هذه ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن الفنان الشامل شرحبيل أحمد الذي عايشت عن قرب جانباً من حياته الثرة بأنماط مختلفة من الإبداع إبان عمله في صحيفة " الصحافة". *أكتب هذه المرة - من على البعد - وقد فاتتني المشاركة المباشرة في الإحتفال الذي تم تكريمه فيه في اليومين الماضيين وسط تظاهرة جمالية تشبه شرحبيل وفنه الجميل. *الإحتفال إحتشد بالحضور النوعي من التشكيليين والمبدعين وعشاق ومحبي شرحبيل أذكر منهم على سبيل المثال لاالحصر الوزيرة المحبة للفنون الجميلة تابيتا بطرس ورئيس لجنة تكريم المبدعين الامين العام لمؤسسة اروقة السموء ل خلف الله ورئيس اللجنة العليا لتكريمه نصرالدين شلقامي ورفيق دربه في مكتب النشر التربوي و" الصبيان" علي عبد الله محمد علي. *شهد المتحف القومي بدء فعاليات التكريم يوم الإثنين الماضي وازدان بالصور التوثيقية المعبرة عن بعض محطات شرحبيل في الحياة العامة‘ إضافة لبعض أعماله المختلفة منذ مرحلة مجلة "الصبيان" وعمك تنقو‘ كما شاهد الحضور فيلماً وثائقياً عن مسيرته الحافلة في شتى مجالات الإبداع الفني. *الإحتفال الجميل الذي شاركت فيه فرقة عقد الجلاد التي يشكل فيها إبنه المبدع شريف إمتداداً فنياً لإحدى ثماره المتنوعة في أسرته ومجتمعه والبيئة المحيطه .. كان قطرة من محيط هذاالفنان الشامل. *جمعتني معه جريدة " الصحافة" عندما كانت تصدر مجلة" مريود" للأطفال التي كانت ترأس تحريرها الصحفية الرائدة صاحبة عمود"جرة قلم" بخيتة أمين‘ وكنا قد أفردنا في الصحافة مساحة للاطفال كتبت فيها " حكايات قدورة" وكان يرسم شخوصها شرحبيل‘ ولا أنسى أنه برني بلوحة"بورتريه" كانت تزين جدران ديون بيتنا قبل أن تتعرض للأسف للتلف جراء السيول والامطار. *كان شرحبيل أحمد نجم أسابيع التخرج في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية التي كانت تقام بساحة المعهد الفني قبل أن يصبح جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‘ كانت أسبيع التخرج تشكل تظاهرة ثقافية أدبية فنية وكان شرحبيل نجم اليوم الختامي بلا منازع. *من الصعب إختصار مشاعر التقدير والإعجاب بالفنان شرحبيل الذي هو أهل للتكريم‘ لكنني قصدت المشاركة من على البعد - على قدري - في الإحتفاء بهذا الفنان الشامل الذي أثرى وجداننا ومازال .. حفظه الله وبارك له في مقبل أيامه.