تصحيح تاريخ البيان الذي ألقاه محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهـوري في الاجتمـاع العـام للحزب، عام 1951م

 


 

 

 

تصحيح تاريخ البيان الذي ألقاه محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهـوري في الاجتمـاع العـام للحزب، عام 1951م، وتصحيح مكان انعقاد الاجتماع .. بقلم: عبدالله الفكي البشير


مدخل

تهدف هذه الورقة إلى تصحيح لبس وخطأ شائع يتصل باليوم والشهر والمكان الذي عُقد فيه الاجتماع العام للحزب الجمهوري عام 1951م، وألقى فيه محمود محمد طه، رئيس الحزب، أول بيان بعد خروجه من اعتكافه بمدينة رفاعة . فالمصادر والمراجع تشير إلى أن الاجتماع عُقد في يوم 30 أكتوبر 1951م، بيد أن هذه الورقة تزعم بأن الاجتماع لم يعقد في 30 أكتوبر. وتسعى الورقة إلى تحقيق أهدافها باستخدام المنهج التوثيقي ومقارنة القرائن وتتبع الأحداث والوقائع من خلال تسليط الضوء على نشاط الحزب الجمهوري، بعد وصول رئيسه الخرطوم عقب خروجه من الاعتكاف، وطبيعة ذلك النشاط في الفترة ما بين أكتوبر 1951- مارس 1952م. تكمن أهمية هذه الورقة، إلى جانب ما يمثله هدفها، وهو التصحيح، من أهمية علمية وواجب ثقافي وأخلاقي، فإن ذلك التاريخ يمثل أحد التواريخ المركزية في مسيرة الحزب الجمهوري، إذ يؤرخ ليوم الاعلان عن مشروع الفهم الجديد للإسلام ، لصاحبه محمود محمد طه، رئيس الحزب الجمهوري. ولهذا فقد ظل البعض يتعاطى مع هذا التاريخ باعتباره تاريخاً ملهماً وذا خصوصية متجددة، ويمثل محطة تاريخية مهمة تحفز على التأمل وإجراء المقارنات.
ولعل أهم الدوافع لإعداد هذه الورقة وتصحيح ذلك التاريخ يعود إلى مقارنة أجراها أحد القراء بين ذلك التاريخ الذي تزعم هذه الورقة بأنه خطأ، وتاريخ آخر كتاب كتبه محمود محمد طه. ولولا تلك المقارنة فإن التصحيح الذي تقدمه هذه الورقة، كان سيُنشر ضمن كتاب لمؤلِفها هو في مرحلة الخلق، ولكن جاء التعجيل بالتصحيح، وزادت الحماسة إليه، عندما وقف مؤلف الورقة على تلك المقارنة من خلال رسالة وصلته عن طريق الواتس آب WhatsApp بتاريخ 12 أغسطس 2017م، وقد كتبها أحد المتصفحين لموقع الفكرة الجمهورية على شبكة الإنترنت، وجاءت موسومة بـ "ما هذا التطابق". قام صاحب الرسالة، استناداً على المصادر المنشورة في موقع الفكرة الجمهورية، بإجراء مقارنة بين تاريخين مركزيين في مشروع محمود محمد طه وسيرته الفكرية، ثم خلص في مقارنته، إلى بعض النتائج، فطرح بناءً عليها بعض التساؤلات. يقول نص الرسالة:
"الموضوع: ما هذا التطابق؟!
الرسالة: السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.. حقيقة أنا من أشد المعجبين بالأستاذ محمود محمد طه.. فكرياً وشخصياً.. وأسأل الله أن يسقنا من المعين الصافي الذي شرب منه هذا الرجل الصالح.. ظللت من حين لآخر، أتصفح موقع الفكرة على النت.. لكن اليوم استوقفني شئ غريب.. حول أول بيان للأستاذ محمود، بعد خروجه من الإعتكاف عام 1951م، وآخر كتاب كتبه الأستاذ داخل المعتقل ـ كتاب الديباجة 1984م.. لاحظت أن هناك تطابق كامل في اليوم والشهر، بين صدور البيان وإكمال الكتاب!! عندي برنامج في الجهاز يقوم بحساب التأريخ الميلادي والهجري، قمت بإرجاع التأريخ، وجدت أن البيان صدر في يوم الثلاثاء الموافق 30/10/1951م.. والكتاب إكتمل أيضاً في يوم الثلاثاء الموافق 30/10/1984م.. ما السر في هذا التطابق؟ في اليوم والشهر؟ وهل هو أيضاً تطابق في الساعة والدقيقة، بين أول كلمة نطق بها الأستاذ وآخر كلمة أكمل بها الكتاب؟! وهل كان الأستاذ يعلم بذلك؟!".
