اصل الحكاية
شاهد العم الحضري في مايشبه النائم حلم أرعبه ، وجعله يصحو من النوم فزعا وهو يردد خير اللهم أجعله خير ، أول شيء فعله بعد ذلك اتصال سريع بالقاهرة سائلا محدثه ( أزيك يامحمد في إيه في مصر ؟ جاءته الإجابة :
مافيش حاجة ياعصام .. انت فين؟ أنا في السودان .. سمعت إيه ؟ ماسمعتش بس شفت في الحلم إني أنا في تالتة العدوية ؟ بتخرف بتقول إيه ياعصام ،تالتة إيه ؟ قول رابعة العدوية ماعندناش تالتة في مصر هي رابعة بس ، طب إزاي هي تالتة مش رابعة وانت عارف أحلامي بتصدق ، مش يمكن في ميدان إسمه تالتة العدوية وإحنا مانعرفوش يامحمد .. هي أرقام ياحضري رابعة ده إسم للست رابعة العدوية وإتسمي الميدان بإسمها ، إيه ياحضري مالك جرالك إيه ، والله ماأنا عارف بس الحلم جاء كده تالتة العدوية ، والغريب أنا في الميدان ومش عارف ليه ، مع إني مع التحرير ومن التحرير ونزلت في 30 يونيو ، قول بسم الله ياحضري ونام ومتاكلش لحمة قبل ماتنام ، تصبح علي خير ) .
ظل حلم تالتة العدوية شاغلا لفكر الحضري طوال الوقت ، وصادف الحلم إستعدادات فريقه المريخ لمباراة الديربي المرتقبة أمام نده التقليدي الهلال ، ومع إقتراب الموعد نسي تفاصيل الحلم الذي أزعجه ووجه تركيزه بالكامل للمباراة الحاسمة ، وبعد المباراة عرف تفسير الحلم ، وحكاية الميدان الذي وقف فيه ، فقد وصل هجوم فريق الهلال لمرماه ثلاثة مرات في الميدان ( أستاد المريخ) عن طريق عمر بخيت وعبداللطيف بويا وبشة ، فتأكد أنه كان بالفعل في ميدان (تالتة العدوية) .
خاصة وأن الميدان شهد أحداثا عنيفة عقب المباراة ، ترتب عليها إشتباكات بين جمهور الفريقين لتحدثت إصابات وسط الطرفين ، ووفاة طالب جامعي في الأحداث أوردت الأخبار أنه من مشجعي فريق الهلال ، كما شهدت الاحداث إغماءات بسبب الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته الشرطة لفض الإشتباك ، و تعرض عدد من عناصر الشرطة لإصابات متفاوتة ، ونجحت الشرطة بعد مجهود في السيطرة علي الوضع وتوفير (مرور آمن) للمشتبكين بميدان (تالتة العدوية) ، ولم ينته الأمر عند هذا الحد فقد أعلن مجلس إدارة نادي المريخ عن خسائر كبيرة تعرض لها ميدان (تالتة العدوية) وصلت 1500 كرسي وفق الرصد الأولي ، حسب التصريحات الصحفية التي أدلي بها سكرتير النادي طارق عثمان الطاهر ، الذي شن هجوما عنيفا علي المؤسسة الحاكمة الإتحاد العام لكرة القدم منبها إلي فشله في حماية المؤسسات الرياضية ، مناشدا وزارة الشباب والرياضة التدخل لوقف مثل هذه الأعمال التخريبية بما لها من إختصاصات وقانون يحمي الرياضة .
وأظهرت أحداث ميدان (تالتة العدوية) ، مجموعات أعلنت عن إستعدادها الكامل للدفاع عن مكتسبات المريخ ، منها مجموعة أطلقت علي نفسها إسم (جوارح
المريخ) ، والتي أرسلت تهديدات مباشرة من خلال البيان الذي أصدرته ، متهمة عدد من مشجعي الهلال علي إتلاف عدد كبير من مقاعد طابق شاخور ووصفت موقف الشرطة من الاحداث (بالفرجة) ، إضافة إلي صمت مجلس المريخ وإتحاد الكرة ، مؤكدة إستعدادها لحماية مكتسبات المريخ بالطرق التي تراها مناسبة وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي وهي تشاهد ممتلكات النادي تهدر أمامها وحقوق الجماهير تسلب دون حق .
ويتوقع المراقبون ظهور مجموعات أخري تعلن دفاعها عن ميدان (تالتة
العدوية) ، ورغم الإتهامات التي طالت عدد من مشجعي الهلال ، إلا أنه لم يتم الإعلان من أي مجموعة هلالية تورطها في أحداث (تالتة العدوية) .
إنت فين ياحضري؟
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]