تعزيز التعايش لعلاج الأدواء المجتمعية
كلام الناس
*لن أمل التنبيه إلي مخاطر تيارات الشعوبية الإنكفائية التي أصبحت تهدد السلام المجتمعي في العالم اجمع، وأتفق هنا مع الدكتور جمال ريفي الناشط والسياسي والإجتماعي الذي قال ان الرد علي أطروحات بولين هانسون العدائية يكون بعملنا علي تعزيز التناغم في أستراليا.
*لذلك أيضا أقلقتني الحملة غير المبررة علي الإعلامية ياسين عبدالمجيد عقب تصريحاتها في يوم الأنزاك التي دعت فيها الأستراليين لعدم نسيان مانوس ونارو وسوريا وفلسطين خاصة وأنها لم تسئ للأنزاك وإنما فقط دعت للإهتمام بمثل هذه القضايا الانسانية أيضا.
*كذلك لا أتفق مع الدعوة التي يتبناها البعض ضد المدارس الإسلامية في استراليا بسبب بعض الجرائم التي يرتكبها بعض الغلاة غير الاسوياء الذين لا يعبرون بحق عن رسالة دين الرحمة والسلام والخير للناس أجمعين، لكن يمكن مراجعة المنهج وتنقيته من الأفكار التكفيرية - إن وجدت - .
*لهذا أتفق مع اطروحات الإمام الصادق المهدي رئيس المنتدي العالمي للوسطية التي جدد طرحها في خطابه امام مؤتمر الإسلام والتحديات المعاصرة الذي عقد في عمان في الفترة من ٢٧ - ٢٩ أبريل الماضي.
*لان الإسلام الحق عزز كرامة الإنسان وحقوقه في العدل والحرية والمساواة والسلام وأنه جاء ليتمم مكارم الأخلاق، وأنه ينبذ العنف باعتماده نهج الدعوة بالتي هي أحسن حتي مع الأعداء علي عكس مايقوم به الغلاة من الإرهابيين.
*جدد الإمام الصادق المهدي دعوته للمسلمين لإعادة قراءة الواقع المعاصر بصورة علمية وموضوعية والعمل بنهج الدعوة لله بالحكمة والموعظة الحسنة بعيدا عن أسلوب القهر والإكراه وتكفير الاخرين بدعاوي باطلة.
*نبه المهدي المؤتمرين إلي ضرورة إعتماد مقاييس الجدوي في تنزيل الحكم الراشد علي أرض الواقع علي هدي مبادئ المشاركة بين الحكام والمحكومين وانتهاج نظام إقتصادي يوفر المعيشة الكريمة والعدالة للمواطنين ويحقق الأمن المجتمعي و الإلتزام بحسن التعامل مع الاخرين في المحيط العالمي.
*إختتم الإمام المهدي كلمته بالدعوة لإحياء الصحوة الفكرية مع الإلتزام بالمسلمات الغيبية وإستصحاب النافع من مخرجات الحضارة الإنسانية وإعلاء شان العقلانية والإعتدال والمرونة عند التعامل مع الاخر في العالم من حولنا.
*أكد المهدي أن الدولة الوطنية هي الصيغة الأنسب في العصر الحالي مع ضرورة توطين التكنولوجيا والعمل علي إصلاح النظام التعليمي ودفع إستحقاقات التعاون الإقتصادي الدولي.
*إننا في امس الحاجة لدفع وتعزيز مثل هذه الأطروحات النيرة والعمل علي إتباعها عمليا في بلادنا ومع العالم من حولنا مع تفعيل التعايش السلمي بين كل المكونات المجتمعية بلا عصبية أو تمييز سلبي.
* إن علاج الأدواء المجتمعية التي طفحت علي سطح كثير من المجتمعات في العالم يستوجب تعزيز قيم وممارسات التعايش الإيجابي بين كل المكونات المجتمعية بدلا من تأجيج الصراعات والنزاعات باهظة التكلفة إنسانياً وماديا.
noradin@msn.com