كما ورد في نص الرسالة أعلاه، فإن صاحب الرسالة قارن بين تاريخ أول بيان ألقاه محمود محمد طه، رئيس الحزب الجمهوري، بعد خروجه من الإعتكاف، استناداً على التاريخ الذي ورد في موقع الفكرة الجمهوري على الإنترنت، وهو 30 أكتوبر 1951م، وتاريخ آخر كتاب كتبه محمود محمد طه وهو الثلاثاء 30 أكتوبر 1984، واستنتج صاحب الرسالة أن الحدثين وقعا في يوم الثلاثاء من 30 أكتوبر، وبناء على ذلك طرح أربعة أسئلة، هي: ما السر في هذا التطابق؟ في اليوم والشهر؟ وهل هو أيضاً تطابق في الساعة والدقيقة، بين أول كلمة نطق بها الأستاذ وآخر كلمة أكمل بها الكتاب؟! وهل كان الأستاذ يعلم بذلك؟ وقبل النظر في تلك التساؤلات للإجابة عنها، فإن هذه الورقة تتساءل عن مدى صحت التواريخ التي اعتمد عليها صاحب الرسالة في مقارناته؟ وما مدى صواب ما خلص إليه من نتائج؟ وما مدى مشروعية التساؤلات التي طرحها؟
أول ما تجب الإشارة إليه أن تاريخ إلقاء محمود محمد طه لأول بيان له بعد خروجه من الإعتكاف، والذي اعتمد عليه كاتب الرسالة في مقارنته، باعتباره يوم 30 أكتوبر 1951، تاريخ غير صحيح. وبهذا ينتفي التطابق، الذي وسم به صاحب الرسالة رسالته "ما هذا التطابق؟! وبطبيعة الحال تكون النتائج باطلة، ومن ثم فلا حاجة للإجابة عن تلك التساؤلات التي طرحها في رسالته، باعتبار أنها فقدت الشرعية والأرضية التي انطلقت منها. وإذا كان ذلك كذلك، فإن الورقة وفي سبيل تحقيقها لأهدافها تدفع بثلاثة عشر سؤالاً، وتجيب عنها، والأسئلة هي: متى عُقد ذلك الاجتماع العام للحزب؟ وأين؟ وهل نشر الحزب الجمهوري أي بيان قبل ذلك البيان الذي ألقاه رئيسه في الاجتماع العام؟ وهل نشر محمود محمد طه عقب خروجه من الاعتكاف وقبل انعقاد ذلك الاجتماع العام للحزب الجمهوري أي مقال أو دعوة في الصحف المحلية؟ وهل كانت هناك اجتماعات عقدها الحزب الجمهوري قبل ذلك الاجتماع العام؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فمتي عُقدت تلك الاجتماعات؟ وأين؟ وهل كان للحزب الجمهوري أي دار أو مكتب في ذلك الوقت؟ متى فتح الحزب الجمهوري أول مكتب أو دار له؟ وهل عقد الحزب الجمهوري أي اجتماعات في المكتب الذي افتتحه بعمارة ابن عوف؟ ومتى عقد تلك الاجتماعات؟ ثم إذا كان يوم 30 أكتوبر 1951م ليس هو التاريخ الصحيح فمن أين جاء اللبس بشأنه؟
من أجل الإجابة عن هذه الأسئلة، فإن الورقة اعتمدت، في أدلتها وبراهينها ومقارنتها للقرائن، على الإرشيف السودان القومي بدار الوثائق القومية، حيث (الإرشيف الصحفي)، و(مجموعة الأحزاب السودانية)، التي اشتملت على نسخ أصلية من البيان الأول الذي ألقاه محمود محمد طه، المشار إليه، إلى جانب إرشيف الإخوان الجمهوريين ومن ضمنه موقع الفكرة الجمهورية على الإنترنت، فضلاً عن المصادر والمراجع الأخرى، التي سترد الإشارة إليها بالتفصيل داخل النص، وفي قائمة المصادر والمراجع، كما سيرد بعضها، خاصة الأخبار كما نشرتها الصحف، في قائمة الملاحق.
ولتحقيق أغراضها تهيكلت الورقة في تسعة محاور، سبعة منها، جاءت موسومة بسؤال من الأسئلة التي طرحتها، إلى جانب المحورين التاليين: "عبداللطيف عمر حسب الله وتاريخ 30 نوفمبر 1951م"، و "الاعلان عن الدعوة لاتحاد الأحزاب الجمهورية في يوم 30 نوفمبر 1951م"، فضلاً عن الخاتمة وقائمة الملاحق وثبت المصادر والمراجع.

