ترياق ضد الطاعون !!
د. مرتضى الغالي
6 September, 2021
6 September, 2021
شهادتي في (فتحي الضو) مشروخة ومثلومة من كل جوانبها.. إلا أنها صادقة ومستحقة ومبرأة من كل مداهنة و(دحلبة).. فنحن نتحدث في شأن عام لا نجامل فيه صديقا ولا شقيقاً.. ثم إن الرجل لا يحتاج إلى شهادة، فأعماله مركوزة ومنحوتة في (أهرامات البجراوية ومنارة سنقنيب).. وجهده تجسّد بثماره في خلخلة نظام الإنقاذ وفضح عنتريات جهاز أمنه حيث جعل منه أضحوكة العالمين.. فقد نجحت كتبه المُحكمة (الخندق – بيت العنكبوت – الطاعون) في ضرب الإنقاذ (في مأمنها) وخط دفاعها الأول والأخير..! وبين كتاب وكتاب اهتزت قواعد وطاحت رءوس وانكشفت أستار وعُدِّلت مسارات و(طأطأت رءوس) وكان ذلك جهداً موفوراً بين جهود تلاحقت وانتهت بانتصار الثورة وكنس الإنقاذ و(كشح الرماد) على هلاهيلها و(نساطرتها)..! وقد أفلحت (أسفار فتحي الثلاثة) في نزع الغطاء عن تدابير وفضائح وجرائم وشبكات أقاموها عبر مواقع وشخوص من حركتهم وحزبهم الأثيم، وعبر متعاونين و(غواصات بشرية) مدفونة في أجهزة الدولة و(شيوخ كذبة) و(لحي مصبوغة) وأدعياء ثورية و(عاملين من الباطن) ومدسوسين داخل المعارضة وبين كوادر الأحزاب..!
الرجل صديق عمر.. ولكن حديثنا هنا ليس عن إخوانيات وعلاقات خاصة فالذي يجمعنا جميعا في مسيرة الحياة هو الشأن العام.. وقد كنا نعلم (والشهادة لله) أن فتحي الضو كان يجعل الشأن الوطني في مقدمة اهتمامه في هذه الدنيا وقبل شؤون أسرته وأهله.. ومصدر كل قرار اتخذه في حياته متنقلاً بين المهاجر.. ولكن لم يكن ذلك إلا لأن أسرته الصغيرة أيضاً كانت هكذا.. ولهذا إلتحم الشأن العام بالخاص وكانت أسرته هي سنده إلى أن رحلت عن الدنيا المرأة التي كانت تقف خلف كل خطوة بشأن المهمة التي نذر لها نفسه.. ونشهد أنه كان في مرمى الخطر مرّات ومرّات بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. كما كان مهنياً وأميناً في عهوده ولم يبح بمصادر معلوماته لصديق أو قريب.. ونشهد بأن جهده في هذا العمل تطلب منه الكثير من التضحيات بقياسات الطموح الشخصي ومكابدة العيش والاغتراب والتطلع المشروع في مجالات المهنة وكسب الرزق الحلال..! ولا نغادر هذه السانحة إلا بعد إزجاء الحمد لله كثيراً أن ثمن هذه التضحيات والمكابدة كان مجزياً وبحصاد بديع وثمار غالية و(حدائق ذات بهجة) وثورة مجيدة بين ثورات العالم ومحطات التاريخ الكبرى..! ولم يمل الرجل ولم تفتر عزيمته ولم يتسرّب اليأس إلى فؤاده في أشد مراحل الوطن حِلكة.. فقد آمن بحتمية الوصول (إلى صنعاء) عبر الوهاد والشِعاب.. وبمثل ما تحققت الثورة التي كان كثيرون يرونها من خرافات القرون وأساطير الأولين؛ يبقى الطريق طويلاً أيضاً نحو عافية الوطن والديمقراطية الحقّة والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والحرية البلقاء.. وإذا استطاع الشعب أن يحقق ثورة بهذا المعيار فلن يعجزه أن يمضي على الطريق مهما ادلهمت الخطوب و(تلاعبت النسانيس).. فبُعداً للفلول..!
