ثروة اخوان الرئيس!!

 


 

 

تراسيم
 

alzafir@hotmail.com
 
لمح الشهيد عثمان حسن أحمد البشير جوال سكراً في بيت والدته الحاجة هدية.. استغل عثمان دراجته البخارية إلى حيث مكان شقيقه الرئيس لينقل إليه الخبر الكارثة.. وقتها كانت الخرطوم تشرب الشاي بالبلح.. ووقتها كان شقيق الرئيس يعمل مصححاً في إحدى الصحف ويؤم المصلين في مسجد صغير بكوبر.. ولا يحرص أبداً على ذكر اسمه رباعياً حتى لا يستفيد من امتياز الاسم الجذاب.. والرئيس يتحقق في الأمر.. يحمد الله أن الجوال كان هدية اتى بها أحد الأقارب من السوق الحر.. يوم كان من حق كل مغترب حين يعود شراء جوال سكر من الأسواق الحرة بمطار الخرطوم.
والجراح عبدالله البشير يعود للخرطوم .. مخالفاً نصيحة شقيقه الرئيس الذي يطلب منه مساعدة الأهل من وراء البحر المالح.. والجراح لا يجد بيتاً يقيم فيه غير أن يشاطر نسابته في بيتهم الشعبي في حي المايقوما.
أما الطبيب صديق البشير.. فمازال في عاصمة الضباب مستعصماً.. يرفض العودة إلى السودان حتى لا يرمي له ماسحو الجوخ بعصاة موسى.. يصر الاستشاري الصديق أن يأكل من عمل يده.. ويفتح قنوات الاتصال مع كل أطياف السياسة في تلك البقاع التي يقل فيها مناصرو الانقاذ.
ولكن من الذي فتح ملف ثروة اخوان الرئيس في هذه اللحظة المفصلية .. رئيس البرلمان قال إنه سمع أقاويل عن ثراء اخوان الرئيس.. لم يجتهد المشرع الأول في الاستقصاء من المعلومة.. ورمى بها طازجة للإعلام .
ثم تولى قبل ذلك الأستاذ مكي المغربي أمين الحريات بالاتحاد العام للصحافيين ملف ثروة أشقاء الرئيس.. واقترح المغربي وقبل أن يقدم معلومات تفصيلية تأميم هذه الثروات .. استند الإمام المغربي الذي يدين بالولاء للحزب الحاكم على فقه عمر بن الخطاب الذي صادر نصف ثروة ابنه عبدالله.. مخافة أن يكون وجد امتيازَ أنه نجل أمير المؤمنين .. والشيخ المغربي تعسف في الافتاء وطالب بمصادرة ثلاثة أرباع الثروة المجهولة .
وفي يوم واحد كانت أكثر الصحف مودة لحكومة البشير تفتح ملف ثروة أخوان الرئيس ..الرأي العام التي يفخر رئيس تحريرها أنه يضع على هاتفه الجوال صورة رئيس الجمهورية .. بدأت التنقيب في الملف الحساس .. وساندتها في ذات اليوم الزميلة السوداني التي يرأس مجلس إدارتها رجل الأعمال الوطني جمال الوالي.
في تقديري الشخصي أن الحديث عن ثراء أخوان الرئيس على وجه الإطلاق وبدون تقديم معلومات يصبح ضرباً من الخصومة السياسية.. نال من هذه الاتهامات أبو الوطنية إسماعيل الأزهري.. وكان كل الشعب السوداني يظن أن أبوعاج يملك مالاً طائلاً .. وعندما مضى إلى رحاب ربه اكتشفت الأمة أن الرئيس لا يملك إلا القليل جداً.
لنترك الاتهامات جنباً ونأخذ بالاعترافات.. اللواء طبيب عبدالله البشير يقول إنه فقير لا يملك ثمن تذكرة تقله إلى لندن.. وفي ذات الوقت يقبض اتستحقاقات راتبه من اربع مؤسسسات.. ذكرها سيادته بالاسم الجيش وشيكان للتأمين ومركز جراحة القلب.. وأخيراً الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة.. ما يقبضه آخر كل شهر من هذه المؤسسات العامة يفوق مرتب والي الخرطوم.. ويوازي مخصصات ثلاث بروفيسورات في جامعة محترمة.
مثل هذا المجد لن يناله الا اولو القربي ..لهذا على الرئيس البشير أن يظلم شقيقه عبدالله ويحيله إلى المعاش قبل أن يظلمه اللواء عبد الله.
 

 

آراء