بين الإنقلابين (11 إبريل – 25 أكتوبر) السمندل ينهض من تحت رماده .. يغني ..بقلم: عمر الحويج

 


 

عمر الحويج
12 March, 2023

 

كبسولة:- (1)
الرقيب الجيلي : بعد براءة الثوار (العادلة) من مقتلك من هو قاتلك ..؟؟ لأ أحد غيرهم . أبحث عنهم وسط الرؤوس الكبيرة .
العميد بريمة : بعد براءة الثوار (القادمة) من مقتلك من هو قاتلك ..؟؟ لأ أحد غيرهم . أبحث عنهم وسط الرؤوس الكبيرة .
كبسولة :- (2)
في جنيف : وزير العدل ممثل السودان في إجتماعات مجلس حقوق الإنسان ظن إثماً أن الإجتماع خاص بحقوق الحيوان وليس الإنسان . فأشاد بحقوق الحيوان وأثبت أنها في الحفظ والصون ..!! .
في جنيف : فولتر تورك المندوب السامي لمجلس حقوق الإنسان (في مخيلتي قد جاراه في ظنه وإن بعض الظن إثم!!) فأكد له أن حتى حقوق الحيوان في السودان ليست في الحفظ والصون ..!! .
***
بين الإنقلابين (11ابريل - 25 أكتوبر) السمندل ينهض من تحت رماده .. يغني.
***
فالأزمة الراهنة يامن تصورونها لأغراضكم الخفية ، وكأنها وليدة ما بعد إنقلاب 25 اكتوبر 2021 وتريدون حلها بالجميع " ماعدا المؤتمر الوطني ..!!" وهو نفسه متغلغلاً ومتمكناً في داخل هذه (الجميع) ، وتريدون حلها من هذا المدخل ، بما يفاقمها ويتواصل بترسيخها وصلوكم بها إلى سودانكم القديم ، حتى لو أدخلتم في بدايتها الجيش إلى ثكناته لحين عودة للدائرة الشريرة الموعودة بالحضور آجلاً أو عاجلاً ، فالأزمة وأنتم بها عليمون مثل جوع بطونكم ، ولهفكم لشبع سطو السلطة ورفاءها ، فهي مستمرة ومتواصلة ومستفحلة ، منذ أن نال السودان إستقلاله ، من الإستعمار الإنجليزي ولا "أقول المصري ، لأنه تابع ، فكلنا حينها في الهم شرق ، أيها الخديوي المبجل" ، وتولى أمر السودان والتحكم فيه بعد خروج المستعمر ، ودان أمره لتلاميذه النجباء ، وساروا به على نهجه وبؤسه وعدميته ، وسلموه بعد فشلهم ، جثة هامدة إلى الإسلامويين ، الذين أجهزوا حتى على جثته ، حيث أنهم حسب تدينهم التجاري ، لم يعملوا باكرام الميت دفنه ، وذلك إلا لظنهم الخائب ، أنهم بداية التاريخ في السودان ، وسيظلون نهايته ، ولن يتزحزوا من حكمه ، حتي يتسلمه منهم عيسى" عليه السلام" أو تقوم قيامتهم ، أيهما أبعد الحدوث وليس أقربه ، ولم يتحسبوا أن للشعوب حسابات أخرى ، وأن لشعب السودان تجاربه التي سطرت نهايتهم ، حين نهض كطائر السمندل من تحت الرماد ، ونفض عنه ركام محارقهم الخبيثة ، اللا أخلاقية ، اللادينية اللادنيوية ، شكلت ثلاثينيتهم الجهنمية ، فكانت ديسمبر المجيد ، نهضة شعب ، نهضة أمة ، ونهوض أسطورة الطائر السمندل ، من إحتراقه ، محلقأً بجناحيه الضخمتين من تحت الرماد ، في سماء البلاد ، ورمى بهم تحت سنابك نهوضه وهبته العاتية وتحت قدميه ، وداس بهم دوس الغلاظ على أجنابهم ، بهتافات الثوار السلمية ، وهم ساروا صاغرين ، في طريقهم إلى مرقدهم الأخير ، حيث مزابل التاريخ ، وإن ظنوا أنهم لازالوا يتنفسون وهم أموات لايعلمون ، يخططون ويتآمرون ، فطائر السمندل ، يجدد نهوضه ، كما تقول الأسطورة ، خمسمائة عام قابلة لتجديد النهوض مرات ومرات من تحت الرماد وهكذا الثورات ، خاصة ثورات السودان ، فأبشر بطول سلامة ، شعب السودان وثورته الخالدة المستمرة ، وردتها التي يحلم بها الهائمون في أحلامهم اليقظى ، وهي ذات الردة المستحيلة .

