تدمير جسر شمبات…. هل إستجاب قادة الجيش لأصوات مناصريهم المطالبة بهدم الكباري…؟

 


 

 

” الجريدة “ هذا الصباح… الإرتكازات المتناثرة على طول الطريق ألفت وجهوهم الكاحلة، يتخطون المحطة تلو الأخرى غير آبهين بتحقيقات الجيش المكرورة، وجهتهم معلومة، وكذلك مسارهم الذي هو درباً ل (الدُرك)، يخرجون عند غبش الفجر وعند زوال المغيب يبدأون رحلة العودة،، أطفالهم هنالك بالضفة الشرقية من النهر ينتظرون أوبتهم، طالت ساعات الإنتظار دون طائل..!
* حرب أبريل.....الأيدي العابثة تطال المنشآت الحيوية...!

تدمير جسر شمبات....... هل إستجاب قادة الجيش لأصوات مناصريهم المطالبة بهدم الكباري...؟

الخرطوم : عبدالرحمن حنين
إرتبطت معايشهم بالضفة الاخرى من نهر النيل، هنالك يتبادلون المنافع، يكسبون أرزاقهم، لم تحدُ زمجرة المدافع ولا أزيز الطائرات المقاتلة من تحركاتهم ، الإرتكازات المتناثرة على طول الطريق ألفت وجهوهم الكاحلة، يتخطون المحطة تلو الأخرى غير آبهين بتحقيقات الجيش المكرورة، وجهتهم معلومة، وكذلك مسارهم الذي هو درباً ل (الدُرك)، يخرجون عند غبش الفجر وعند زوال المغيب يبدأون رحلة العودة،، أطفالهم هنالك بالضفة الشرقية من النهر ينتظرون أوبتهم، طالت ساعات الإنتظار دون طائل..!
* إنهيار جسر التواصل:
(جسر شمبات) الذي يرقد على ضفتي النيلين (أزرق _ أبيض) كمشيمة للحياة بينهما أصبح أثراً بعد عين ، لم يمكنه طوله الذي بلغ 1050 متر وعرضه الممتد لنحو 23.6 متر لم تشفع لبقائه شامخاً ، كما لم يمكنه قوامه ذات الركائز الخرسانية الثمانية والمدعمة بالحديد الصلب من الصمود، جسر شمبات الذي وضع حجر أساسه في العام 1962 وتم افتتاح في العام 1966 على أيدي الشركة الطليانية العتيقة تناثرت أعمدته بفعل ذات الأيدي العابثة وأصبح كالخرقة البالية...!
تبادل الاتهامات:
تدمير جسر شمبات ومن قبله مصفاة الجيلي، أثار كثير من الشكوك والمظان حول جدية مفاوضات جدة وعن مدى عزم القوات المسلحة في الجلوس بقلب مفتوح لطالما إرتضت قياداته التفاوض بعيداً عن حلبة الصراع التي كلفت البلاد والعباد رهق الحرب الضروس...!
... وفي ظل الاتهامات المتبادلة بين الطرفين المتصارعين أجرت إستطلاعاً واسعاً وسط المواطنين وبعض الخبراء بحثاً عن الحقيقة الغائبة ورغم أن بعض أصابع الإتهام أشارت الى المنظومة الحاكمة لجهة أن الجسر يقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع بجانب كونه يشكل خط إمداد لقواته وفقاً لاراء بعض الخبراء إلا أن مراقبون لم يغفلوا المنصات الاخرى المناصرة للمنظومة الحاكمة التي سبق وان أشارت الى قادة الجيش الى ضرورة ضرب الكباري لقطع الإمداد أمام قوات الدعم السريع التي ظل يشكل الجسر شريان حياة لهم،ورغم تباين الاراء وتبادل الاتهامات هنا وهنالك إلا أن المنصات الداعمة للبرهان وزمرته حسب مراقبون كشفت دون وعي منها الحيثيات الدقيقة لجريمة إنسانية مكتملة الأركان ينبغي لفاعلها ان تطاله الملاحقة القانونية..
* جرائم ممنهجة!
الأستاذ والمحلل السياسي عبدالله رزق قطع بالقول: أن كل متابع للاحداث يدرك من هي الجهة الفاعلة وذلك بمقايس وموازين السيطرة ومن هو المستفيد من بقاء أو زوال الجسر، وتابع، دخلت حرب 15 ابريل اكثر مراحلها عبثية ً، بالتدمير المتعمد للبنيات التحتية، ويمثل تدمير كبري شمبات غض النظر عن الجهة التي قامت بتدميره ذروة هذا العبث الذي يهدف الى للقضاء على قدرات البلاد وامكانياتها، وربما لاعادتها للعصر الحجري، ورأى رزق ان تدمير كبري شمبات يعيد التذكير ببدايات الحرب التي استهدفت بطريقة منهجية الأسواق ومراكز الخدمات ومعامل الأدوية والصيدليات والمناطق الصناعية والحرفية وكامل البنية التحتية، وهو استهداف لمصالح الشعب السوداني العليا أمثر مماهو استهداف مباشر لمصالح اي من طرفي الحرب، وأردف، تدمير كبري شمبات بعد يوم واحد من نهاية جولة مفاوضات جدة دشن مرحلة جديدة من التصعيد على خلفية فشل الجولة التفاوضية في اقرار وقف اطلاق النار، الامر الذي إنعكس بدوره في التصعيد الذي ظلت تشهده ولايات دارفور مع بدء جولة التفاوض ومضى رزق، لذلك يظل وقف اطلاق النار مطلب حيوي