ثورة داخل الثورة .. البروليتارية الرثة فى الحرب السودانية
صديق محيسي
25 July, 2023
25 July, 2023
siddiqmeheasi20@gmeail.com
تعرف "الوكيبيديا "البروليتارى الرث هو الشخص الذي لا يملك أي دخل خاص به, كالراتب الشهرى مثلاً ,أو يحصل على مساعدة اجتماعية من الدولة بأي شكل من الأشكال. وكما عرًفها فلاديمير إيليتش لينين فإنها تشمل الفئات المنفصلة أو الخارجة عن طبقتها وفي تناقض مع المجتمع كالمعدمون والمجرمون ,هذا وحصل مصطلح البروليتاريا الرثة على انتشار واسع في ظروف تطور الرأسمالية التي تجندهم من مختلف الطبقات حسب التعبير اللينيني. وهي تتميز بعدم قدرتها على التنظيم السياسي والصراع الطبقي, ولكنها تميل إلى المغامرة من أجل الإستيلاء على لسلطة بالتحالف مع فئات البرجوازية الصغيرة.اما كلمة الرث فى اللغة العربية هوالشخص رَدِيءُ المتاع ، و سَقَطُ البيتِ وكلامٌ غَثٌّ , رَثٌّ ,سخيف ,ساقط رَثَّ الهَيْئَةِ : قَبِيحَ الْمَنْظَرِ ,ونحن ضد هذا التعريف اللغوى العنصرى ومع التعريف الأقتصادى لأن هذه الطبقة هى نتاج المجتمع الظالم غير العادل .
كان الاستخدام الأول للكلمة لدى كارل ماركس وفريدريك إنجلز في مؤلَّفهما «الأيديولوجية الألمانية»، /نوفمبر 1845 – اغسطس 1846، بشكل عابر. وفي كتيبه غير المُكتمل عن «المسألة الدستورية في ألمانيا 1847، يستعملها فريدريك إنجلز- لأول مرة كمصطلح لتميز فئة خاصة من الطبقات عديمة الوضع الأجتماعى ويلاحظ بأنّ «البروليتاري الرثّ، لقاء حفنة من القروش، يقاتل بقبضتيه العزلاوين في المشاجرات بين البرجوازية والنبلاء، والبوليس ) أهم ما كان يميز فئة ”البروليتاريا الرثة“ عند ماركس إنها فئة تقع خارج علاقات الإنتاج الرئيسية في المجتمع (فلا تملك وسائل إنتاج ولا تبيع قوة عملها)، فهي توفر العيش لنفسها عن طرق مشبوهة وثانوية مثل السرقة والدعارة والقمار والتهريب والتشرد والقتل والسلب وغيرها. ومثل هذه الفئات موجودة في كل المجتمعات كما يشير ماركس إلى ذلك في “الأيديولوجية الألمانية” 1848، فقد وجدت في جميع العصور، والتي ظهرت بشكل واسع بعد إنتهاء القرون الوسطى، وكانت قد سبقت تشكيل ويفسر الطبيب المارتنيكى الأصل فرانز فانون الذى ناضل فى ستينات القرن الماضى مع الثورة الجزائرية ضد فرنسا ,البروليتاريين هم من الذين لايملكون ارضا ,والذين يطرح عليهم تزايد السكان مشكلة لاسبيل لحلها، يهجرون الريف ويفدون على المدن فيتكدسون في اكواخ الصفيح ويحاولون ان يتسربوا إلى الموانيء والمدن التي اوجدتها السيطرة الاستعمارية فيكونون هناك البروليتاريا الدنيا وبالضبط هذا ما يحدث حاليا فى السودان .
هذا هو التفسير العلمى الماركسى لهذه الطبقة التى كانت تتواجد فى الدول الصناعية ,اما فى دول العالم الثالث والسودان نموذجا لها ,فهذه الطبقة كانت موجودة فى شكلها الجنينيى منذ ان استقل السودان حتى نشوب الحرب الحالية ,ولكنها تفاوتت فى وضعيتها الآجتماعية حسب طبيعة النظام الحاكم, ففى عصر الأستعمار كانت غالبية الشعب السودانى تتساوى على صعيد المعيشة الأ من فئة البرجوازية "الموظفون" الذين يخدمون الجهاز الأدارى للاستعمار كما كان القانون صارما يحد من حركتها ولاتفكر فى الخروج عليه.