ومن يريد القراءة الصحيحة لمسار الأزمة وحلها ، فتوصيفها الصحيح . هو أنها بعد الإنفجار الكبير ، الديسمبري العظيم ، قد مرت بمرحلتين في سبيل تثبيت أقدامها ، في أرض السودان الطيبة ، وهي تحارب ، خفافيش الظلام ، وبعاعيت القبور ، وذخيرة المغيبين الحية في الصدور ، من كل شاكلة وفصيلة ولون .

المرحلة الأولى : وكانت بدايتها إستلام اللجنة الأمنية للسلطة بإدعاء الإنحياز للثورة ، وما استتبعها من مؤامرات ، جعلت النظام القديم ، متحكماً في إدارة البلاد ، إلى الوجهة التي يريدها ، ويرغبها ، ساعده في ذلك إستسلام حكومة الثورة لسلطته بالكامل ، وتنازلها عن الثورة "بما فيهم رئيس وزرائها " وتسليمها صاغ سليم لأعدائها ، وهم على أرائك السلطة الوثيرة متكئون ، وتركهم جمل الثورة بما حمل للفلول وأذنابهم ، حتى أنهم إستهانوا بالآخرين وبالثورة ، التي ظنوا أنها إستكانت وهان أمرها وأضحت بلا وجيع ، بل أحسوا بالفرج جاءهم يسعي ، حين قرروا أن يستعيدوا ملكهم ، فقرروا بغباء وإستعجال ، أن تعود ملكية السلطة لأهلها كاملة غير منقوصة ودون شراكة معرقلة لخططهم ، فأستلموها منفردة ، في إنقلابهم غير الناضج في طبخته وخطته الخديج ، حين يوم .. صباحه ، باهت لهم ، ومباغت بينهم ، في هبة الثوار ضدهم صبيحة إنقلابهم المشؤوم في 25 اكتوبر 2021 ، حين جاء خالياً حتى من بهاراته الروتينية ، مطَّعماً مفترضاً ، بمارشاته العسكرية والإعلان المتكرر بالساعات ، عن بيانهم الهام فترقبوه ..!! ، فقد ولد صامتاً مجهول هوية الأبوين ، وفي ليلته تم أرساله لحاضنته ، ليس لدار فاقدي السند حيث المظلومين ، وإنما لدار آخرته حيث الظالمين ، ولم يترحم عليه أحد من ابَّويه ، وإنما أنكروه وتبرأوا منه بعد أن كان مساراً للتصحيح ، فسموه متأخراً ، خجلاً وحياءأً ، باسمه ووسمه ، إنقلاباً كامل الدسم ، مخارجة لهم من ورطتهم .