مهم لوقف التدهور في الموقف الامني مع مايرافق ذلك من معاناة متزايدة للمواطنين في مراكز الإيواء وفي خطوط النار ورأى ان عودة طرفي الحرب لمائدة التفاوض خلال الأيام المقبلة ينبغي أن يكرس كلياً من أجل الوصول لاتفاق بشأن وقف فوري لاطلاق النار وذلك لوقف المنحنى العبثي الذي أصبحت تنحدر إليه الحرب، وذاد، لابد من وقف التدمير المنظم الذي ظلت تتعرض له البنية التحتية الصناعية والخدمية للبلاد، ومنع الحرب من التمدد وتحولها لحرب شاملة، وهو ماتحاول بعض الجهات المستفيدة من الحرب باغراق كامل السودان في مناخ والفوضى والاضطراب والذي سيفضي لامحالة لاضاف البلاد ووضعها على عتبة التفكك والانهيار وجزم ان الوقف الفوري الشامل للحرب ليس مجردة ضرورة انسانية وحسب، وانما ضرورة وطنية للحفاظ على ماتبقى من السودان ومقدراته والوقوف ضد قوى الشر والخراب والتدمير.
* مخطط مرسوم:
قيادي بحزب المؤتمر الشعبي فضل حجب اسمه قطع بأن تدمير كبري شمبات ومحاولة تدمير مصفاة الجيلي هو مخطط مرسوم من قبل الفلول الانقلابيين ورأى ان هذا التصرف الذي وصفه بالأرعن سوف يكلف الجيش واعوانهم من انصار النظام المباد الكثير، وقال من المتوقع ان تزحف قوات الدعم السريع المنتشرة في كردفان ووسط السودان نحو الخرطوم لطرد الفلول من معسكر المهندسين ووادي سيدنا كاخر معاقل لهم في ولاية الخرطوم مثلما فعلت بولايات دارفور وكردفان وأردف، صحيح أن هنالك مطالبات متكررة من بعض المحسوبين على النظام بضرورة هدم الكباري من أجل قطع الامداد لقوات الدعم السريع ولكن فات على هؤلاء ان تدمير جسر شمبات سيدفع قوات الدعم السريع بالاستعجال لتحرير اما جسر الحلفاية أو الفتيحاب وعليه ستكون التكلفة عالية جداً..
* تدوال واسع!
وصفت كثير من المواقع والمنصات الاعلامية تدمير كبري شمبات بالفاجعة الانسانية وأشارت بعض المنصات الاعلامية بأصابع الإتهام للمنظومة الكيزانية الحاكمة، كما قابلت العديد من الكيانات والمنظمات الاجتماعية والسياسية بالبيانات المنددة بالحرب، حيث أدانت هيئة رواد المستقبل (هرم) تدمير المنشآت وقالت في بيان تحصلت الجريدة على نسخة منه! ندين بأشد العبارات تدمير مليشيا البرهان وفلول المؤتمر الوطني لجسر شمبات صباح السبت، وقالت وفق البيان يأتي ذلك السلوك الجبان إمتداداً لإستهدافهم المتواصل للمنشآت الحيوية والبني التحتية في البلاد وآخرها القصف المتكرر لمصفاة الجيلي وغيرها من المنشآت ومنازل المواطنين والأسواق بالعاصمة الخرطوم والولايات وقالت (هرم) حسب بيانها إن هذا السلوك المشين ليس مستغرباً للشعب السوداني الذي ظل شاهداً علي فظائع فلول المؤتمر الوطني ومليشياتهم الإرهابية وقصفهم للمدنيين وقراهم في جبال النوبة ودارفور لأكثر من عشرين عاماً وقتلهم للمدنيين في الخرطوم وبورتسودان وكجبار وغيرها من المناطق وبيعهم وتصفيتهم للأصول الوطنية وأشارت إن بيان الناطق الرسمي لمليشيا البرهان حول تدمير كبري شمبات وإتهامه لقوات الدعم السريع بفعلهم الجبان ليس مستغرباً، فنهجهم يقوم علي الكذب والنفاق وأن فلسفتهم السياسية في حكم السودان مبنية علي الغش والتدليس والمكر والخداع وعدم الوطنية وتدمير مقدرات البلاد ونهب أموال الشعب السوداني و تحقيق مصالحهم الخاصة وتابعت، رغم الرؤية الوطنية الواضحة والصادقة من قيادة الدعم السريع لحل الأزمة السودانية إلا أن خطاب الهارب البرهان بالإمس في القمة السعودية الإفريقية يؤكد بصورة قاطعة علي مضي مليشيا الفلول الإرهابية في نسج الأكاذيب والنزعة الي التصعيد الإعلامي وإستهدافهم للمنشآت الحيوية بعد أن تمت هزيمتهم في ميدان المعركة وأن مثل هذه الأفعال لن تزيد الشعب السوداني إلا تمسكاً في المطالبة بإقتلاع هذه المنظومة الفاسدة من جذورها وتحقيق الأمن والسلام والحرية والعدالة في السودان.
* فلاش باك:
يبلغ طول جسر شمبات نحو1050 متر وعرض 23.6 متر، يقف على ثمانية ركائز خرسانية وحديد صلب، تم طرح المشروع في مناقصة دولية تنافست عليه اكثر من ثلاث شركات عالمية، تم منح العطاء لشركة Recchi الايطالية حيث وضع حجر الأساس في العام 1962 بينما الافتتاح في العام 1966.
الجريدة

 

آراء