كانت البروليتاريا الرثة يستخدمها الأنجليز فى مهن منحطة وغير انسانية مثل نقل البراز البشرى للشماليين وهو ماجعل القس فيليب عباس غبوش يفوز فى ثالث انتخابات بعد سقوط نظام النميرى عام 85 عندما استغل هذا التاريخ الملوث ليحّرّض ابناء جلدته ضد الشماليين وليفوز فى الآنتخابات ,على ان هذا يتواصل مع نظاميين عسكريين النميرى والبشير اللذين ساهما فى توسيع هذه الطبقة عندما اهملا التنمية فى اجزاء كبيرة من القطر, ففى عهد النميرى شهد السودان اكبر مجاعة اصابت مساحات كبيرة من البلاد فأدى ذلك الى تدمير الزراعة والصناعات المرافقة لها وجعل الناس خصوصا فى غرب السودان يبحثون عن الحبوب فى بيوت النمل , فأضطر الألاف من السكان الهجرة الى العاصمة الخرطوم حيث الخدمات التى تقدمها الدولة ,ولعلاج هذه الظاهرة قام النميرى فى خطوة عشوائية غبية باستخدام سيارات الجيش لشحن هؤلاء المواطنون واعادتهم الى مناطقهم وتفريق العاصمة منهم كحل وهمى للمشكلة, ثم جاء دور نظام الأنقاذ الذى احدث زلزالا فى الخريطة السكانية بصناعة الحروب فى الأطراف والتدمير المنهجى لمشاريع هامة كمشروع الجزيرة نموذجا ,ومشاؤيع اخرى فاضطر الاف المواطنين الى الهجرة الى العاصمة بحثا عن الغذاء والخدمات الصحية, وكانت تلك الفاتحة لنمو طبقة البروليتاريا الرثة ,فتوزعت بين مهن هامشية مثل فرّاشات الخضار فى الأسواق ,وبيع الفواكه ,والماء البارد ,والمناديل الورقية فى تقاطعات الشوارع , وحراسات الخفراء باسرهم للمبانى التى لم تكتمل فنشأت بذلك "كيبوتات" كاملة اضافة الى انتشار ظاهرة التسوّل التى اتسعت بصورة مخيفة وضمت جنسيات من غير السودانيين .
ونظراً للفقر ونقص المهارات لدى الكثيرين من بروليتاريا العشوائيات، فالبطالة تتفشى بشكل كبير بينهم (وفقاً لدراسات قامت بها منظمة الصحة العالمية على الأحياء العشوائية والأحوال الاجتماعية والصحية فيها ). خصوصاً مع التنافس الكبير الموجود في سوق العمل. هذا الانتشار الكبير للبطالة يدفع العديدين للاتجاه للعمل غير المرخص لتأمين أساسيات الحياة خصوصاً مع التنافس الكبير الموجود في سوق العمل. هذا الانتشار الكبير للبطالة يدفع العديدين للاتجاه للعمل غير المرخص لتأمين أساسيات الحياة.
( وعلاوة على طبيعة الأعمال غير المرخصة فالعا ملون بها لا يتمتعون بأي تأمين صحي أو تأمينات اجتماعية مع أجور عمل منخفضة تمنعهم من التقدم نحو أوضاع مادية أفضل وتجبرهم على البقاء في حالة مستمرة الفقر المتفشي في هذه المجتمعات بالإضافة للبطالة وعدم القدرة على التقدم إلى الأمام والغياب الجزئي أو الكلي للقانون يدفع الكثيرين نحو العنف أوالانخراط في عصابات الجريمة المنظمة ) وهذا ماحدث بالضبط فى العاصمة الخرطوم عندما ماطلت اللجنة الأمنية لنظام البشير فى تسليم السلطة الى المدنيين حسب الوثيقة الدستورية واعقب ذلك انقلابها العسكرى الذى مهدت له بصناعة عصابات "تسعة طويلة والنقرز "لأظهار حكومة حمدوك بالضعف وانفراط الأمن فى عهدها
ثمة ماهو جدير بالملاحظة هو ان النهب الواسع الذى قامت به قوات الدعم السريع للبنوك والشركات والأسواق وفى الغياب الكامل لجهاز الشرطة وفرار مسئوليها الى خارج البلاد واختفاء الجيش نفسه دون حماية المواطنين فتح الطريق امام بروليتاريا العاصمة لتنتقم لنفسها فتمثل حقدها الطبقى مثلها مثل دهما قوات الدعم السريع فى اقتحام بيوت المواطنين فى كل انحاء العاصمة ونهب كل ما وصلت اليه اياديهم من اموال وحلى ذهبية وغيرها وتركوها خاوية على عروشها ونماذج لذلك اختص حى كافورى الأرستقراطى بالنصيب الأكبر فى عمليات النهب ,وكانت سبقت كافورى سمعة سيئة بانه ببعض قصوره الفاخرة سكن للكيزان الذين سرقوا اموال الشعب ,وعليه كان صيدا ثمينا شارك فيه حتى الخفراء وزوجاتهم واولادهم الذين كانو يحرسون المنازل تحت الأنشاء .
