بين الدموع والتوستيرون
عــزيزة عبد الفــتاح محمــود
16 October, 2011
16 October, 2011
كنت أكره البكاء وأعتبره ضعفا ً وأن الدموع صورة إنفعالية محرجة سأتخلي عنها وأحطمها ، ولكن لم أكن أعي أن الأسوأ هو أنني كنت أبحث عن الإهتمام ، كانت دموعي مخزية ولكن تعلمت الان خلاف ذلك ...! هذه كاتبة صادفني مقالها علي إحدي الصحف الأثيرية ، فقبضت (دمعة) من أثر بكائها وإنتشرت لأجمع ما قيل في الدموع والبكاء (والبكائين) .. فإليكم : دموع المرأة تحوّل الرجل ، وعلي ما يبدو أن لها رائحة ، فتـُذرف الدموع ردا ً علي الشعور المكثف وليس ذرة من الغبار في مقلة العين ، تسليط المرأة دموعها علي الرجل تجعله يشعر بـ .. بـ .. حسنا ً تجعله يشعر بـ(دش بارد) ، فتخفض هرمون التوستيرون وتجعله ـ أي الرجل ـ أقل إثارة ..! بما يعني أن الدموع تعمل في الإتجاه المعاكس . أحد الباحثين أشار بوضوح لصعوبة الحصول علي رجال متطوعين بالبكاء حتي تكتمل الدراسة التي تربط بين الدموع والتوستيرون والجنس وتكهنت مجموعة أخري من العلماء بأن إشارات كيميائية في البكاء تثير التعاطف والشفقة علي الآخرين . أما إذا وضعنا العلم جانبا ً ، فما يستحق النظر في البكاء يتعلق بعلاقاتنا لإجتماعية من منظور إجتماعي أوسع ، ماهو الجاذب في البكاء ؟ بإعتراف نجم أمريكي مشهور ، أنه شخصيا ً يستمتع بمراقبة بكاء الرجال وأن النساء لا ينفضن ماء عينيه بنفس الطريقة التي يفعلها الرجال ..! ولكن كيف تشعر عندما ينتحب الرجل ؟ هل هو أمر مخز؟ قياساًً علي القول الذي يصف دموع الرجل بالغالية ، ما البأس في إظهار مشاعر عميقة بالبكاء؟ البكاء حد ّ الإنتحاب مقبول عند المرأة لأنها مخلوقة من العاطفة ، ربما ، فماذا عن تلك التي تمارس الإنتحاب للتلاعب بالرجل ، بعضهم يقول أنه لا يستسلم لمنطق الإسترضاء بالإنتحاب الهستيري لإمرأة غير عقلانية والتي لأي سبب لا تستطيع التعامل مع الواقع .. أحترم المرأة القوية ، وأحارب من أجلها ، قد تبكي عندما تحس أنها مقيدة ولكنها تعود مرة أخري أكثر ثباتا ً وهذه هي المرأة الحقيقية ..! لفترة طويلة كانت العيون الجافة ملزمة للرجال وأتخيل أحدهم وقد تعرض لموقف ما شديد الوقعة فلا ينقذه إلا دموع مسروقة في مكان يخفي مشاهدة مهانته ، و يبدو أن التغيير وربما التقارب في الثقافات بفضل حركات مثل (سقيفة الرجال) أو مظلة الرجال ، فلم يعد مهما ً أن تركز كثيرا ً علي رجل يبكي .التجارب الدمعية الإيجابية ، تعتمد علي أشياء كثيرة ، بما في ذلك ما إذا كان الباكي يشعر بدعم أم لا ، ومع ذلك فـ(وصمة ) البكاء تلتصق بك منذ الطفولة وفكرة أن البكاء هو سلوك طفولي يظل شيئا ً ينمو بداخلك منذ طفولتك .. ولايهم حوجتك الي البكاء عندما تنكسر ، ولا كيف تشعر عندما يبكي آخر أمامك ، أو بم تشعر/ي عندما (ينتخج) شخص قبالتك...! فلا زال سلوكنا البكائي البرئ موصوما ً بـ(عار عليك إذا فعلت عظيم) .
zizetfatah@yahoo.com