1. متى عُقد الاجتماع العام للحزب الجمهوري الذي ألقى فيه محمود محمد طه أول بيان له بعد خروجه من الاعتكاف؟ وأين عُقد الاجتماع؟

تجمع كل المصادر والمراجع المنشورة بموقع الفكرة الجمهورية على الإنترنت وكذلك مقتنيات إرشيف الإخوان الجمهوريين، التي وقفت عليها، بأن يوم 30 أكتوبر 1951م هو اليوم الذي ألقى فيه محمود محمد طه أول بيان له في الاجتماع العام للحزب الجمهوري. ويسكت بعض تلك المصادر والمراجع عن مكان انعقاد الاجتماع، وبعضها الآخر يشير إلى انعقاده بدار الحزب الجمهوري بالسجانة بالخرطوم. لكن وبعد الرجوع إلى دار الوثائق القومية بالخرطوم والاطلاع على (الإرشيف الصحفي) فيها إلى جانب (مجموعة الأحزاب السودانية) وبعض الوثائق، وجدنا أن ذلك التاريخ غير صحيح، وأن مكان انعقاد الاجتماع أيضاً غير صحيح.
لقد عُقد الاجتماع العام للحزب الجمهوري في تمام الساعة الخامسة من يوم الجمعة 30 نوفمبر 1951م. وكان مكان انعقاده هو منزل عضو الحزب الجمهوري الشاعر منير صالح عبدالقادر (1919م-1994م)، بالخرطوم شرق جوار المستشفى الملكي سابقاً، مستشفى الخرطوم حالياً. وما يؤكد صحة هذا التاريخ ومكان انعقاد ذلك الاجتماع أن معظم الصحف المحلية، آنئذ قد نشرت الدعوة لذلك الاجتماع وتضمنت الدعوة تحديداً لتاريخ ومكان انعقاد الاجتماع. فلقد نشرت صحيفة السودان الجديد في يوم الثلاثاء 20 نوفمبر 1951م، وكذلك صحيفة الرأي العام الدعوة للاجتماع العام للحزب الجمهوري، تحت عنوان: "الحزب الجمهوري"، وجاء نص الدعوة كما يلي: "إلى كل مواطن ارتضى الجمهورية السودانية مبدأ ووطن النفس على الكفاح في سبيل قيامها والعمل لها يتقدم الحزب الجمهوري إليك بضرورة اجتماعك بالجمهوريين في اليوم الثلاثين من شهر نوفمبر بمنزل الأستاذ منير صالح عبدالقادر تجاه لكوندة المحطة بالقرب من المستشفى الملكي بالخرطوم في اجتماع عام في الساعة الخامسة مساء" . كما نشرت صحيفة الصراحة بتاريخ 23 نوفمبر 1951م، الدعوة للاجتماع قائلة: "يدعو الحزب الجمهوري أعضاءه وجميع من يؤمن بمبدئه إلى اجتماع في الخامس مساء الجمعة 30 الجاري بمنزل الأستاذ منير صالح عبدالقادر تجاه لوكندة المحطة بجوار مستشفى الخرطوم الملكي" .
كذلك وبعد انتهاء الاجتماع في يوم الجمعة 30 نوفمبر 1951م، فقد نشرت الصحف المحلية خبر انعقاد الاجتماع، حيث أوردت صحيفة السودان الجديد بتاريخ السبت 1 ديسمبر 1951م، تحت عنوان: "اجتماع الحزب الجمهوري"، قائلة: "عقد أمس الحزب الجمهوري اجتماعاً دعا إليه أعضاءه وبعض الشخصيات الاستقلالية وقد نوقش في هذا الاجتماع الدستور الجديد للحزب والوسائل التي يتخذها [ضم] الجمهوريين جميعاً لعمل موحد" . أيضاً نشرت صحيفة السودان الجديد في يوم الاثنين 3 ديسمبر 1951م، بياناً لحزب الشعب بتوقيع أمينه العام محمد أدهم، وهو من الأحزاب الداعية لقيام الحكم الجمهوري، وقد أشار البيان لتاريخ الاجتماع الذي عقده الحزب الجمهوري، وهو نفس التاريخ الذي عقد فيه حزب الشعب اجتماعه وهو يوم 30 نوفمبر 1951م، وقد أوفد الحزب ممثلين لحضور الاجتماع العام للحزب الجمهوري. وكان حزب الشعب قد خرج من ذلك الاجتماع بالاعلان عن دعوته لتكوين اتحاد الأحزاب الجمهورية، كما قرر الاتصال بالحزب الجمهوري ، وسيرد تفصيل ذلك لاحقاً.

2. هل نشر الحزب الجمهوري أي بيان قبل ذلك البيان الذي ألقاه رئيسه في ذلك الاجتماع العام؟

نعم.. فلقد أذاع الحزب الجمهوري قبل ذلك البيان الذي ألقاه رئيسه في الاجتماع العام للحزب في يوم 30 نوفمبر 1951، بياناً نشرته صحيفة الصراحة، بتاريخ الجمعة 16 نوفمبر 1951م. جاء نص البيان كما نشرته الصحيفة: "أذاعت سكرتارية الحزب الجمهوري ص. ب: 6 الخرطوم بحري نداءً للمؤمنين بالمبدأ الجمهوري الانضمام إلى الحزب ودستوره الجلاء التام.. وغرضه قيام حكومة سودانية جمهورية ديمقراطية مع المحافظة على السودان بكامل حدوده الجغرافية الموجودة الآن والوحدة القومية وترقية الفرد والعناية بشأن العامل والفلاح ومحاربة الجهل والدعاية للسودان وتوطيد العلاقات مع الدول العربية المجاورة. والعضوية مفتوحة لكل سوداني عمره 1 سنة ولكل مستوطن ولد بالسودان وأقام فيه عشر سنوات" .

3. هل نشر محمود محمد طه أي مقال أو دعوة في الصحف المحلية عقب خروجه من الاعتكاف وقبل انعقاد ذلك الاجتماع العام للحزب الجمهوري؟

نعم.. لقد نشر محمود محمد طه مقالاً في الصحف المحلية، عقب خروجه من الاعتكاف، وقبل انعقاد الاجتماع العام للحزب الجمهوري. جاء المقال بعنوان: "دعوة إلى الجمهورية الاشتراكية الإسلامية"، ونشرته صحيفة السودان الجديد بتاريخ الأحد 14 أكتوبر 1951م، بينما نشرت صحيفة الرأي العام نفس المقال بعنوان "دعوة"، وذلك في يوم الاثنين 15 أكتوبر 1951م. ولعل المقال يصب في الخطوات التمهيدية لعودة نشاط الحزب الجمهوري الذي بدأ بالاجتماع العام الذي عقده الحزب في 30 نوفمبر 1951م. وقف المقال عند الحركة الوطنية وموقفها من الاستعمار وقدم نقداً لطبيعة نشاطها وانعدام الفلسفة التي يجب أن تسير عليها، كتب محمود محمد طه، قائلاً: "حركتنا الوطنية منذ نشأتها وإلى اليوم نشاط يقوم على مناهضة الاستعمار ولا يقدم فلسفة اجتماعية مدروسة أو قل حركتنا الوطنية فكرة سلبية ترى أننا سنصبح أحراراً غداة جلاء الاستعمار الأجنبي عن أرضنا وهذا جهل موبق باصل القضية ذلك بأن الاستعمار الأجنبي قد يخرج اليوم ثم لا تجدنا أحراراً ولا مستقلين وإنما متخبطين في فوضى اجتماعية مالها من قرار أو واقعين تحت [...] استعماري وطني لا تجتمع الصفوف على حربه أبد الدهر" . وأضاف، مبيناً ما ينبغي أن يكون عليه نهج الحركة الوطنية، فكتب، قائلاً: "ما ينبغي أن تكون الحركة الوطنية اعتباطاً ولا هوساً وإنما ينبغي أن تكون نهجاً مدروساً على هدى العلم ونور المعرفة" . ثم أوضح بأن الحزب الجمهوري قد أمن بأن هذه "الفلسفة الاجتماعية" موجودة بين دفتى المصحف الشريف وقد عمل على استخلاصها واستقرائها وقال أنها "ديمقراطية اشتراكية" تجمع بين القيم الروحية وحقائق الوجود المادي. وفي الختام قدم المقال دعوة، قائلاً: "فالذين يريدون جمع الصفوف ويريدون اخراج الاستعمار ويريدون الحياة احراراً [موفورين]، مدعوون إلى التأمل ملياً في الدعوة إلى الجمهورية الاشتراكية الإسلامية" .
4. هل كانت هناك اجتماعات عقدها الحزب الجمهوري قبل ذلك الاجتماع العام؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فمتي عُقدت تلك الاجتماعات؟ وأين؟

نعم كانت هناك اجتماعات عقدها الحزب الجمهوري قبل ذلك الاجتماع العام.. ففي سبيل الاستعدادات للاجتماع العام للحزب الجمهوري، فإن اللجنة التنفيذية للحزب قد عقدت العديد من الاجتماعات، وقد ظل منزل الشاعر منير صالح عبدالقادر، هو مكان انعقاد تلك الاجتماعات. فقد نشرت صحيفة الرأي العام، وتحت عنوان: "نشاط الحزب الجمهوري"، خبراً عن الاجتماع الذي عقدته اللجنة التنفيذية للحزب الجمهوري في يوم الاثنين 26 نوفمبر 1951م، وذلك في اطار استعدادتها للاجتماع العام للحزب، وقد أشار الخبر إلى أن اللجنة أعدت البيان الذي سيُلقى في الاجتماع العام في يوم الجمعة 30 نوفمبر 1951م. يقول نص الخبر: "عقدت اللجنة التنفيذية للحزب الجمهوري اجتماعاً مساء أمس استمر حتى منتصف الليل وذلك للاستعداد للاجتماع العام الذي سيعقد يوم 30 القادم وقد أعدت اللجنة بياناً هاماً سيُلقى في الاجتماع العام ويتضمن البيان نشأة الحزب ونشاطه السابق وفترة الركود التي مرت به ثم يوضح برامج الحزب وموقفه إزاء الوضع السياسي الحاضر للبلاد. وتود اللجنة التنفيذية أن تذكر الأعضاء بأن الاجتماع سيعقد يوم 30 القادم في الساعة الخامسة مساء وبدار الأستاذ منير صالح عبدالقادر بالقرب من المستشفى الملكي تجاه لوكاندة المحطة بالخرطوم" . كما نشرت صحيفة السودان الجديد خبراً عن ذلك الاجتماع، يقول الخبر: "عقد الحزب الجمهوري اجتماعاً مساء أمس [26 نوفمبر] بمنزل الأستاذ منير صالح عبدالقادر وكان أبرز ما في الاجتماع هو موضوع اجتماع الحزب العام الذي سيحضره مندوبون من الأقاليم وذلك في يوم 30 الجاري" .

5. هل كان للحزب الجمهوري أي دار أو مكتب في ذلك الوقت؟ ومتى فتح الحزب الجمهوري أول مكتب أو دار له؟

لم يرد في كل الأخبار والوثائق، مما وقفت عليه، والتي تناولت نشاط الحزب الجمهوري، واجتماعات لجنته التنفيذية، منذ خروج رئيس الحزب من اعتكافه، وحتى تاريخ عقد الحزب لاجتماعه العام في يوم الجمعة 30 نوفمبر 1951م، ما يفيد بأنه كان للحزب الجمهوري دار أو مكتب. فكل تلك الاجتماعات، بما في ذلك الاجتماع العام للحزب، كما ورد آنفاً، كانت تُعقد بمنزل الشاعر منير صالح عبدالقادر.
إن أول مكتب افتتحه الحزب الجمهوري، وشهد نشاطاته، كان في عمارة ابن عوف جنوبي الجامع الكبير بوسط الخرطوم، وقد تم استئجاره مع بداية شهر يناير 1952م. فقد نشرت صحيفة الرأي العام بتاريخ 12 يناير 1952م، خبراً بعنوان: "افتتاح مكتب الحزب الجمهوري"، كان نصه كالتالي: "جاءنا من الحزب الجمهوري برئاسة الأستاذ محمود محمد طه، أن الحزب قد إفتتح له مكتباً بعمارة ابن عوف جنوبي الجامع الكبير بالخرطوم" . لقد تحدث محمود محمد طه، عن هذا المكتب، قائلاً: "عمارة ابن عوف سليمان هي العمارة التي كان فيها مكتب الحزب الجمهوري بعد سنة 51.. عندنا مكتب في الدور التاني فيها.. مكتب بسيط ومتواضع، أجرته كانت 5 جنيه في الشهر". وقد استمر هذا المكتب مكتباً للحزب الجمهوري حتى مجىء حكومة مايو برئاسة جعفر محمد نميري في 25 عام 1969م .
جدير بالذكر أن الحزب الجمهوري وبعد أن ظل يمارس نشاطه من مكتبه بعمارة ابن عوف بوسط الخرطوم، كأول مكتب له، قام بافتتاح مقر له بالخرطوم جنوب، وأعلن عن أنه سيمارس نشاطه فيه في الأول من يناير 1956م. الأمر الذي يفيد بأن افتتاح المقر تزامن مع بزوغ شمس استقلال السودان. فقد أوردت صحيفة السودان الجديد في يوم الثلاثاء 20 ديسمبر 1955م خبر افتتاح المقر، تحت عنوان: "الحزب الجمهوري"، قائلة: "تحصل الحزب الجمهوري على تصديق بفتح نادياً بالخرطوم جنوب وسوف يمارس نشاطه من أول الشهر المقبل إن شاء الله" .

6. هل عقد الحزب الجمهوري أي اجتماعات في المكتب الذي افتتحه بعمارة ابن عوف؟ ومتى عقد تلك الاجتماعات؟

منذ أن أفتتح الحزب الجمهوري مكتبه بعمارة ابن عوف، ظل المكتب يشهد نشاطات الحزب، وعقد اجتماعاته. ففي يوم الخميس 10 يناير 1952م أوردت صحيفة السودان الجديد خبراً عن اجتماعات لجان الحزب بمكتبه بعمارة ابن عوف. يقول نص الخبر: "حضرت جماعات من الأقاليم من لجان الحزب الجمهوري واجتمعت بالمركز العام للحزب برئاسة الأستاذ محمود محمد طه ورسمت خطة موحدة للعمل. هذا وقد أستأجر الحزب مكتباً لإدارة شئونه في عمارة ابن عوف بالسوق العربي" .
ظل الحزب الجمهوري يعلن عن عقد اجتماعاته بمكتبه بعمارة ابن عوف، فقد نشرت صحيفة السودان الجديد دعوة وجهتها سكرتارية الحزب الجمهوري لأعضاء الحزب، تحت عنوان: "إلى الجمهوريين بالعاصمة المثلثة"، لعقد اجتماع جاء في نص الدعوة: "الحزب الجمهوري يدعوكم للحضور في الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الجمعة 15 الجاري يمكتبه في عمارة ابن عوف جنوب جامع الخرطوم الرجاء عدم التخلف. سكرتارية الحزب الجمهوري" . كما نقلت صحيفة السودان الجديد خبر انعقاد ذلك الاجتماع وما دار فيه. فقد أرودت الصحيفة، تحت عنوان: "اجتماع الجمهوريين بالعاصمة"، قائلة: "وجه الحزب الجمهوري دعوة إلى اعضائه بالعاصمة المثلثة ليبحثوا الناحية العملية والتنظيم الداخلي وقد حضر ممثلون عن لجنة الخرطوم جنوب والخرطوم بحري وأم درمان. وترأس الاجتماع الأستاذ محمود محمد طه وبعد أن شرح الغرض من الاجتماع قدم القائم باعمال السكرتارية فأدلى ببيان عن سياسة الحزب العامة وتطرق فيه إلى التنظيم الحزبي والموقف الداخلي وناقش الممثلون كل ذلك نقاشاً طويلاً وسيعقد ممثلو هذه اللجان اجتماعات دورية في مكتب الحزب بعمارة ابن عوف جنوب جامع الخرطوم وذلك في الأمسيات. سكرتارية الحزب" .


7. عبداللطيف عمر حسب الله وتاريخ 30 نوفمبر 1951م

لابد من الإشارة إلى أن عبداللطيف عمر حسب الله (1933- 2015)، وهو من أبكار الإخوان الجمهوريين، كان هو المصدر الوحيد الذي يربط بين تاريخ الاجتماع العام للحزب الجمهوري في يوم 30 نوفمبر 1951م وتاريخ انتمائه للحزب الجمهوري. فقد حدثني عبداللطيف عمر حسب الله في مقابله كنت قد أجريتها معه بمنزله بأم درمان، بتاريخ 30 يوليو 2011م، وقد وردت إشارات عديده لها في كتاب: صاحب الفهم الجديد للإسلام محمود محمد طه والمثقفون: قراءة في المواقف وتزوير التاريخ . أوضح لي عبداللطيف بأنه كان قد أتى من مدينة القضارف في طريقه إلى عطبرة للعمل في السكة حديد. وعندما وصل الخرطوم، وقبل إستئناف سفره لعطبرة، ذهب لزياة نادي الصبيان بالخرطوم. دخل النادي فوجد إعلاناً للحزب الجمهوري عن دعوة مفتوحة لاجتماع عام في يوم 30 نوفمبر 1951م. ذهب عبداللطيف إلى مكان الاجتماع، فوجد من بين الحضور من المشاهير: محمد أحمد المحجوب وغيره، إلى جانب عدد كبير من الحضور، وبعد إنتهاء الاجتماع الذي أعلن فيه محمود محمد طه عن بيان الحزب الذي حدد مسار الحزب واتجاهه لملء فراغ الفكر، وأثناء خروجه من مكان الاجتماع سمع من ينادي، قائلاً: "من يريد الالتحاق بالحزب الجمهوري فهناك فورمات لتعبئتها" ، كان ذلك المنادي هو جعفر الشريف عمر السَّوْري (1924- 1956)، سكرتير الحزب الجمهوري. ذهب عبداللطيف وملأ الفورم . ومنذ ذلك اليوم 30 نوفمبر 1951م، ظل عبداللطيف مؤمناً وملتزماً بمشروع محمود محمد طه وملازماً له.
جدير بالذكر أن جعفر الشريف عمر السَّوْري هو أول سكرتير للحزب الجمهوري، بعد خروج رئيس الحزب من الاعتكاف، وانطلاق نشاط الحزب في العام 1951م. لقد انتسب جعفر للحزب وأصبح عضواً فاعلاً فيه مع بداية الخمسينيات ، ولم يكن قبل ذلك عضواً في الحزب الجمهوري. من المهم الإشارة إلى أن مؤلف هذه الورقة يعمل في إعداد دراسة ستتضمن حديثاً موسعاً عن سيرة جعفر الشريف عمر السَّوْري، إلى جانب آخرين، وعلاقته برئيس الحزب الجمهوري ودوره في نشاط الحزب منذ أكتوبر 1951م حتى انتقاله في يوم 11 يوليو 1956م.

8. الاعلان عن الدعوة لاتحاد الأحزاب الجمهورية في يوم 30 نوفمبر 1951م

لقد شهد هذا التاريخ الجمعة 30 نوفمبر 1951م الإعلان عن الدعوة لتكوين اتحاد الأحزاب الجمهورية، من قبل حزب الشعب، كما شهد تقديم الطلبات من قبل بعض الأحزاب الجمهورية إلى الحزب الجمهوري بغرض التحالف وتوحيد المواقف والعمل المشترك، كما طلبت بعض الأحزاب غير الجمهورية، خلال تلك الفترة، بناء الشراكة والتعاون مع الحزب الجمهوري. فقد نشرت صحيفة السودان الجديد في يوم الاثنين 3 ديسمبر 1951م، بياناً لحزب الشعب، وهو من الأحزاب الداعية لقيام الحكم الجمهوري، بعد عقده لاجتماع له كان في نفس يوم الاجتماع العام للحزب الجمهوري في 30 نوفمبر 1951م، دعا الحزب في بيانه إلى تكوين اتحاد الأحزاب الجمهورية، يقول نص البيان: "في اجتماع حزب الشعب يوم الجمعة 30 نوفمبر 1951 وبعد سماع التقرير الذي رفعه موفودو الحزب لحضور الجمعية العمومية للحزب الجمهوري بالخرطوم التي انعقدت في نفس المساء قررت الهيئة أنه لابد من توحيد كلمة الجمهوريين ومجهودهم لتحقيق الجمهورية السودانية حيث أن زمن التفرق قد مضى ولم يبق وقت من تقرير مصير البلاد وعليه فقد رؤى الاتصال بالحزب الجمهوري وغيره من الجماعات الجمهورية للعمل المشترك في نطاق اتحاد للاحزاب الجمهورية على الأسس التالية: (1) قيام الحكم الجمهوري بالبلاد (2) دراسة وتنفيذ الخطط الموصلة لذلك الغرض. ولا يرى الحزب لزوماً للدخول في تفاصيل كانت هي السبب في قيام كل حزب على حدته والاعتقاد السائد أنها ستزول على مر الأيام القريبة فلا يجب أن نقف في طريق العمل الموحد. محمد أدهم، الأمين العام للحزب" . لقد أشار يحيى محمد عبدالقادر (1914م-2011م)، وهو عضو في الحزب الجمهوري آنئذ، لمصير تلك الدعوة، فكتب، قائلاً: "وقد حاول الحزب الإشتراكي وحزب الشعب (الكتلة) وكلاهما جمهوري أن يتعاونا معه بحجة وحدة الأهداف الرئيسية بين ثلاثتهما ولكن الحزب الجمهوري (فقط) رفض هذا التعاون لإتهامه كلا من الحزبين بممالأة المستعمر" .
لم تتوقف الدعوات من الأحزاب الجمهورية وغير الجمهورية إلى الحزب الجمهوري إلى التحالف والتعاون. فقد شهد مكتب الحزب الجمهوري بعمارة ابن عوف في الخرطوم في الثالث من مارس 1952م، اجتماعاً بين الحزب الإشتراكي الجمهوري والحزب الجمهوري، بغرض التحالف والتعاون وتوحيد الوسائل، جاء الاجتماع بناء على طلب تقدم به الحزب الجمهوري الاشتراكي. وقد أعلن الحزب الجمهوري عن موقفه من تلك الدعوة ومصير ذلك الاجتماع في بيان جاء على صدر الصفحة الأولى من صحيفة السودان الجديد، في يوم الأربعاء 19 مارس 1952م، بعنوان: "فشل المسعى لالتقاء الحزب الإشتراكي الجمهوري والحزب الجمهوري لاختلاف المبادئ والوسائل". يقول البيان: "أبدى سكرتير الحزب الجمهوري الإشتراكي الرغبة في الاجتماع بأعضاء الحزب الجمهوري لمناقشة مباديء الحزبين ووسائلهما ومحاولة التوفيق بينهما للعمل معاً للدعوه الجمهورية للسودان وبالرغم من أن الحزب الجمهوري يرى استحالة اللقاء نظراً للفروق الكبيره بين الحزبين فقد رحب بالاجتماع وتم ذلك بمكتب الحزب الجمهوري بالخرطوم يوم 3\3\1952م" . فقد اعترض الحزب الجمهوري على دستور الحزب الجمهوري الاشتراكي ووسائله في الكفاح، ووصفها بأنها غامضة وغير محددة. كما قدم الحزب الجمهوري نقداً لما جاء عن الاشتراكية لدى الحزب الجمهوري الاشتراكي. وختم الحزب الجمهوري بيانه قائلاً: "ونحن إذ ننشر هذا البيان على الرأي العام إنما نقصد إلى أن يفهم الشعب الفرق بين الحزب الجمهوري والحزب الجمهوري الإشتراكي في المبادئ والوسائل لنيل الحرية، وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين" .
كان محمود محمد طه قد أوضح موقف الحزب الجمهوري من المحاولات والدعوات التي جاءته من الأحزاب، من أجل التعاون والتحالف والشراكة، إذ كتب، قائلاً: "ولكن الحزب الجمهوري ظل بمعزل رغم المحاولات الكثيره التي بذلت لإشراكه" . وتحدث محمود محمد طه عن عدم وجود فرق جوهري بين جميع الأحزاب، قائلاً: "ولم يرفض الحزب الجمهوري التعاون مع حزب الأمة لسبب لا يرفض من أجله التعاون مع حزب الشعب الديمقراطي أو الحزب الوطني الإتحادي والحق أنه ليس هناك فرق جوهري بين هذه الأحزاب جميعاً" .


9. إذا كان يوم 30 أكتوبر 1951م ليس هو التاريخ الصحيح لانعقاد الاجتماع العام للحزب الجمهوري فمن أين جاء اللبس بشأنه؟

إن اللبس في تاريخ الاجتماع العام للحزب الجمهوري والذي ألقى فيه محمود محمد طه أول بيان له بعد خروجه من الاعتكاف، يعود إلى عدم وضوح كتابة التاريخ الذي حمله ذلك البيان في آخر صفحاته. فقد جاء البيان مطبوعاً في ثمان صفحات، وقد حملت الصفحة الأخيرة منه تاريخ البيان حيث كتب التاريخ على النحو التالي: الخرطوم في ٣٠- ١١- ١٩٥١. ولم تكن الطباعة واضحة تماماً خاصة في حالة الرقم 11 وهو شهر نوفمبر، بحيث يمكن للقارىء أن يعتقد بأن الرقم ١١ هو (١٠) وهو شهر أكتوبر، ومن ثم يمكن للتاريخ أن يقرأ على النحو التالي: الخرطوم في ٣٠- ١٠-١٩٥١، فهذا في تقدير كاتب هذه الورقة ما حدث.

خاتمة

لقد وضح بما لا يدع مجالاً للشك، بالأدلة والبراهين القاطعة، بأن تاريخ الاجتماع العام للحزب الجمهوري والذي ألقى فيه محمود محمد طه، رئيس الحزب أول بيان له بعد خروجه من الاعتكاف، هو يوم الجمعة 30 نوفمبر 1951م، وأن المكان الذي عُقد فيه الاجتماع هو منزل الشاعر منير صالح عبدالقادر بالخرطوم. وبهذا تنتفي كل النتائج والخلاصات والاعتقادات والتساؤلات التي بُنيت على أساس أن تاريخ ذلك الاجتماع هو يوم 30 أكتوبر.
إن التصحيح الذي تم لهذا التاريخ يحتم على الإخوان الجمهوريين القائمين على التوثيق والنشر لأرشيف مشروع الفهم الجديد للإسلام/ الفكرة الجمهورية، أن يعدلوا كتابة ذلك التاريخ في المصادر الأولية، لا سيما في منشورات موقع الفكرة الجمهورية على الإنترنت، سواء بالتعديل مباشرة في المصادر أو بالإشارة للتصحيح من خلال كتابة الملاحظات. كذلك إن هذا التصحيح يلفت انتباه الباحثين والعاملين في المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية بضرورة الانفتاح على الإرشيف القومي في السودان بدار الوثائق القومية، عند دراسة سيرة محمود محمد طه ومشروعه وكذلك كل شؤون السودان، ذلك لأن السودان ومنذ بداية القرن العشرين وحتى الخمسينيات منه لم يشهد التوسع في تأليف الكتب ونشر الأوراق العلمية، سوى القليل جداً من الاصدارات، وهنا تكمن أهمية وضرورة الرجوع والانفتاح على إرشيف السودان القومي بدار الوثائق القومية حيث (الإرشيف الصحفي)، وهو إرشيف ضخم، و(مجموعة الأحزاب السودانية) والمجموعات المختلفة للوثائق.
عبدالله الفكي البشير
الخميس 7 سبتمبر 2017م

الهوامش
امتد اعتكاف محمود محمد طه لمدة خمس سنوات، اثنين منها في السجن من يوم الأحد 22 سبتمبر 1946م حتى يوم الثلاثاء 21 سبتمبر 1948م. ثم ثلاث سنوات معتكفاً بمدينة رفاعة حتى أكتوبر 1951م.
وسم محمود محمد طه مشروعه، في كتاباته وأحاديثه، بعدة أسماء، هي: الدعوة الإسلامية الجديدة، والمذهبية الإسلامية الجديدة، والبعث الإسلامي، والفكرة الجمهورية، والفهم الجديد للإسلام، والرسالة الثانية من الإسلام.
"الحزب الجمهوري"، صحيفة السودان الجديد، العدد رقم: 1464، الثلاثاء 20 نوفمبر 1951م؛ صحيفة الرأي العام، الأربعاء 21 نوفمبر 1951م.
"الحزب الجمهوري"، صحيفة الصراحة، 23 نوفمبر 1951م.
صحيفة السودان الجديد، السبت 1 ديسمبر 1951م.
صحيفة السودان الجديد، الاثنين 3 ديسمبر 1951م.
صحيفة الصراحة، الجمعة 16 نوفمبر 1951م.
محمود محمد طه، "دعوة إلى الجمهورية الاشتراكية الإسلامية"، صحيفة السودان الجديد، الأحد 14 أكتوبر 1951م؛ محمود محمد طه، "دعوة"، صحيفة الرأي العام، الاثنين 15 أكتوبر 1951م.
المصدر السابق.
المصدر السابق.
صحيفة الرأي العام، الثلاثاء 27 نوفمبر 1951م.
صحيفة السودان الجديد، الثلاثاء 27 نوفمبر 1951م.
"مكتب الحزب الجمهوري"، صحيفة الرأي العام، العدد 2024، بتاريخ 12 يناير 952م.
محمود محمد طه، "لقاء الأستاذ محمود بمندوبي معهد الدراسات الأفريقية والأسيوية"، جامعة الخرطوم، (حوار)، السبت 22 نوفمبر 1975م يوافق 18 ذو القعدة 1395ه، المهدية، الحارة الأولى، أم درمان، من موقع الفكرة الجمهورية، محاضرات، استرجاع (Retrieved) بتاريخ 27 أكتوبر 2011م، الموقع على الإنترنت: www.alfikra.org.
"الحزب الجمهوري"، صحيفة السودان الجديد في يوم الثلاثاء 20 ديسمبر 1955م.
صحيفة السودان الجديد، "الحزب الجمهوري"، الخميس 10 يناير 1952م.
"إلى الجمهوريين بالعاصمة المثلثة"، صحيفة السودان الجديد، 13 فبراير 1952م.
"اجتماع الجمهوريين بالعاصمة"، صحيفة السودان الجديد، الاثنين 18 فبراير 1952م.
عبدالله الفكي البشير، صاحب الفهم الجديد للإسلام محمود محمد طه والمثقفون: قراءة في المواقف وتزوير التاريخ، دار رؤية للنشر، 2013م، ص 39.
مقابلة مع عبداللطيف عمر حسب الله، أم درمان، بتاريخ 30 يوليو 2011م، الساعة 11:00 بتوقيت الخرطوم.
المصدر السابق.
عمر جعفر السَّوْري، ضمن مراسلات مع المؤلف، لقد تمت المراسلات خلال الفترة ما بين 17 يناير وحتى مايو 2016م. (سترد الإشارة إليها لاحقاً بـ عمر جعفر السوري، ضمن مراسلات مع المؤلف).
"اتحاد الأحزاب الجمهورية"، صحيفة السودان الجديد، الاثنين 3 ديسمبر 1951م.
يحيى محمد عبد القادر، شخصيات من السودان: أسرار وراء الرجال، ج 3، ط2، المطبوعات العربية للتأليف والترجمة، الخرطوم،1987م ، ص 144-146.
الحزب الجمهوري، "فشل المسعى لالتقاء الحزب الإشتراكي الجمهوري والحزب الجمهوري لاختلاف المبادئ والوسائل"، (بيان)، ضمن الموقف الداخلي بالصفحة الأولى، صحيفة السودان الجديد، العام التاسع، العدد: 1564، الأربعاء 23 جماد الثاني سنة 1371، الموافق19مارس سنة 1952م.
الحزب الجمهوري، المواجهة طرف من الجهاد الأكبر، خلاصات قرارات مؤتمر الحزب بمدني عيد الفطر عام 1388ه، المواقف 20 ديسمبر 1968م.
محمود محمد طه، "بيانات.... الحزب الجمهوري على الموقف الداخلي"، صحيفة أنباء السودان، العدد: 166، 1 نوفمبر 1958م.
المصدر السابق.
محمود محمد طه، "البيان الذي ألقاه رئيس الحزب الجمهوري في الاجتماع العام للحزب عام 1951م"، دار الوثائق القومية، مجموعة الأحزاب السودانية: 2/ 1/1، الخرطوم.


abdallaelbashir@gmail.com

 

آراء