لم تقتصر عمليات النهب على المعدمين السودانيين فقط وانما بروليتاريا اخرى عابرة للحدود شاركت فيها , ففى غمرة الفوضى ونقلا عن شاهد عيان ان منطقة الجريف غرب شهدت قيام العشرات من اللاجئين الأثيوبيين والأريتيريين وجنسيات اخرى بعمليات نهب واسعة ,وصعب على مراقبين كثر تمييزهم من السودانيين فى ظل الغياب الكامل للشرطة والجيش وعلى لرغم من الظروف الأقتصادية المتفاقمة التى يعشيها السودانيون فأن الكثيرين من هؤلاء النهابين الأجانب اغتنموا فرصة الحرب وجربوا حظوظهم فى السرقة ليحققوا اهدافهم من الهجرة لخارج البلاد بعد ان حلوا مشكلاتهم المالية بتوفر قيم تذاكر السفر الى اوربا.
ان تزايد أعداد اللاجئين في السودان بشكل كبير فاقم من خطورة الوضع الأمنى فى العاصمة الخرطوم عندما شاركت اعداد كبيرة منهم فى "اوكازيون" النهب. وتشير وكالة غوث اللاجئين فى تقديراتها المتفاوتة ( يأتي الإثيوبيون في المرتبة الأولى من بين الجنسيات الأكثر لجوءا للسودان، إذ تتراوح أعدادهم بين 3 إلى 4 ملايين، يليهم اللاجئون من جنوب السودان الذين يقد عددهم بنحو 3 ملايين.
إضافة إلى الإثيوبيين والجنوبيين يحتضنن السودان أعداد كبيرة من اللاجئين اليمنيين والسورين. ولا توجد إحصائية دقيقة عن عدد اليمنيين، لكن بعض التقديرات المستقلة تشير إلى أن عددهم وصل إلى أكثر من 700 ألف خلال السنوات الأربع الماضية، غادر عدد كبير منهم إلى أوروبا وبلدان أخرى.)
تعرف "الوكيبيديا "البروليتارى الرث هو الشخص الذي لا يملك أي دخل خاص به, كالراتب الشهرى مثلاً ,أو يحصل على مساعدة اجتماعية من الدولة بأي شكل من الأشكال. وكما عرًفها فلاديمير إيليتش لينين فإنها تشمل الفئات المنفصلة أو الخارجة عن طبقتها وفي تناقض مع المجتمع كالمعدمون والمجرمون ,هذا وحصل مصطلح البروليتاريا الرثة على انتشار واسع في ظروف تطور الرأسمالية التي تجندهم من مختلف الطبقات حسب التعبير اللينيني. وهي تتميز بعدم قدرتها على التنظيم السياسي والصراع الطبقي, ولكنها تميل إلى المغامرة من أجل الإستيلاء على لسلطة بالتحالف مع فئات البرجوازية الصغيرة.اما كلمة الرث فى اللغة العربية هوالشخص رَدِيءُ المتاع ، و سَقَطُ البيتِ وكلامٌ غَثٌّ , رَثٌّ ,سخيف ,ساقط رَثَّ الهَيْئَةِ : قَبِيحَ الْمَنْظَرِ ,ونحن ضد هذا التعريف اللغوى العنصرى ومع التعريف الأقتصادى لأن هذه الطبقة هى نتاج المجتمع الظالم غير العادل .
