تلاتية وقدها رباعي!!

 


 

بشير اربجي
2 January, 2023

 

أصحى يا ترس -

المثل أعلاه يتحدث فى المخيلة الشعبية عن ما تعارف عليها بـ(شملة كنيش)، حيث أنها لا فتقاً تستر وهي تقال لمن لا يمكنه معالجة المشكلة بل سيزيدها، وهو عين ما فعله رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم الذي يشتكي لطوب الأرض من خواء الخزينة العامة، ويصرف ما تجاوز الثمانون مليار جنيه فى زيارة لمنطقة الحصاحيصا للإلتقاء بمناصرين مزعومين لحركته المسلحة، وبغض النظر عن وجود أنصار للرجل بالمنطقة المعروف عنها ولائها لأحزاب الأمة والإتحادي والبعث والشيوعي،
فإن صرف مبلغ مثل هذا في زيارة لا تقدم ولا تؤخر شيئا يعتبر من باب إهدار المال العام إن لم نقل التعامل معه بإستهتار وسفه، وإن كان جبريل إبراهيم يريد حشد فقراء المنطقة مثلما فعل قبله البرهان وحميدتي والمجموعة الإنقلابية، فهو بدعمه الإنقلاب العسكري المشؤوم قد حشد كل الشعب السوداني وثواره الأماجد المتواجدون بكل بقاع الوطن بدعمه للإنقلاب والردة على الثورة التى أخرجته من هزائمه، ولن تعيدهم الأموال المنهوبة من الشعب أو المتحصلة من الإرتزاق للمسار الصحيح الذي فارقوه يوم أن قرروا الغدر بالشباب الذين حرروهم من بيع مواقفهم للدول أعطتهم أو منعتهم، لكنهم سيستمروا في إستخدام أموال ومقدرات الشعب لتحقيق أهداف تخصهم ليس من بينها أي هدف متعلق بالثورة المجيدة.
وبعد أن دعم جبريل إبراهيم إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م لن يكون لدى الشعب السوداني ثقة فى أي خطوة لهم، لذلك على الثوار السلميين ولجان المقاومة والقوى الرافضة الإنقلاب إسقاطه الآن وليس غدا، والعمل ليل نهار من أجل تحقيق هذا الهدف، فجبريل وما سواه من حركات تدعم الإنقلاب وترفض تسليم أسلحتها وتهدد بها يجب ألا يسمح لهم بالتحرك نحو أي منطقة ما لم يتخل عن السلاح والإنقلاب معا،
فليس من المعقول ترك حركات تحمل السلاح لتتجول به فى طول البلاد وعرضها وتستخدم موارد الدولة فى ذلك، فهم بهذه التحركات لا يختلفون عن البرهان حينما يخاطب قواته بالمعسكرات إلا فى تحركهم وسط العزل بسلاحهم، وكلا التصرفين يجدان الرفض من الجميع فهو إستخدام للسلاح فى العمل السياسي ومحاولة السيطرة على الفضاء العام تحت وقع الرصاص، ولن يؤدي الى أي حل بالنسبة للبرهان أو المليشيات والحركات المسلحة فالشعب السوداني وثواره الأماجد حينما خرجوا بثورتهم الظافرة، خرجوا من أجل تحييد هذا السلاح وإستخدامه للدفاع عن البلاد وليس دفاعا عن أحلام أو أطماع أحد فى السلطة، ولن تتراجع الثورة المجيدة عن تحقيق هذا الهدف فهي ثورة وجدت لتنتصر وتحقق أهدافها فى الحرية والسلام والعدالة، وستفعل ذلك وتحقق ما تريد وتوجه هذه الأموال للتنمية والصحة والتعليم، بدلا عن أن يوسع بها الإنقلابيون الفتق على الراتق.
الجريدة

 

آراء