تلاميذنا : والسقوط من حصان عنترة .. وحمار جحا ..؟؟

 


 

 

ضرب الجرس .. انطلق التلاميذ يتسابقون كاسراب الطيور .. كالبلابل كالعصافير يرفرفون .. وقف الجميع فى طابور الصباح .. صفا .. انتباه .. نشيد الوطن .. نحن جند الله جند الوطن نشترى المجد باغلى ثمن ( و قد ذكر الصديق احمد موسى انه كانوا يرددون : نشترى النجدة (عربة النجدة) - باغلى ثمن ) .. ؟؟ ثم الدخول الى الصفوف لتلقى العلم و المعرفة .. ؟؟ كانت المدرسة .. و ما ابعدها من مدرسة لدى البعض .. ؟؟ صرح كان من المفترض ان يكون منارا للعلم و للمعرفة يقبلون عليها بشقف و ارادة لكنهم يتسابقون للخروج باحمال ينوء بحملها الجبال اكداس من كتب تهد ظهورهم الطرية قيد التشكيل تلويها و تحنيها نظرية الخال فيثاغورس و عمنا ابن الهيثم حكيم العيون و اخونا جابر الذى لم يترك عنصرا من الفلزات بكرا الا و قام و قام بتفكيكه و انتهاك خصوصيته .. ؟؟
اوزان بحور الشعر .. ابيات و قصائد فيها الكثير من المبالغة .. عمنا المتنبئ سيد الشعراء ( قتيب لسانه ) الذى فتك به فاتك الاسدى بعد ان تناول سيرة امه ما هى الحكمة المرجوة هنا لتدريسها لطالب قد تخصص فى فرع العلمى احياء او رياضيات .. ؟؟ و المصيبة الاكبر من هذا رواية جعل اخونا كافور الاخشيدى اشد بياضا من ( سنو وايت ) اتذكرونها .. ؟؟ و بقدرة قادر تم ذمه فاصبح فى سواد الفحم و عبد من مناكيد لا يقيمه الا سوط العنج حملوه راسه بيديه لما اقترفه لسانه و وضعوها امام التلاميذ هنا فى المدرسة .. لماذا .. ؟؟ و لا ننسى ابن عمنا عنتر بن شداد و حصانه و ما دخلى به و باوصافه و ماذا يهمنى ان كان حصان المتنبئ يكر او يفر كجلمود صخر قادم من فوق و الا من اى اتجاه فهو حر .. ؟؟ رهين المحبسين ابو العلاء المعرى.. جحيم دانتى .. ؟؟ اغبى غريق فى التاريخ ( فرعون ذى الاوتاد ) .. ؟؟ ادم و الشجرة التى اقنعته حواء بان ياكل منها فقضم منها بل اكلا منها و يا ليتهم قضما منها قطعة صغيرة .. ؟؟ و اذكر اننا دخلنا فى جدال مع معلم اللغة العربية فى الثانوى العالى بعد ان تفرع الاستاذ فى الشرح و حدثنا عن ان الجن قد نظم قصيدة فى رثاء عمر بن الخطاب فاستنكرنا ذلك و قلنا : جن و ينظم شعرا .. ؟؟ و احتد الجدال فقام بطردنا من حصته فذهبنا الى الناظر لمحاولة اقناعه بان الجن لا يمكن ان ينظم شعرا فقال الناظر : يجب عليكم ان تقبلوا بما يقوله معلمكم بغض النظر عما اذا كان عقلكم يقبل او لا يقبل .. فوجدنا الناظر نفسه محتار فى ان يقف الى جانب الاستاذ او جانبنا .. الى جانب العقل و المنطق و الحق ام الى جانب الخزعبلات و الحشو فى المقررات الدراسية .. ؟؟ و ماذا استفدنا من قصيدة البوصيرى التى يرثى بها حماره .. ؟؟ نعم يعانى الطلبة من مواضيع لا علاقة لها بالحياة المعاصرة .. او ممكن ان تصنع انسان معاصر .. ؟؟ كان من الممكن تدريس شعر نظمته الجن فى رثاء عمر بن الخطاب من زاوية دراسة عقلية تلك الفترة من التاريخ التى كانت تجوز فيها مثل هذه الامور و لكن لا يمكن قبول مثل هذا الشعر كما ان قائليه المزعومين هم حقا قائلوه و ان يكون ذلك مقبولا فى هذا العصر .. ؟؟
