تاني الخائن الله يخونه .. بقلم: جمال عنقرة
12 November, 2009
لقد أعاد إجتماع اللجنة السياسية لشريكي نيفاشا المؤتمر الوطني والحركة الشعبية برئاسة السيدين علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني، والدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب ونائب رئيس الحركة الشعبية، أعاد هذا الإجتماع الأمور إلي نصابها، ووضع الشراكة من جديد علي طريق الصراط المستقيم، وأعاد الأمل لأهل السودان، في أن يقوده حاكماه إلي طريق الخلاص المنشود. ولاخلاص للسودان وأهله إلا بتعزيز السلام وتأكيد الوحدة بين الجنوب والشمال.
ولعل القراء يذكرون أني ظللت أراهن طوال السنوات الأربع الماضية علي مسئولية الشريكين، وحرصهما علي مصالح البلاد ومصالحهما الخاصة التي تكمن في حل كل العقبات التي تعترض طريق الشراكة ليأتي الإستفتاء كما أريد له مؤكداً للوحدة الطوعية لأهل السودان. ولقد رابطت علي هذا الموقف منذ رهاني الأول مع الأخت الدكتورة مريم الصادق المهدي عقب توقيع إتفاق السلام في العاصمة الكينية نيروبي في التاسع من يناير عام 2005م، وكانت الدكتورة مريم تقول أن العلاقة بين الشريكين لن تستقيم، وأن الإتفاق لن يصمد أمام رياح الإختلاف العاتية لأكثر من ثلاثة شهور، وأنا قبلت الرهان لثلاث سنوات في مقابل شهورها الثلاثة. ولقد ظللت علي ذات الموقف ثابتاً رغم ما اعتري الشراكة من مشكلات كانت كفيلة بأن تعصف بها وتلقي بأوراقها في مزبلة التاريخ، ولكنها الإرادة الوطنية لقيادة الشراكة التي تستمدها من إرادة أهل السودان في السلام والوحدة، فبعد أن توشك رماحها علي الإشتجار تتذكر وشائح أرحامها فتفيض دموعها فتخلد الأمور إلي السكون ثانية. وكذا هذا الحال الأخير.
مشكلة الأزمة الأخيرة أن الكبار أيضاً دخلوا في اللعبة. وكنت أدري مثلما يدري كثيرون من أهل السودان المتابعون للأمر أن كثيراً مما قيل يأتي في إطار الحملة الإنتخابية، ولتحريض القواعد للتحرك نحو التسجيل، ولكنني أعتقد أن البعض (زود المحلبية كتيييير) وهذا لايصح في مثل هذه القضايا المصيرية، لأن العيار لو انفلت، أو فلت اللجام فلن نجد كابحاً يحول دون السقوط. ولذلك كنا نقول أن كل ما يأتي به بعض أهل الشراكة من أعمال منكورة يقع في دائرة الخيانة للشراكة. ومعلوم أن الله مع الشريكين ما لم يتخاونا، أو يخن بعضهم بعضاً. ولا أحسب أن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية يستغنيان عن وجود الله تعالي في شراكتهما، حتي يعينهم علي إنجاز بعض أحلام وآمال أهل السودان العالقة برقابهم. ولذلك نرجو أن يختفي نهج المخاونة لنظل معاً في معية الله تعالي ونقول ثانية (الخائن الله يخونه)
Gamal Angara [gamalangara@hotmail.com]