فتحي هذا لا تغرّنك مظهريته الهادئة وسمته الجميل.. فهو (شقي) في أساليب التنقيب الصحفي و(فلفلة) مصادر المعلومات ومهارات الاستدراج والجمع بين نزعة التوثيق وفنون الاستقصاء مع مَلَكة ربّانية في معرفة خصائص البشر ودخائل النفوس والنفاذ إلى عقول وقلوب (الفرائس المعلوماتية) واختيار الثغرات الأضعف في أسوار الأعداء.. والأوقات والظروف الأنسب للاصطياد..!! وبهذا لم يصعب عليه أن يتلاعب بإمبراطورية قوش (وهي فعلاً إمبراطورية من قش وعويش)..! وأن يكشف حقيقته (الكرتونية) ومحاولة تقديم نفسه في صورة عنترية.. وهذه فريّة أشاعها الفلول.. ومعهم آخرون هدفوا إلى نفخ هيكله لتعجيز الناس من (ملاواة) الإنقاذ.. إلى أن انتهى قوش وجهازه إلى (ثغرة دفرسوارية) لتسريب المعلومات.. وجعل فتحي منه (عبيط الأفلام الهندية)..! أما جانب فتحي الآخر في الدماثة وطيب الصُحبة والأنس وأريحية الغدو والرواح وقوة الشكيمة ولين العريكة وشهامة النفس وتذوّق الفنون ونثر عطر الصداقة.. فهذا أمرٌ آخر.. ولله في خلقه شؤون..!
الرجل صديق عمر.. ولكن حديثنا هنا ليس عن إخوانيات وعلاقات خاصة فالذي يجمعنا جميعا في مسيرة الحياة هو الشأن العام.. وقد كنا نعلم (والشهادة لله) أن فتحي الضو كان يجعل الشأن الوطني في مقدمة اهتمامه في هذه الدنيا وقبل شؤون أسرته وأهله.. ومصدر كل قرار اتخذه في حياته متنقلاً بين المهاجر.. ولكن لم يكن ذلك إلا لأن أسرته الصغيرة أيضاً كانت هكذا.. ولهذا إلتحم الشأن العام بالخاص وكانت أسرته هي سنده إلى أن رحلت عن الدنيا المرأة التي كانت تقف خلف كل خطوة بشأن المهمة التي نذر لها نفسه.. ونشهد أنه كان في مرمى الخطر مرّات ومرّات بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. كما كان مهنياً وأميناً في عهوده ولم يبح بمصادر معلوماته لصديق أو قريب.. ونشهد بأن جهده في هذا العمل تطلب منه الكثير من التضحيات بقياسات الطموح الشخصي ومكابدة العيش والاغتراب والتطلع المشروع في مجالات المهنة وكسب الرزق الحلال..! ولا نغادر هذه السانحة إلا بعد إزجاء الحمد لله كثيراً أن ثمن هذه التضحيات والمكابدة كان مجزياً وبحصاد بديع وثمار غالية و(حدائق ذات بهجة) وثورة مجيدة بين ثورات العالم ومحطات التاريخ الكبرى..! ولم يمل الرجل ولم تفتر عزيمته ولم يتسرّب اليأس إلى فؤاده في أشد مراحل الوطن حِلكة.. فقد آمن بحتمية الوصول (إلى صنعاء) عبر الوهاد والشِعاب.. وبمثل ما تحققت الثورة التي كان كثيرون يرونها من خرافات القرون وأساطير الأولين؛ يبقى الطريق طويلاً أيضاً نحو عافية الوطن والديمقراطية الحقّة والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والحرية البلقاء.. وإذا استطاع الشعب أن يحقق ثورة بهذا المعيار فلن يعجزه أن يمضي على الطريق مهما ادلهمت الخطوب و(تلاعبت النسانيس).. فبُعداً للفلول..!
فتحي هذا لا تغرّنك مظهريته الهادئة وسمته الجميل.. فهو (شقي) في أساليب التنقيب الصحفي و(فلفلة) مصادر المعلومات ومهارات الاستدراج والجمع بين نزعة التوثيق وفنون الاستقصاء مع مَلَكة ربّانية في معرفة خصائص البشر ودخائل النفوس والنفاذ إلى عقول وقلوب (الفرائس المعلوماتية) واختيار الثغرات الأضعف في أسوار الأعداء.. والأوقات والظروف الأنسب للاصطياد..!! وبهذا لم يصعب عليه أن يتلاعب بإمبراطورية قوش (وهي فعلاً إمبراطورية من قش وعويش)..! وأن يكشف حقيقته (الكرتونية) ومحاولة تقديم نفسه في صورة عنترية.. وهذه فريّة أشاعها الفلول.. ومعهم آخرون هدفوا إلى نفخ هيكله لتعجيز الناس من (ملاواة) الإنقاذ.. إلى أن انتهى قوش وجهازه إلى (ثغرة دفرسوارية) لتسريب المعلومات.. وجعل فتحي منه (عبيط الأفلام الهندية)..! أما جانب فتحي الآخر في الدماثة وطيب الصُحبة والأنس وأريحية الغدو والرواح وقوة الشكيمة ولين العريكة وشهامة النفس وتذوّق الفنون ونثر عطر الصداقة.. فهذا أمرٌ آخر.. ولله في خلقه شؤون..!