تفاءلوا خيرا تجدوه . دقت ساعة العمل الإيجابي (٢)

 


 

 

في معرض مقالنا الأول بالعنوان أعلاه نعينا علي جامعاتنا عدم تخريج مختصي تخطيط مدن لنحصد من هذا التقصير الفاضح مدنا ليس لها ملامح ولا شخصية اعتبارية ولا هوية ولا أدني مسحة جمال مما جعل القبح يتهادى في الشوارع مثل الباعة الجائلين ينادون علي بضاعتهم التي ينفر منها القلب السليم والذوق الرفيع والجمال والأناقة والصفاء والحس الوطني والارتباط بالمكان والزمان !!..
وتحدثنا آنفا أيضا عن السرطان المروري في بلادنا الحبيبة الذي تتكاثر اورامه غير الحميدة بمرور الأيام والخلايا السليمة تتساقط لانعدام الأدوية المنقذة للحياة لأن الدولة منذ زمان قد رفعت يدها عن الاهتمام بصحة الإنسان فهل سيكون قلبها احن علي الطرق والكباري والدوارات ( الصواني ) ؟! وهل ستكلف من بين قواتها التي تسد عين الشمس من هو القوي الأمين الذي يرابط في الطريق يديره بحنكة وفن وعينه كالصقر علي المستهترين يردعهم بقوة القانون الذي يسري علي الجميع دون فرز !!..
لقد نسيت أن أذكر في معرض حديثنا السابق عن فوضي المرور العارمة في بلادنا العامرة وهنالك من الأسباب التي اوصلتنا لهذا الدرك الاسفل من الاستهتار الذي بسببه كم فقدنا الكثير من الأرواح البريئة وكم تعطل دولاب العمل ورغم كل هذا البؤس فقد ابتلينا بشرطة أسموها شرطة المرور تلف وتدور ولا تؤدي عملا نافعا وهي نفسها خير مثال لسوء الحال والتفريط في الواجب مع الترصد وسبق الإصرار !!..
نعم كلنا نعرف مساوئ مرفق المرور من الألف للياء ولكن القليل منا من له إلمام بأننا مثلما نفتقد مخططي المدن كذلك أيضا نفتقد مهندسي حركة المرور وهذا العلم لا تعرفه جامعاتنا ولم يحصل أن رأينا في شوارعنا العريضة اي مهندس حركة مرور يقوم بواجبه في التخطيط السليم لتأمين الطريق من الوقوع في الأخطاء القاتلة خاصة ومعظم مستخدمي الطريق في وطننا الغالي أما مركباتهم مهلهلة أو هم أنفسهم من المهلهلين يتحدثون في الموبايل ولا يلقون بالا للركاب وبعضهم ربما يكون أسرف في الشراب والخوف كل الخوف من مدمني المخدرات ومعظمهم من الأجانب الذين تسربوا كالنمل عبر حدودنا الفاتحة علي مصراعيها وشكت مر الشكوي تبحث عن من يحميها ولا تقبض كفها الا الريح القادمة من الساحل والصحراء !!..
نحدثكم في حلقة الغد باذن الله سبحانه وتعالى عن كليات التربية التي لا تدرب ولا تربي منسوبيها وتقذف بهم في المدارس وطالما أن فاقد الشيء لا يعطيه وهذا الطالب الخريج علي يديهم هل تتوقعون منه أن يكون إنسانا صالحا لمجتمعه ووطنه ام أن سلبياته تكون الغالبة أينما حل ونزل ؟!
ونعرج ايضا باذن الله سبحانه وتعالى علي مشكلة أبناء الوطن مع الكسل الذي صار لهم عنوانا وماركة مسجلة ولكن ربما نجد لهم العذر في تراخيهم عن أداء الواجبات والأعمال فالي حلقة الغد التي نأمل أن تكون حافلة وممتعة وصادقة !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .

ghamedalneil@gmail.com
//////////////////////

 

آراء