سال احد الاساتذة السيد اسامة عبد الله الممسك بملف السدود والمياه والكهرباء وبسمياته المختلفة طوال عهد الانقاذ عن كثرة الكلام عن المنجزات في هذة المجالات ومن خزانات وسدود وتعلية والذي منه دون ان ينعكس ذلك على اوضاعنا الزراعية بعبارة اخرى ان الغاية من هذة المنجزات هي تحسن الاوضاع الزراعية بينما الشاهد ان هذا لم يحدث فبلادنا كل عام ترزل في الزراعة فاجاب اسامة باقتضاب ان الزراعة ليست مسؤليته بعبارة اخرى انه قام بواجبه فان كان هناك تقصيرا فابحثوا عنه في مكان اخر
القاعدة الذهبية للادارة التي تقول بتقسيم العمل تجعل اجابة اسامة عبد الله مقنعة ولكن اذا نظرنا للامور من زواية التخطيط الاستراتيجي الشامل فان اسامه مسؤل مع غيره في الحكومة وفي الحزب عن النتائج النهائية لاي عمل يقوم به فالتخطيط ينبغي ان يكون شاملا فيجب معرفة مانريد من اي مشروع قبل ان ننجزه وبالتفصيل فاي سد او خزان يوم عمله ينبغي ان يكون يوم عمل في جهات اخرى فمن حيث الزراعة ينبغي ان تكون المساحة التي يريويها ونوعية المحاصيل التي سوف تزرع وجدواها الاقتصادية للصادر ام الاستهلاك المحلي ولماذا وكيف ؟ .. . و... كل هذا وغيره يجب ان يكون معلوما فالمعرفة العامة هنا لامكان لها من الاعراب فاي انسان يعرف اهمية الخزانات والسدود بصورة مطلقة
مناسبة هذة الرمية الطويلة هي اننا اليوم امام حدث انتظرته بلادنا طويلا وهو الاحتفال بتكملة تعلية سد الرصيرص ولانبعد النجعة ااذا قلنا انه اهم مشروع اقتصادي تشهده بلادنا منذ بداية عمل خزان الرصيرص ذات نفسه في عام 1966 وكان ينبغي ان يكون الفاصل بين قيام الخزان والتعلية سنوات قليلة جدا ولكن تدخلت السياسة الخرقاء وطردت الشركات الايطالية التي بدات القيام بالتعلية بعد نكسة حزيران 1967 وهذة قصة اخرى وكل الحكومات التي تعاقبت كانت تعلية الرصيرص في مقدمة بنودها الاقتصادية عليه فقد تاخرت التعلية كثيرا ولكنها اليوم اتت فان تاتي متاخرا خيرا من ان لاتاتي نهائيا
ولكن واه من لكن هذة فعندما تم التخطيط للخزان ومراحل تنفيذه كان المراد من ذلك واضحا وكانت المحاصيل الزراعية المراد زراعتها محددة وهي القطن اولا ثم الذرة ثم الحبوب الزيتية فالسؤال الان هل ذات المحاصيل هي المنتظرة من التعلية بعد حوالى نصف قرن من الزمان؟ ولو كانت الاجابة بنعم هل هي ذات الطريقة التي نزرع بها تلك المحاصيل سوف نستمر بها ؟ حيازات صغيرة ,, تقنية بدائية , تمويل محدود اذا وجد ,, سوق غير معروف ؟؟؟ ام ان التعلية غايتنا وغيرها مجرد تحلية ولاتدخل في باب الضروريات؟
يبدو لي والله اعلم انه ليست هناك اي خطة كاملة لكي تعطي التعلية اكلها كاملة ومع ذلك فلن نقول ان الرماد كال حماد في مثل هذا اليوم الذي هو يوم فرح ولكننا ننادي بضرورة وضع سياسات زراعية تتناسب مع التطورات العالمية ومع الاوضاع المائية الجديدة ومع حاجة بلادنا واهلها سياسات زراعية تراعي المواطن السوداني بدء بالذين يقطنون منطقة التعلية (اتمنى من كل قلبي ان يقول السيد رئيس الجمهورية في مخاطبته لاهل المنطقة اليوم ( الزيت اكان ما كفى البيت حرام على الجيران ) سياسات تراعي تقنيات العصر سياسات تنعش ليس الزراعة انما الصناعة كلاعب اساسي فالكرة في ملعب الاقتصاديين ثم التنفيذين في الزراعة والمالية والصناعة وغيرها