اصحابنا .. اولادنا طيورنا حملوهم اوزار التاريخ حلوه و مره .. ابطال عظماء علماء فقهاء شذاذ افاق سفهاء مارقين سفاحين قاطعى رؤوس حتى المخبولين و الشاذين و البلهاء منهم .. ما ذنب هذا التلميذ الصغير لنحشو دماغه بهكذا حكايات .. ؟؟ خلط و حشو .. فالتاريخ درس يجب ان يعطى و يقدم للتلميذ عبرة و تجارب باسلوب سهل و مشوق .. لا مفرق و مقرف .. فلتكن مناهج متطورة تواكب العصر تعج بالتربية اولا بالعلم بالادب بالتاريخ بالرياضة و الفنون مناهج باساليب تجذبهم الى المدرسة تنمى الاحاسيس الخيرة و الاحتياجات الحقة لكل تلميذ حسب عمره دون حاجة الى الهروب الى ما يضرهم عبر مواقع التواصل .. ذلك التواصل الذى اعدم متعة القراءة و صناعة الكتاب .. ؟؟
الرياضة الاهم حيث كان تلاميذ مدارسنا يوما ما يتنافسون على ملاعب مدارسهم بالعاب جماعية .. ؟؟ و كان طلاب الكشافة البرية باردية كاكية اللون و قمصان بيضاء مع ربطة عنق و يقودهم مدرب حاملا عصاه بخطوات منظمة على وقع موسيقى و لا اروع منها ( التحية لعثمان ساتى و عثمان تيراب و ازهرى الأمين .. ) .. لوحات رائعة توزع بها الجوائز برعاية كبارنا و ذلك يوم كانوا يهتمون و يرعون و يتابعون بتدبير و تخطيط و اشراف ذلك الجيل الجميل من مربين قمم شوامخ .. معلمينا و اساتذتنا رعاة التربية الحسنة و ايثار النفس و المسؤلية و الوطنية .. لم يعلموهم الانانية التى تفرق و لا تجمع بل تشوه سيرة الاباء و الاجداد و العائلة و العشيرة و الوطن .. ليكون الخاسر الجميع .. ؟؟
لماذا لا يكون سعينا الى التطور للحاق بدرب المميزين من الامم فى هذا العصر .. فهم الفائزون هم المميزون هم السادة الان فى كل مناحى الحياة .. ؟؟ من يمسكون بزمام التربية و التعيلم فى السودان هم الذين يقع عليهم اللوم و المسؤلية لاساليبهم التى تعتمد على الحفظ ة التلقين و بدون اقتناع الطلالب بما يقراون .. ؟؟ فما معنى ان يحصل احدهم على نسبة 98% فى امتحان الشهادة السودانية و لا نرى اى تاثير لهذه العبقرية الفذة فى مجال العلوم و الابحاث و الاختراع و لا اى انجاز لهكذا نسبة عالية و لا مبرر لها سوى الحفظ و التلقين فقط و الا لم لا نجد مكتشف علاج لمرض الملاريا او التايفويد الذى ينهك فى اجساد هذه الامة السودانية مثلا .. او جديد فى الابحاث الزراعية .. او مخترع سودانى لاى شئ جديد نتميز به عالميا .. ؟؟ نعم المخططون و المربون فى مجال التعليم هم المسؤلين عن الخلل الموجود فى العملية التعليمية فى السودان .. ؟؟ نحن الاهل ايضا نشاهد لا نلاحظ لا نرى نسمع لا نصغى لا نربى حسنا لا نتابع لا نعاقب لا نهتم بمصير ابنائنا ضحايا النظام التعليمى التلقينى .. ؟؟
من يبدا بالصحيح و بالتصحيح .. ؟؟ من يعلق الجرس و ينهى ماسى اجيال قادمة .. ؟؟ و مصير وطن لم يبخل بشئ على ابنائه .. لكنه صار عالة على غيره من الامم .. ؟؟

حمد مدنى حمد

hamad.madani@hotmail.com

 

آراء