“تشييع أمَّة”

 


 

 

و كما كتبنا من قبل أن الصهاينة سنحت لهم “فينا” فرصة و صعب عليهم بل المستحيل أن يُفرِّطوا فيها!
فمن يحكموننا اليوم هم من أضعف الذين صعدوا إلى السلطة فينا يُحيط بهم و يتحكَّم مجموعات من أفراد و شبكات من “الخونة” إن لم يك الولاء في دواخلهم و قلوبهم خالص للصهاينة!
*
و بينما عُدوانهم -الصهاينة- قائم على أهلنا في غزة و فلسطين كلها و مازال الحاكمين لنا يُشاهدونه مثلنا؛ ها هي تُشعل عدوان جديد على شعب لبنان!
و بينما كانت و مازالت هي و أعوانها الذين يتواجدون بيننا و من حولنا و مناصريها و المدافعين عنها من الدول و الأنظمة تشغُلنا في حروب فيما بيننا في السودان و ليبيا و سوريا و العراق و اليمن ظلت “تستفرد” بنا و تبشِّع بنا تقتيلاً و تهجيراً و مذابحاً و مجازراً!
*

لا عيب أن لكل منا مصالحه الخاصه التي واجبه الحفاظ عليها و أمنه هو الأوَّل لكن “نصرة الأخ” هل أيضاً واجبة! و في الحرب والعدوان عليه واجب عليك نصرته ظالماً و مظلوماً!
يخدع نفسه من يظن أنه في بعده و حياده و سلمه في مأمن من نيرانها الحرب و خبث كل العالم و الدوليّة من حولنا!
فالدوليّة التي ظلت تتمرَّد و تتلاعب و تتحكم بها الصهيونيّة بكل أشكالها ثبت حتى للجاهل أنها لا معنى لها!
حقك تنتزعه و تظل تُدافع عنه و تحرسه و تحميه بالحكمة و الحذر و القوة.
و ليتذكر الجميع في أن بعد الله ربك لا تركن إلى أحد من خلقه بكامل الثقة.
تنتظرون دعم و سند الأصدقاء من الدول من إيران و الصين و روسيا و أمريكا و غيرها و تنسون أنهم جميعاً لا هم لهم سوى حالهم و مصالحهم.
*

و كمثال واقع حرب روسيا الغادرة الباغية على الأوكران؛ و بينما الغرب يدعم الثانية سراً و جهراً لكنه -الغرب- مازال يتردَّد في السماح لها بإستخدام أسلحته التي تجعلها تقوم بالهجوم دفاعاً عن نفسها و في ضرب عمق الروس الدولة نفسها! كل ما قدموه و مازالوا ساعد الأوكران على الدفاع داخل حدودهم المتساقطة في زحف الروس الغاصب لهم و لها!
و السبب ان الغرب يعلم أن بسماحه بإستخدام أسلحته الهجوميّة معناه هو “إشتراكه الفعلي” في الحرب ضد روسيا و دخولهم فيها و هذا ما يتحاشونه -و تهددهم به روسيا- و يكفيهم مساندتهم الأوكران لإنهاك و استنفاذ الروس!
*

الدوليّة التي مكَّنت لإيران و سلمتها العراق و لبنان و اليمن و سوريا! هي نفسها التي ظلت تتفرج علينا دول العرب و الصراعات بيننا مازالت تقتلنا و تهجر شعوبنا تمزقنا!
و السودان المثال الحي على تلاعب الكل فيه و أولهم القيادة العسكرية السودانية و السياسية فيه و من ثم شيطان العرب ابن زايد و هو يدعم المجرم المتمرد و مليشياته و في الوقت نفسه يزعم دعمه بل يتزعمه للسلم فيه!
*
و الكلام يطول لكنه يظل دون الواقع من هول و فظاعة الجرائم التي مازالت تتركب فينا جميعاً!
لأنّ الحقيقة أن “الدول العربية” هانت أمام العالم كله لإفتقادها الزعيم الحق “الرجل”.

لتموت أمّة.. و هي تتفرَّجُ على موتها!

محمد حسن مصطفى

 

mhmh18@windowslive.com

 

آراء