جامعة إفريقيا العالمية .. عوافي!’
لو قيل لك: عليك أن تختار مؤسستين في السودان يحتاجان لغسيل بمسحوق (أومو) أو (رابسو) أو غيرهما من المنظفات القوية لقلت إنهما (جامعة إفريقيا العالمية) و(بنك كيت الإسلامي) الذي دخل على السودان من أول يومه (بالساحق والماحق).. وسنترك أمر هذا البنك إلى حين آخر.. ولنركّز الآن على هذه الجامعة التي نتحدث عنها بما رأينا منها، وكانت كما تواتر عنها وعن حكاياتها أنها ظلت حصناً للإنقاذ والإنقاذيين وجماعة الإخوان حتى قبل الإنقاذ.. أما بعدها فيمكن لك أن تتحدّث بما شئت (ولا حرج)..!
لقد ظلت هذه الجامعة تعمل بعيداً عن الضوء، ولا تفهم منها غير أن وظائفها كانت حكراً للإنقاذيين..! ولو علمتَ لماذا.. بالإضافة إلى (الخرمجة السياسية) والتفريخ الايدلوجي و(صناعة الكوادر) وما هو أبعد من ذلك..! فستعلم أنها ظلت (شونة للعملة الصعبة) و(الوظائف الدولارية) ولهذا يتكالب عليها الجماعة..! وبوسعك أن تستعرض الذين مرّوا على رئاسة إداراتها بالسنين الطوال (لا يبغون عنها حولا) فستجد بعض الإجابة..رغم أنهم يرون أنفسهم من أهل العلم والشهادات ومن دهاقنة الباحثين و"الاستراتيجيين".. فلماذا يا ترى لم يسعوا إلى توزيع علمهم ومعارفهم على بقية جامعات السودان الأخرى؟! إذن فإن هؤلاء الأطهار لا يحبون التعامل (بالعملة المحلية).. ولا يسيل لعابهم حتى للعمل في جامعة الخرطوم فهي (مع جلالة قدرها) لا توفر لأساتذتها مرتباتهم في مواقيتها ولا تعطي محاضريها وعلماءها إلا تراب الفلوس.. والأنكى من ذلك بالجنيه السوداني..!
كيف يتم اختيار أساتذة هذه الجامعة؟ وهل هي (مقاطعة) خالصة للإخوان والمؤتمر الوطني والإنقاذيين وحوارييهم؟ أم أنها جامعة لها ارتباطات وتمويلات خارجية ومكونات محلية ولها مالية وميزانية معلومة يتم تقسيمها بالقسط كما هو شأن الجامعات المحترمة بين مرتبات الأساتذة واستحقاقات الطلاب وحاجة المكتبات والمعامل والأنشطة الأكاديمية الموازية..؟ ما حقيقة طلابها؟ ولماذا هم من (سنخ واحد)؟ ومن أين يأتون؟ وما هي الجهة التي تشرف على هذه الجامعة؟ وما علاقتها بمؤسسات التعليم العالي؟ وما حقيقة مناهجها؟ وإلى أين يذهب طلابها؟ ولماذا يعتبرون في كثير من الأحوال من (مخزونات الوقود) الذي تحتاجه جماعة الإنقاذ والإخوان والمؤتمر الوطني لتشحن به الساحة المحلية وتعترض به طريق الديمقراطية التي تريد الفكاك من الشمولية وتسعى لتعبيد طريق التعافي وتغيير وجه الحياة في هذا الوطن؟
هل تسير إدارة هذه الجامعة على نهج التعليم الحر وتلتزم الشفافية؟ أم تُدار كل أمورها (كتّامي) حتى تظل بقرة حلوباً لبعض الناس و(ماكينة سحب) لاستدرار العملة الحرة ..؟! وما حقيقة إدارتها الآن؟ ومن يقف على رأس إدارتها؟ .. الخشية أن تكون الإجابة أن مديرها الحالي هو صاحب (القول المأثور) بأنه لن يسمح للإخوة الجنوبيين بعد الانفصال بـ(حقنة واحدة في العضل)..! مع أن علاج الإنسان في أي بقعة في العالم لا يخضع للعِرق والانتماء والجهة.. دعك أن هذا البروفسيور كان يتحدث عن شركاء الوطن بمثل هذه اللغة التي يخجل أن يقولها (هولاكو المغولي) لواحد من أعدائه الألداء من منسوبي جنوب غرب آسيا..!! هذه الجامعة تحتاج حالاً الآن إلى أكثر من دورة غسيل بالمنظفات والمطهِّرات القوية وإلى رشحات مركّزة من(الديتول) النفاّذ..!
murtadamore@yahoo.com