كان الاستخدام الأول للكلمة لدى كارل ماركس وفريدريك إنجلز في مؤلَّفهما «الأيديولوجية الألمانية»، /نوفمبر 1845 – اغسطس 1846، بشكل عابر. وفي كتيبه غير المُكتمل عن «المسألة الدستورية في ألمانيا 1847، يستعملها فريدريك إنجلز- لأول مرة كمصطلح لتميز فئة خاصة من الطبقات عديمة الوضع الأجتماعى ويلاحظ بأنّ «البروليتاري الرثّ، لقاء حفنة من القروش، يقاتل بقبضتيه العزلاوين في المشاجرات بين البرجوازية والنبلاء، والبوليس ) أهم ما كان يميز فئة ”البروليتاريا الرثة“ عند ماركس إنها فئة تقع خارج علاقات الإنتاج الرئيسية في المجتمع (فلا تملك وسائل إنتاج ولا تبيع قوة عملها)، فهي توفر العيش لنفسها عن طرق مشبوهة وثانوية مثل السرقة والدعارة والقمار والتهريب والتشرد والقتل والسلب وغيرها. ومثل هذه الفئات موجودة في كل المجتمعات كما يشير ماركس إلى ذلك في “الأيديولوجية الألمانية” 1848، فقد وجدت في جميع العصور، والتي ظهرت بشكل واسع بعد إنتهاء القرون الوسطى، وكانت قد سبقت تشكيل ويفسر الطبيب المارتنيكى الأصل فرانز فانون الذى ناضل فى ستينات القرن الماضى مع الثورة الجزائرية ضد فرنسا ,البروليتاريين هم من الذين لايملكون ارضا ,والذين يطرح عليهم تزايد السكان مشكلة لاسبيل لحلها، يهجرون الريف ويفدون على المدن فيتكدسون في اكواخ الصفيح ويحاولون ان يتسربوا إلى الموانيء والمدن التي اوجدتها السيطرة الاستعمارية فيكونون هناك البروليتاريا الدنيا وبالضبط هذا ما يحدث حاليا فى السودان .
هذا هو التفسير العلمى الماركسى لهذه الطبقة التى كانت تتواجد فى الدول الصناعية ,اما فى دول العالم الثالث والسودان نموذجا لها ,فهذه الطبقة كانت موجودة فى شكلها الجنينيى منذ ان استقل السودان حتى نشوب الحرب الحالية ,ولكنها تفاوتت فى وضعيتها الآجتماعية حسب طبيعة النظام الحاكم, ففى عصر الأستعمار كانت غالبية الشعب السودانى تتساوى على صعيد المعيشة الأ من فئة البرجوازية "الموظفون" الذين يخدمون الجهاز الأدارى للاستعمار كما كان القانون صارما يحد من حركتها ولاتفكر فى الخروج عليه.
كانت البروليتاريا الرثة يستخدمها الأنجليز فى مهن منحطة وغير انسانية مثل نقل البراز البشرى للشماليين وهو ماجعل القس فيليب عباس غبوش يفوز فى ثالث انتخابات بعد سقوط نظام النميرى عام 85 عندما استغل هذا التاريخ الملوث ليحّرّض ابناء جلدته ضد الشماليين وليفوز فى الآنتخابات ,على ان هذا يتواصل مع نظاميين عسكريين النميرى والبشير اللذين ساهما فى توسيع هذه الطبقة عندما اهملا التنمية فى اجزاء كبيرة من القطر, ففى عهد النميرى شهد السودان اكبر مجاعة اصابت مساحات كبيرة من البلاد فأدى ذلك الى تدمير الزراعة والصناعات المرافقة لها وجعل الناس خصوصا فى غرب السودان يبحثون عن الحبوب فى بيوت النمل , فأضطر الألاف من السكان الهجرة الى العاصمة الخرطوم حيث الخدمات التى تقدمها الدولة ,ولعلاج هذه الظاهرة قام النميرى فى خطوة عشوائية غبية باستخدام سيارات الجيش لشحن هؤلاء المواطنون واعادتهم الى مناطقهم وتفريق العاصمة منهم كحل وهمى للمشكلة, ثم جاء دور نظام الأنقاذ الذى احدث زلزالا فى الخريطة السكانية بصناعة الحروب فى الأطراف والتدمير المنهجى لمشاريع هامة كمشروع الجزيرة نموذجا ,ومشاؤيع اخرى فاضطر الاف المواطنين الى الهجرة الى العاصمة بحثا عن الغذاء والخدمات الصحية, وكانت تلك الفاتحة لنمو طبقة البروليتاريا الرثة ,فتوزعت بين مهن هامشية مثل فرّاشات الخضار فى الأسواق ,وبيع الفواكه ,والماء البارد ,والمناديل الورقية فى تقاطعات الشوارع , وحراسات الخفراء باسرهم للمبانى التى لم تكتمل فنشأت بذلك "كيبوتات" كاملة اضافة الى انتشار ظاهرة التسوّل التى اتسعت بصورة مخيفة وضمت جنسيات من غير السودانيين .
