“تواشيح حميدتي و ردحي البرهان!”

 


 

 

القوم في السودان منقسمون في شماتة أو هو الطرب ما بين تواشيح حميدتيه و بياناته و "ردحيَّاته" البرهان و عِمَّاته!
و السودان يضيع؛
*

و نرحل لنقف صُحبة أبي القاسم الشابي و هو يُسجِّل للتاريخ و فيه مشهد خالداً لحياة. في قصيدة "كان الربيع الحي" عندما ينقض ثعبان الجبال الحقود على الشحرور ذاك العصفور السعيد المُغرِّد الفرح لتدور بينهما القصّة و صراع غير عادل ينتهي على لسان عصفور الربيع و كأنَّه لسانه "السودان":
لا أرى للحقِّ الضَّعيفِ ولا صدًى
والرّأيُ رأيُ القاهرِ الغلاّبِ
فافعلْ مشيئَتكَ التي قَدْ شئتَها
وارحمُ جلالكَ من سماعِ خطابي
وكذاك تُتَّخَذُ المظالمُ منطقاً
عذباً لتخفِيّ سَوْءةَ الآرابِ
*

الناس التي تنبري طواعية أو من طيبة فيها أو من سوء نيَّة "مدفوعة" تهاجم ذاك أو تدفاع عن ذاك عليهم أن "لا" ينسو أننا نُمَجِّد أو نُقدِّس في اثنين من قادة "القتلة".
و الدم قصادو الدم؛
إلا عند من لا أصل و لا فصل و لا كرامة بل لا روح فيه لا له.
*

مناوشات القتلة من قادة المجلس العسكري الإنقلابي الحاكم للسودان غصباً هي لا تغني و لا تسمن من جوع. مجرَّد "صرف فارغ و مليان" لكسب الوقت و تفريق الأتيام و في كبيرها من حلاوة الروح.
ما مع حميدتي هم عصابة من المليشيات و البرهان موظف في الجيش فليس الجيش ملك له.
نظام البشير الذي أسقطته الثورة ببرلمانه و جب بل استوجب أن تسقط معه -لزاماً- كل قانون و تشريع لهم أجازوه أضر أو مازالت "تضر" أو في غير مصلحة السودان و شعبه و جيشه. فتشريع مليشيات الجنجويد سقط مع البشير و برلمانه. حتى شرعيّة حركات "الكفاح المسلّح" سقطت و لم يعد لها حق أن تساوم الآن في السودان بها و عليها بعد أن اقتلعت الثورة النظام الذي كان هو السبب في خروجها علي الدولة و إعلانها "تمرِّدها" و حملها السلاح عليه! النظام الذي غلبها أسقاطه ليُسقطه شباب و شعب الثورة.
*

حكومة "حافلة قوى الحرية و التغيير" الأولى أضاعت الوقت في مهاترات و قرارات و شكليات "كركوبهم الحافلة" شغلت بها نفسها في تلميع و تحسين صورة حكم تراكمت خلال أعوام حكم أنظمة الشموليَّة للسودان كانت أكبر منها و فوق طاقتها.
كان عليهم أن يركِّزوا في التخطيط لمستقبل السودان لا التغيير في ماضيه!
لكن كيف و هم من ارتضوا أن يجلس معهم "شراكة" المغتصبين من مجرمين و قتلة!
*

و نعود مع صرخة "عصفوره" الشابي:
أينَ العدالةُ يا رفاقَ شبابي
لا أين فالشَّرْعُ المقدّسُ ههنا
رأيُ القويِّ وفكرةُ الغَلاّبِ
وسَعادةُ الضَّعفاءِ جُرْمُ ما لهُ
عند القويِّ سوى أشدِّ عِقابِ
ولْتَشْهَدِ الدُّنيا التي غنَّيْتُها
حُلْمَ الشَّبابِ وروعةَ الإعجابِ
أنَّ السَّلامَ حَقيقةٌ مَكْذوبةٌ
والعَدْلَ فَلْسَفةُ اللّهيبِ الخابي
لا عَدْلَ إلاَّ إنْ تَعادَلتِ القوى
وتَصادَمَ الإرهابُ بالإرهابِ
*

و أبشر يا شهيد
محمد حسن مصطفى

mhmh18@windowslive.com
////////////////////////////

 

آراء