المرحلة الثانية : ومن هنا بدأت المرحلة الثانية ، التي نهض لها السمندل من رماده في هبته الثانية يغني ، ومعلوم ما بذله الشفاتة والكنداكات من دماء ، ليسكتوا صوت الإنقلاب وداعميه ، حتى يوم الناس هذا ، ولا زالت ، أصواتهم تجلجل في الأعالي ، ودماءهم مبذولة مسفوحة علي أسفلت الشوارع التي لا تخون . إلا أنه ويا للأسف من الجانب الآخر ، بدأ برنامج الهبوط الناعم المتخاذل ، بالتنازل المعاد ومكرر وللمرة الثالثة بعد تنازل انتخابات 2020 والموافقة على المشاركة فيها لإنقاذ النظام من ضايقته ، والثانية بعد توقيع الوثيقة الدستورية الكارثة ، وآخرها ما نحن فيه من أزمة يدَّعونها ، حيث القرار المتخذ بضرورة ، التسوية مع العسكر ومن خلفهم ومن أمامهم ، فلول النظام البائد وأذنابهم ، وتابعيهم ومسلحيهم ، وترتب على ذلك استفحال الأزمة في مرحلتها الثانية ، التي نجحت فيها الثورة المضادة ، بأطرافها القديمة من فلول النظام الإسلاموي ، بعد الإحياء العلني لرموزها ، وبعد أن كانوا يعملون في الخفاء في مرحلة ما قبل الإنقلاب ، وإن شكلوا صوتهم الخاص بهم ، والمعلن في سبتهم الإسبوعي الفاشل ، وإن رأينا أنهم تركوا قيادة هذه المرحلة ، للشق الآخر من تابعيهم ، والمؤدلجين في صفهم من قيادات الحركات المسلحة ، وأحزاب الفكة ، ومؤازريهم من القيادات التى أحيوها وهي رميم ، واستسلمت لهم في هذه المرحلة ، ذات قوى أحزاب مركزية الحرية والتغيير ، ونجحوا في جر هذه الكتلة ضعيفة النفس الثوري إلى ميدانهم ، الذي يجيدون اللعب فيه ، وجرجروهم حتى جعلوا منهم كتلة مقابلة ، أسموها سخرية مبطنة "بالكتلة الديمقراطية" ، ومدوا بها لسانهم طويلاً ، ليحولوا الصراع في البلاد ، بين الكتلتين ، التي نالت شرعيتها المزيفة من قبل الإعلام المضلل ، والمخابرات المتكالبة ، والدول الباحثة عن نهش هذه البلاد الغنية بأهلها وثرواتها ، ويدعى كل من موقعه أنهم يمثلون الثورة السودانية بل وغالبية شعب السودان المنكوب بهم ، حسبما أوحت اليهم رغائبهم وأحلامهم المريضة ، وأنه بأتفاق هذين الكتلتين ، اللتين لا ثالث لهم ، وأصبح مجرد موافقتهم وتوافقهم بعضهم البعض ، هاتين الكتلتين المصنوعتين ( وليست هي الثورة المصنوعة يا عبد الماجد عبد الحميد) ، قد حلت الأزمة السودانية ، وبهذه النهاية السعيدة ، سعادة الفيلم المخابراتي ، بها يتم تشكيل حكومتهم المتوافقة والموفقة ، بين القطبين الأوحدين الممثلين للثورة السودانية ..!! والشعب السوداني، ثم من بعدها ، وعلى بركة الله تسير ، بتسيير أمورهم كما يشتهون ، ويرغبون ، وأعني به مخرج فيلمهم المصري بنهايته السعيدة ، ويادار ما دخلك شر .

نحن نعرف وهم يعرفون والكل يعرف ، أنهم جميعاً ، ومسماهم الحقيقي ، الثورة المضادة ، ومن يفاوضهم بإسم الثورة وهي منه براء ، ومن يدعون وهم محبطون ، أن لا حل يجلبه الشارع والمواكب والدم المسال ، وإنما الحل يأتي عبر العمل السياسي ، جميع هؤلاء الذين غيبوا الثورة من حساباتهم ، لم يستطيعوا تغيبها عن عقولهم ، ومن خططهم ، فهي حاضرة في كل خطوة يخطونها ، فالعسكر يتجاهلونها ، ولكنهم يعرفون أنها هي التي شلت كل فعالياتهم التي مسرحوها لبعث الحياة في سلطتهم الإنقلابية التي ولدت ميتة ، وبارت بفعل الثورة المستمرة كل خططهم التآمرية ، وحتى المخابرات التي جمعت التعيس الفاشل مع خائب الرجاء الجاهل ، لتجعل منهم منافس ، للكتلة الآخرى ، مركزية الحرية والتغيير ، المهووسة داخلها ، بمعيقات ومقيدات وشعارات الثورة التي تعمل لها ألف حساب ، خوفاً على جماهيريتها من الإنحسار والتلاشي ( وإن تبصروا أمرهم لرأوا ما حجم التململ داخل مكوناتهم ، وليس آخرها حركة حق التي لا في العير أصلاً ، ولكن في طريق الإزاحة لكامل قيادتها في المركزي ومن الحركة ، أما حزب الأمة تكفيه مذكرات شبابه وهو في حرج من قيادة الجنرالات ، أما أخونا ياسر عرمان فقلبه مع الثورة وسيفه مع الإطاري ، ونتمنى له اليقين في التوحيد) ، فاستيقظوا يا هؤلاء قبل الطوفان ، ولكن قبلها أجيبونا عن حكاية ، حكومة تصريف الأعمال هذه ، وهل تظنونها مخرجكم الآمن ، لا نظن .

نقول لكم في الختام ، لا حل للأزمة ، حتى ولو طالت بعمر السمندل والعنقاء ، ليس في جعبة قراراتكم د غير الإستسلام الكامل ، لمسيرة هذه الثورة العظيمة ، وتركها لإكمال مشوارها في تحقيق أحلامها وبرامجها وتنفيذ أهدافها على أرض الواقع ، كاملة دون نقصان شئتم ذلك أم أبيتم .

omeralhiwaig441@gmail.com
////////////////////////////

 

آراء