بين الجيش والسياسة

 


 

 


كلام الناس

لاأخفي انني تعاطفت مع بعض الإنقلابات العسكرية بسبب ما أعلنته من اهداف وبرامج ومانُفذ منها على أرض الواقع، لكن بعد معايشتي لفترات مختلفة لأنظمة الحكم إقتنعت بان نظام الحكم الديمقراطي أفضل أنظمة الحكم الوضعية.

معروف ان فترات الحكم الديمقراطي في بلادنا تحت النامية لم تكتمل تجاربها بسبب الإنقلابات العسكرية والتقاطعات العقدية والطائفية المسيسة وهذا زاد إقتناعي بضرورة التمسك بالحكم الديمقراطي وتعزيزه لضمان تحقيق تطلعات المواطنين المشروعة في السلام والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.
لذلك أعجبني موقف وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر الذي عارض طلب الرئيس الأمريكي المحاصر بالغضب الشعبي دونالد ترامب إنزال الجيش في في مواجهة الإحتجاجات الشعبية بمساندة مقدرة من هيئة الأركان المشتركة ووزير الدفاع السابق وعدد من القادة العسكريين.
وصل القلق منتهاه وسط قادة القوات المسلحة من محاولة إقحام الجيش في مواجهة مع المتظاهرين واعتبروا ذلك بداية النهاية للديمقراطية بأسرها، ومن جهة أخرى عارض عدد من حكام الولايات إرسال قوات الجيش للمدن لحسم الإحتجاجات الشعبية.
بغض النظر عن ماحدث بالفعل من بعض منسوبي الشرطة الأمريكية وعلى الأخص الجريمة اللاإنسانية التي تم بها خنق المواطن الامريكي جورج لويد حتى أسلم الروح، وأججت الغضب في امريكا فإن موقف وزير الدفاع الأمريكي يعًتبر موقفاً مشرفاً يؤكد إلتزامه وأركان حربه بالقسم الذي أدوه لحماية الدستور الذي يكفل للمواطنين حق التظاهر السلمي.
هذه الرسالة القوية الواضحة تحتاجها كل جيوش الدول تحت النموفي بلادنا لاستيعابها والعمل على هديها لتنأى بنفسها من محاولات الإستغلال السياسي التي تهدف لإقحامها في خضم السياسة لحسم الصراع على السلطة ، والتمسك باستقلالها ودورها المهني في الحفاظ على أمن البلاد وصيانة الدستور من كل أنماط الإختراق والتعدي.

 

آراء