( ب )
كتبت يوم الثلاثاء الماضي في هذا المكان بمناسبة الاحتفال بتعلية خزان الرصيرص قائلا ان التعلية انجاز كبير لايمكن تقزيمه باي حال من الاحوال ولكن اذا لم تكن لدينا سياسات زراعية وصناعية مبنية على التعلية فان الفائدة منها ستكون دون الطموح بكثير وطالبت بالاسراع بوضع السياسات الجديدة ان لم تكن قد وضعت بالتزامن مع عملية التعلية وطالبت بان تبدا فائدة التعلية في الظهور في انسان النيل الازرق وقلت بالنص لابد من سياسات زراعية تراعي المواطن السوداني بدءا بالذين يقطنون منطقة التعلية (اتمنى من كل قلبي ان يقول السيد رئيس الجمهورية في مخاطبته لاهل المنطقة اليوم ( الزيت اكان ما كفى البيت حرام على الجيران ) وفي نهار ذات اليوم الذي صدر فيه المقال وهو الثلاثاء الفاتح من يناير الحالي وانا اتابع مجريات الاحتفال بالتعلية ومن خلال الراديو وفي اثناء خطابه قال الرئيس البشير مطمئنا اهل المنطقة (الزيت كان ما كفى البيت ما بيمشي للجيران )
على كل حال توارد الخواطر وارد ولكن خلونا في الواقع فخاطرة الكاتب ليست بالمهمة فالمهم هو خاطرة رئيس الجمهورية وكيفية تحويلها الي قرار ثم الي سياسة عليه اتمنى من المؤسسة الرئاسية ان تحول كلام الرئيس الي قرار فحواه تكوين مؤسسة او هيئة تكون مهمتها تنمية ولاية النيل الازرق لابل تمييزها تمييزا ايجابيا حتى تلحق ما فاتها من تطور فلهذة الولاية يد سلفت على السودان فمن قبل كانت تضم خزان سنار(1925 ) وما ادراك ما خزان سنار ومشروع الجزيرة وطويل التيلة ثم ضمت خزان الرصيرص (1966 ) والان اصبح الخزان يسع اكثر من سبعة مليار متر مكعب من الماء فاين يكون الفضل على السودان ان لم يكن في هذة الولاية
سكان هذة الولاية يشعرون بالضيم ويحسون بان الخزان القديم وتعليته الحالية مثل ضل الدليب يرمي بظله بعيدا عن الذي تحته فاستمع معي الي ابن المنطقة القيادي مالك فرح عقار عندما ساله الاستاذ صديق دلاي (ماشعورك تجاه تعلية خزان الرصيرص؟ ) قبل ان يجيب ضحك ثم صمت ثم قال (لا احد يرفض الخير فتعلية الخزان تزيد الرقعة الزراعية بالجزيرة والرهد وستخفف على مروي في الكهرباء ومشروع العالياب والزيداب وكنانة (هذا نعلمه جيدا يااخي) ا. ه. انظر صحيفة المجهر الغراء الصادرة في يوم الجمعة 4 يناير الجاري
لنضع الابعاد الاخلاقية والانسانية حتى الوطنية جانبا ونتكلم بلغة الاقتصاد فقط ان عدم وجود مشروع زراعي مروي كبير في هذة المنطقة يعتبر اهدار لمورد هام لان هذة الولاية مؤهلة لقيام مشاريع مروية ريا انسابيا قليلة التكلفة من حيث الانشاء لثبات تربتها وقليلة تكلفة الرى لغذارة الامطار فالري الصناعي سيكون ريا تكميليا . المشاريع الكبرى تعتبر عماد التنمية الشاملة لانها تراعي الخدمات الصحية والتعليمية خاصة اذا قامت على تقنيات حديثة . من فضلكم غيروا شكل الارض في النيل الازرق فسوف تتغير اوضاع الانسان تلقائيا اعطوا المواطنين الصنارة فالسمك في مرمى خيوطهم .
[aalbony@gmail.com]