تفاوضوا… تواثقوا.. لكن ليس مع البرهان وحميدتي! 

 


 

 

* ارتدى البعضُ ثيابَ الحٍكْمة والعقلانية المجردة وخاضوا في أشواك الأزمات السودانية المتشابكة، وراحوا يُلْبِسون ثيابَ الجهلِ جميعَ دعاةِ التمسك باللاءات الثلاث حول التفاوض والشراكة مع جنرالات لجنة البشير الأمنية، وحول إصباغ الشرعية للجنة سيئة التاريخ السياسي والعسكري..


* إن اللاءات الثلاث قشةٌ قصَمت ظهرَ دعوة دعاة التفاوض والتواثق مع الجنرالات، وفي مقدمتهم (الآلية الثلاثية) الداعية لحوار يضم الجميع، حتى الذين تعاونوا مع إنقلاب 30 يونيو 1989 إلى أن سقط؛ ولا يزالون يواصلون التعاون مع  إنقلاب21 أكتوبر 2022..


*  الاستجابة لدعوة الآلية الثلاثية إنْ هي إلا هدم للاءات الثلاث مجتمعة، وإدخال رأس الثورة، مرة أخرى، في جحر لُدِغت الثورة منه مراراً بأنياب الجنرالات المتربصين بأهداف الثورة في كل منعطف منذ بدأت..


* إنها دعوة لتدوير عجلة أزمات السودان المتراكمة، بما يؤكد الحذر من تناولها بنظرة مختلفة خشية الانزلاق إلى قعر الهاوية، بينما نحن في قعر الهاوية أصلا، ولا قعر غير القعر الذي نحن فيه..


* وما النظرة المختلفة المقصودة سوى نظرة الكنداكات والشفوت للمستقبل، وما المستقبل سوى مستقبلهم هم.. وهم الأحق باتخاذ القرار الذي يرونه مناسباً لنهضة سودانهم الجديد وسودان الأجيال القادمة..


* أيها الناس، إن الثعبان يغير جلده ولا يغير طبع الأذى الكامن فيه..  وهكذا البرهان وحميدتي قد يغيران حديثهما رجوعاً من التهديد والوعيد إلى الإغواء والترغيب.. لكنهما لن يغيرا  طبع الغدر الكامن بين ضلوعهما.. فالغدر سمة مؤصَّلة في روح كلا الرجلين، إذ خانا الرئيس المخلوع، رب نعمتهما، بالانقلاب عليه.. كما خانا قوى الحرية والتغيير (الأصل) بتدبير مجزرة القيادة العامة..  وخانا مركزية قحت (9 طويلة) بالإنقلاب عليها وعلى الوثيقة الدستورية في أكتوبر الماضي..


* يتعبني الحديث عن التفاوض والتواثق مع من طبعهم الغدر

والمخادعة والتضليل؛ ففي مثل هكذا حديث تهافت على صناعة سلام واستقرار من غير وضع الأسس المفضية إليهما..


* ثم، ماذا يتوقع دعاة التفاوض والتواثق مع أمثال حميدتي الذي غدرُ بموسى هلال الذي آواه وآوى عشيرته (الماهرية) في مضارب العشيرة التي ينتمي هو إليها (المحاميد) بدارفور في عِزِّ الجفاف والتصحر الذي ضرب قبيلة (الماهرية) عام 1985 فلجأت إلى السودان؟.. ماذا يتوقعون منهم؟!


* كان المخلوع يتباهى بحميدتي

 ويكنيه بكنية (حمايتي).. وما لبث حامي حمى المخلوع أن خان المخلوع عندما اشتد أوار ثورة ديسمبر المجيدة.. ولم يجد حرجاً في مشاركة اللجنة الأمنية في إسقاط وحبس المخلوع..


* أيها الناس، ماذا نتوقع من أي تفاوض وتواثق، يدعو إليه الحكماء الافتراضيون، مع أمثال حميدتي والبرهان وأشباههما (أهل السبت) أكَلَة المحشي والموز؟


* إن الدعوة للتفاوض والتواثق مع هذين الرجيمين (بالذات) دعوة لتواثقٍ (ما بجيب حقو)، والعياذ بالله!


osmanabuasad@gmail.com

 

آراء