ونظراً للفقر ونقص المهارات لدى الكثيرين من بروليتاريا العشوائيات، فالبطالة تتفشى بشكل كبير بينهم (وفقاً لدراسات قامت بها منظمة الصحة العالمية على الأحياء العشوائية والأحوال الاجتماعية والصحية فيها ). خصوصاً مع التنافس الكبير الموجود في سوق العمل. هذا الانتشار الكبير للبطالة يدفع العديدين للاتجاه للعمل غير المرخص لتأمين أساسيات الحياة خصوصاً مع التنافس الكبير الموجود في سوق العمل. هذا الانتشار الكبير للبطالة يدفع العديدين للاتجاه للعمل غير المرخص لتأمين أساسيات الحياة.
( وعلاوة على طبيعة الأعمال غير المرخصة فالعا ملون بها لا يتمتعون بأي تأمين صحي أو تأمينات اجتماعية مع أجور عمل منخفضة تمنعهم من التقدم نحو أوضاع مادية أفضل وتجبرهم على البقاء في حالة مستمرة الفقر المتفشي في هذه المجتمعات بالإضافة للبطالة وعدم القدرة على التقدم إلى الأمام والغياب الجزئي أو الكلي للقانون يدفع الكثيرين نحو العنف أوالانخراط في عصابات الجريمة المنظمة ) وهذا ماحدث بالضبط فى العاصمة الخرطوم عندما ماطلت اللجنة الأمنية لنظام البشير فى تسليم السلطة الى المدنيين حسب الوثيقة الدستورية واعقب ذلك انقلابها العسكرى الذى مهدت له بصناعة عصابات "تسعة طويلة والنقرز "لأظهار حكومة حمدوك بالضعف وانفراط الأمن فى عهدها
ثمة ماهو جدير بالملاحظة هو ان النهب الواسع الذى قامت به قوات الدعم السريع للبنوك والشركات والأسواق وفى الغياب الكامل لجهاز الشرطة وفرار مسئوليها الى خارج البلاد واختفاء الجيش نفسه دون حماية المواطنين فتح الطريق امام بروليتاريا العاصمة لتنتقم لنفسها فتمثل حقدها الطبقى مثلها مثل دهما قوات الدعم السريع فى اقتحام بيوت المواطنين فى كل انحاء العاصمة ونهب كل ما وصلت اليه اياديهم من اموال وحلى ذهبية وغيرها وتركوها خاوية على عروشها ونماذج لذلك اختص حى كافورى الأرستقراطى بالنصيب الأكبر فى عمليات النهب ,وكانت سبقت كافورى سمعة سيئة بانه ببعض قصوره الفاخرة سكن للكيزان الذين سرقوا اموال الشعب ,وعليه كان صيدا ثمينا شارك فيه حتى الخفراء وزوجاتهم واولادهم الذين كانو يحرسون المنازل تحت الأنشاء .
لم تقتصر عمليات النهب على المعدمين السودانيين فقط وانما بروليتاريا اخرى عابرة للحدود شاركت فيها , ففى غمرة الفوضى ونقلا عن شاهد عيان ان منطقة الجريف غرب شهدت قيام العشرات من اللاجئين الأثيوبيين والأريتيريين وجنسيات اخرى بعمليات نهب واسعة ,وصعب على مراقبين كثر تمييزهم من السودانيين فى ظل الغياب الكامل للشرطة والجيش وعلى لرغم من الظروف الأقتصادية المتفاقمة التى يعشيها السودانيون فأن الكثيرين من هؤلاء النهابين الأجانب اغتنموا فرصة الحرب وجربوا حظوظهم فى السرقة ليحققوا اهدافهم من الهجرة لخارج البلاد بعد ان حلوا مشكلاتهم المالية بتوفر قيم تذاكر السفر الى اوربا.
ان تزايد أعداد اللاجئين في السودان بشكل كبير فاقم من خطورة الوضع الأمنى فى العاصمة الخرطوم عندما شاركت اعداد كبيرة منهم فى "اوكازيون" النهب. وتشير وكالة غوث اللاجئين فى تقديراتها المتفاوتة ( يأتي الإثيوبيون في المرتبة الأولى من بين الجنسيات الأكثر لجوءا للسودان، إذ تتراوح أعدادهم بين 3 إلى 4 ملايين، يليهم اللاجئون من جنوب السودان الذين يقد عددهم بنحو 3 ملايين.
إضافة إلى الإثيوبيين والجنوبيين يحتضنن السودان أعداد كبيرة من اللاجئين اليمنيين والسورين. ولا توجد إحصائية دقيقة عن عدد اليمنيين، لكن بعض التقديرات المستقلة تشير إلى أن عددهم وصل إلى أكثر من 700 ألف خلال السنوات الأربع الماضية، غادر عدد كبير منهم إلى أوروبا وبلدان أخرى.)