تسلل أخونجي عبر لفة الكلاكلة . بقلم: د. مرتضى الغالي

 


 

 

لم أجد فرقاً يُذكر بين الحوار الصحفي مع (بله الغايب) وبين ما نقلته الصحف من تصريحات للسيدة عائشة الغبشاوي..وهذا ما يعيد على الفور للذاكرة الوطنية سلوك ذلك (الكيان الهلامي) الذي كانو يسمونه اتحاد عام المراة السودانية..وهم يقصدون تنظيم نساء الانقاذ..!
ذلك التنظيم الُخادع المُخادع الغائب عن الوعي والذي ساير الانقاذ في كل مراحل قتلها للناس وابادة الشعب في دارفور وجبال النوبة وفي دفن المعارضين احياء..وفي السرقات التي ضجت منها سوابق الإجرام على امتداد العالم..وحدث فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من حكوماته الفاسده..وما لا خطر على قلب كبار نصابي العالم من آل كامبوني ومافيا صقلية ومصاصي دماء الخزائن الحصينة ولصوص البترول وما لا يمكن تصوره من اكبر الاختلاسات التي شهدتها مصارف الدنيا..في سوابق فادحة مثل سرقة كل عوائد ومليارات البترول وسرقة القروض..مثلما كان يفعل المخلوع في سرقة الودائع المليارية ووضعها في غرفة نومه..! ومع هذا التقتيل والفساد الفادح وذبح مائتي شاب في مسيرة سلمية في قلب الخرطوم كانت نساء اتحاد الانقاذ يجلسن على طنافس الدور المسروقة وهن في كمال الزينة والحنّة والخلاخيل و(أرطال الذهب) على الصدور والنحور..!!
سيرة اتحاد المرأة الانقاذي المُخزية يكاد يجعل المرء يتشكك في ما اجمعت عليه البشرية بأن النساء هن الأقرب والأقمن بكراهية واستنكار قتل الناس وتعذيب الأبرياء واغتصاب الرجال والنساء..بالنظر إلى (الطبيعة الأمومية) التي تجعلهن لا يقبلن بقتل الصبايا ودهس الأطفال بالمجنزرات..ولكن رجعنا وقلنا نعم النساء كذلك ملائكة رحمة وداعيات خير ومرحمة ولا يمكن ان يتم اصطفافهن مع القتلة واللصوص ..!
هذه حقيقة في نساء العالم ونساء السودان الماجدات..ولكن هل نسيت يا رجل أن الاخونجية وجماعة الانقاذيين (نساء ورجالاً) هم شيء آخر وحكاية أخرى تخالف طبيعة البشر وجبلّة السودانيين..؟! فما أن تكون من هؤلاء البشر حتى تخرج عن الإنسانية (جملة وتفصيلاً) وتًدمغك (وصمة العيب) ودمغة الاخونجية التي مثلها مثل الوسم الذي يجعله رعاة البقر على جبهة السوائم فيظل عالقاً بها إلى انت تلاقي حتفها في مرعاها أو في جملونات المسالخ..!
تسألني ماذا قالت السيدة الاخونجية عائشة الغبشاوي..أقول لك أولاً أن التساهل في العمل الصحفي انتهى الى المُغالاة في اطلاق الألقاب والمناصب والصفات بحيث يجعل كل من يتحدث مع الصحف بأنه (قيادي اسلامي)..!! فبالله عليك ماذا تعني هاتين الكلمتين..إذا كان هناك قياديون اخرون من أحزاب وكيانات أخرى وهم مسلمون..؟! فلماذا يُقال تحديداً عن الاخونجية بأنهم اسلاميون..؟! هذه بداية (اللعبة) التي أراد الانقاذيون عبرها احتكار صفة التدين الكاذب.. ولا داعي لشرح واعادة ما انكشف من هذه العُصبة الضالة المُضِّلة..! وهكذا تطلق الصحف صفة القيادي على مقدمي البرامج التلفزيونية و(بياعي الدندرمة والهمبيرقر) قادة سياسيين اسلاميين..والأمثلة لا تُحصى ..!
بعد كل هذ الدورة الدموية والشريعة المدغمسة والطرق الوعرة وتخريب الوطن والسباب واللعن وتكفير الغاشي والماشي قالت السيدة الغبشاوي إنها لا ترى بأسا من التعامل مع الشيوعيين..وأن الشيوعيين مخلصون ومتميّزون في عملهم ولا غبار عليهم..ويمكن أتعاون معهم إلى أبعد الحدود ويمكن ان تكون حياتنا معهم في غاية السلم والسلام.. (صحيفة الحراك)..!
ما معني تعاونك معهم يا سيدتي..؟ وما هي الحركة الاسلامية التي تقولين إن لديها طموح كبير للمشاركة في الانتخابات..؟! (لاحظ نغمة المشاركة في الانتخابات التي يكررها الآن البرهان والانقلاب و"الشيخ الجد" وغندور وحسن رزق..وجماعة الحركات الذين اصبحوا في غمضة عين من عشّاق الانتخابات)..!
لا نُملي على حزب أو على أحد..ولكن من المهم أن يعلن الشيوعيون عن انفصال توجهاتهم من هذه الشرذمة التي أصبحت تتمسّح بالتقارب معهم لشيء في نفس (جاكوب)..!
ماهي الحركة الاسلامية التي تتحدث عنها السيدة إبنة الغبشاوي غير أنها نظام الانقاذ المدحور وفلول المؤتمر الوطني المقبور..الله لا كسّب الانقاذ والانقلاب..!!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء