تضارب في يوميات التحري.. تفاصيل جديدة حول محاكمة (توباك) ورفاقه…!! * الدفاع يتساءل: كيف يدون بلاغ تحت المادة 130 والعميد على قيد الحياة؟

 


 

 

رصد الجريدة: الجريدة
كعادتهم دخلوا قاعة المحكمة بهتافاتهم مرددين "حرية سلام وعدالة، والثورة خيار الشعب"، ملوحين بعلامة النصر لرفاقهم، ردّ الحضور بذات الهتاف المعهود، إلا أن اولياء الدم اعتبروا ذلك استفزازا لهم، مما دفع هيئة الاتهام بالتقدم بطلب المحكمة بعدم ترديد الهتافات الثورية داخل قاعة المحكمة، وبررت ذلك بأنها تستفز اولياء الدم، وان الهتافات مكانها الشارع وليس المحكمة، واستجابت المحكمة للطلب. حيث عُقدت أمس الجلسة الخامسة بحضور كامل لهيئة الدفاع والاتهام وأولياء الدم، والمتحري الاول الذي كشف عن تفاصيل جديدة وتضارب حول ملابسات مقتل العقيد شرطة علي محمد بريمة.
وبدأت المحكمة بسماع أقوال المتحري الأول ملازم شرطة حسن داوود بوية، وقال في الساعة الرابعة عصراً بتاريخ 13 يناير للعام 2022م، حضر إلى قسم الشرطة ببري عريف شرطة الاحتياطي المركزي بدر الدين أحمد محمد، ودوَّن بلاغاً أفاد فيه بأنه تم إصابة عميد شرطة احتياطي مركزي علي محمد بريمة، مما أدى إلى وفاته في أحداث التظاهرات بمواكب الخرطوم وتم تدوين البلاغ ضد مجهول، ولفت إلى أنه تم أخذ اقوال الشاكي بدر الدين أحمد محمد، وأقوال شاهد الاتهام جندي بالاحتياطي المركزي سامر رضوان عبد الرحيم، برقم البلاغ 94 في ذات التاريخ، ومن ثم تم استخراج أورنيك ( 8 ) جنائي، والتحرك إلى مستشفى الشرطة لمعاينة الجثمان و أخذ أقوال الطبيب والشاهد الأول حسب الصفحة الثانية من يوميات التحري، و نقل الجثمان إلى مشرحة بشائر لمعرفة أسباب الوفاة مع التوصية لتسليم الجثمان لذويه كإجراءات أولية.
ووجهت هيئة الاتهام مجموعة من الأسئلة للمتحري: كم استغرقت فترة التحري؟ وأين مكان الحادث؟ وهل تمت زيارة مسرح الجريمة؟ وماذا فعل منذ استلامه الملف إلى حين تسليمه؟ فأجاب أنه قبل وصوله ارتقت روح العميد، وأكد زيارته لمكان حدوث مسرح الجريمة اكثر من مرة، وأشار إلى أنه يقع عند تقاطع مستشفى الأنف والحنجرة وحتى (المريديان) سابقاً وبالضبط تقاطع السيد عبد الرحمن سابقاً مع شارع القصر شمالاً في (المريديان).
وبعد ذلك تداخلت رئيسة هيئة الدفاع عن المتهمين المحامية إيمان حسن عبد الرحيم، بعدد من الأسئلة للمتحري الأول قائلة له: كمتحري ماهي سنين خبرتك في مثل هذه الجرائم الجنائية؟ وواصلت توجد استمارتين (ستة) جنائي للتحري.. هل المتهم فيها مجهول أم معلوم؟ وكم قضية اشتغلت فيها فترة توليك هذه المهمة بقسم شرطة بري؟ ورد بأنه لم يعمل في دائرة الجنايات وهو ضابط جمارك وباشر عمله كمتحري منذ عام، وهذا أول بلاغ 130 يتحرى فيه.
وأضافت: نواصل في الاسئلة المتعلقة بإجراءات التحري.. هناك استمارة تعرف بـ(ستة) جنائي من الذي يقوم بتحريرها؟ وكم يوجد استمارة (ستة جنائي) في هذا البلاغ؟ رد: بأنه يُوجه فقط بتحريرها، وبعد ذلك يأتي إليه الملف لاتخاذ إجراءات التحري ومن ثم الاطلاع على أقوال الشهود والمبلّغ، وأن استمارة ستة جنائي التي كتبتها بخط يدي واحدة مرفقة بالمحضر.. وقاطعته إيمان، مؤكدة بأنه توجد استمارتين 6 جنائي، وأنهم اطلعوا عليها، ثم وجهت له سؤال ثالث هل استمارة ستة جنائي التي حررتها، المتهم فيها مجهول؟ فأجاب المتهم مجهول، والاستمارة الثانية لم تُعد في فترتي؟ وطالبت مجدداً المحكمة بأن يتم عرض الاستمارتين لمعرفة التي أعدها؟ والزمن الذي تم فيه إعداد الإجراءات الواردة في البلاغ؟
ووجهت له سؤال رابع، هل تحريت مع الشهود أولاً أم زرت المستشفى؟ أجاب أنه تم التحري مع المبلغ عند الساعة الثالثة عصراً، وبعد ذلك تحرك إلى المستشفى لمعاينة الجثمان، وقاطعته مجدداً بأنه لم يدوِّن ساعة التحري في المحضر؟ أكد بأنها غير مدونة وتابعت: هل توافقني بأن ملخص البلاغ الذي ورد في استمارة ستة جنائي بأن المجهول تمكن من طعن المجني عليه في مستشفى الشرطة؟ نفى ذلك.
وطالبته بأن يقرأ ملخص البلاغ الذي تم تدوينه في المحضر: وقال حسب المحضر: أفاد الشاكي بأن مجهول تمكن من طعن المذكور ما أدى إلى وفاته، وكان ذلك في مستشفى الشرطة ببري.
ثم وجهت له سؤالا خامساً، لم يك هنالك متهما حتى لحظة كتابة الاستمارة أوتم ضبطه في حالة تلبّس؟ أو ضبط معروضات أثناء التحري؟ أجاب نعم لم يتم ذلك، واضاف: قمت بزيارة مستشفى الشرطة ببري عند الساعة الثالثة عصراً. وقاطعته هل تم تدوين ذلك؟ أجاب (لا). وواصلت: حسب تحرياتك وزيارتك للمجني عليه في المستشفى، هل كتبت أنك وجدته عار الصدر؟ ويظهرُ عليه أنه أُصيب بطعنتين؟ وهل عندما وصل المستشفى كان المجني عليه متوفي أم حيَّاً؟ وهل تم التحري عن قميص المجني عليه؟ أجاب: نعم وجدته عاري الصدر وكان يرتدي بنطال للاحتياطي المركزي، ومطعون طعنتين منها طعنة في الساعد الأيسر أسفل لوحة الكتف والثانية على عضل اليد اليسرى، وعقب وصولي إلى المستشفى كان المجني عليه متوفياً، وللرد على قميص المجني عليه، قال: لم يتم تسليمي قميص المجني عليه حتى لحظة تسليم المحضر ولم أتحر عنه.
وواصلت أيمان: حسب تحرياتك هل توافقني بأنك زرت ثلاثة مسارح للجريمة؟ رد لا: زرت مسرحين مكان وجود الجثمان في المستشفى متوفياً، إضافة إلى شارع القصر تقاطع كلية الطب مع مستشفى الأذن والأنف والحنجرة حتى تقاطع شارع السيد عبد الرحمن مع المك نمر من الاتجاه الغربي. هل توافقني بأن وجود المجني عليه بمستشفى الشرطة ليس مسرحاً أولاً؟ فأجاب لا بالنسبة لنا هو مسرح أول سألته هل لديك علم كيف وصل العميد إلى المستشفى ومن قام بإسعافه؟ قال نعم، ونقل المجني عليه ثلاثة أفراد بدر الدين أحمد محمد، وسامر رضوان عبد الرحيم، والثالث لم يرد اسمه في بلاغ التحري. سألته هل تم التحري عن عدد القوات التي كانت في ذلك اليوم موجودة في شارع القصر؟ وأين ذهب حرس العقيد؟ وكم تقدر مسافة وقوع العميد عقب قوع الحادث؟ ومن خلال التحري تم تحديد الطعن؟، وحسب الإفادات هناك عدد كبير من القوات، ولم أتحر عن حرس العميد، ولم يتم التحري عن المسافة بين وقوع الحادثة وعربات الشرطة.
وواصل المُتحري: تم زيارة مكان مسرح الجريمة عقب صلاة العشاء، ووردنا توجيه من شرطة جنايات الولاية بتسليم المحضر في مسرح الجريمة عند الساعة التاسعة والنصف مساءً، واختفاء عربة المُبلغ التي نُقل عليها المجني عليه إلى المستشفى.
قالت إيمان من سياق الإجراءات، المجني عليه تم قتله بالقرب من معمل (استاك) هل ذلك صحيح؟ رد قائلاً نعم، وتسائلت حول لماذا لم يتم نقله لأحد المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات الخاصة التي تُحيط بالمنطقة للمحافظة على حياته التي تُعتبر أهم من الرتب، فهل تم التحري في ذلك؟ أيضاً رد (لا). ومضت من خلال أفادت بأنك بذلت مجهوداً، من الذي تحرك من فريق المباحث ووصف مكان الحادث؟ وهل تمت زيارة مكان الحادث بواسطة الأدلة الجنائية، وتمت زيارة الجانب الغربي من شارع القصر تقاطع مستشفى الأذن والأنف والحنجرة إلى تقاطع شارع السيد عبد الرحمن مع شارع القصر شمالاً؟ وماذا وجدت في مسرح الجريمة بالتفصيل؟ أجاب وجدت آثار دماء كثيرة من الجانب الغربي وأكثرها في تقاطع شارع السيد عبد الرحمن "فندق مريديان" لون الدم أحمر غامق، وقاطعته: هل تحريت حول أين وصل المتظاهرون في شارع القصر حسب التحريات؟ أجاب: كما ذكرت وصلوا إلى شارع الأنف والأذن والحنجرة كلية الصيدلة حسب أقوال المبلغ واخرون في المحضر، المبلغ قال بوجود قوة مشتركة من الاحتياطي المركزي، أثناء هجوم المتظاهرون تم سحب القوة جرياً والعميد كان بطيئاً والمتظاهرون استغلوا ذلك وتم طعنه بالة حادة، وبرفقتي فردين وحاولنا نقله بالعربة ولم نجد طريقة ومن ثم رفعاناه في الصندوق إلى مستشفى الشرطة.
* وعقبت إيمان على المتحري بأن المكان الذي حددته لم يكن من ضمن أقوال المبلّغ، وأكدت على أن المبلغ ذكر مكان والمتحري ذكر مكان آخر لوقوع الحادث، ووجهت له سؤال أين تم قتل العميد حسب التحريات؟ رد لها قائلاً: عرفت المكان من آثار وجود الدماء وقاطعته هل آثار الدماء تؤكد بأنها للعميد؟، قال إن ذلك يتم تأكيده بالتحاليل، ثم قاطعته مجدداً أين التحاليل في التحريات؟، افاد بأنه قام به المتحري الثاني وأنه لم يدوِّن أي شئ آخر.
وواصلت إيمان في الأسئلة في أي ساعة تم تحويل الجثمان إلى المشرحة؟ قال: عند الساعة الخامسة وكان هناك عدد من المصابين من قبل المتظاهرين، وهل تم التحري عنهم؟ أجاب لم يتم التحري. وذكرت بأن بموجب استمارة ستة جنائي الثانية تم تدوين البلاغ من قبل المبلّغ أحمد بدرالدين بالرقم 94 تحت المادة 130 ق ج الساعة الرابعة وربع، بتاريخ 13 يناير للعام 2022م بقسم شرطة البراري. كل الإجراءات لم يتم فيها كتابة إجراءات التحرك والساعة ولم يذكر في اليومية إلى حين تسليم البلاغ ولم يتم ضبط أي من المتهمين.
عضو هيئة الدفاع الثاني وجه عدد من التساؤلات للمتحري من بينها أنه تم تسليم اليومية إلى المتحري الثاني وبها أورنيك 6 عند الساعة الخامسة، هل المبلّغ أثناء أخذ أقواله أكد وفاته ماهو زمنهم؟ أكد بأن المبلغ ذكر له بأن العميد توفي وتم تدوين بلاغ تحت المادة 130 قبل إجراءات النيابة، المبلّغان الاثنان نقلا العميد لمستشفى الشرطة حسب التقرير الطبيب المرفق، العميد كان مُنوَّماً بمستشفى الشرطة الساعة الثانية وربع، هل في ذات الوقت كانوا في المستشفى ومبلغين في قسم الشرطة..؟ وحسب تقرير الطبيب الوفاة كانت الساعة الثانية و45 دقيقة، وضح للمحكمة الموقرة كيف كانا موجودان في ذات المكان في ذات الزمن وفق ظروف المظاهرات والشوارع المغلقة فسِّر لنا ذلك ؟ صمت المتحري لبرهة ثم أجاب الأورنيك الساعة الثانية والنصف ظهراً، التقرير وصل الثانية والربع، وبعد نصف ساعة تم اعلان حالة الوفاة، وجاء الشاكي بدر الدين الساعة الواحدة، والشاهد أخذنا أقواله في المستشفى، وقاطعه هل تم أخذ الأقوال في قسم الشرطة أم في مستشفى الشرطة؟ وحسب يوميات التحري بدر الدين ومعه أفراد حاولوا إسعاف العميد لمستشفى الشرطة الساعة 2 ظهراً في مكان الحادث والثانية وربع في مستشفى الشرطة، وفي ذات الوقت هم في قسم البراري وطالبت هيئة الدفاع المتحري بتفسير التضارب في زمن تحري البلاغ، وكيف تم تدوين بلاغ تحت المادة 130 والعميد على قيد الحياة صمت ولم يستطع الرد على ذلك.
وفي نهاية الجلسة وجهت المحكمة بأن يتم إعلان المتحري الثاني والثالث للحضور جلسة المحكمة الأحد.
الجريدة

 

آراء