارجه و خاصة ابناء الولاية بالولايات المتحدة الامريكية لفتح حسابات جارية و حسابات توفير لتنشيط البنك و الشركات، و توفير رصيد للاجازات و المشروعات المستقبلية للافراد حين عودتهم الى الوطن. و اخيرا فان توفر عناصر القوى الثلاثة من ارادة و سرعة و ابداع كانت سببا فى أن يحدث هذا الانجاز الكبير الذى سيكون مفتاحا لانجازات اكبر و اعظم فى المستقبل القريب الذى يتطلب منا توحد كامل فى المصير و الهدف و شعب الولاية اثبت عبر التاريخ انه لا مستحيل طالما هنالك ارادة لتحقيق اسمى الغايات.
 

 

آراء