جبريل / مناوي خيانة أم غباء وعدم نضج ؟!

 


 

محمد الربيع
20 November, 2023

 

وما قتل الأحرار كالعفو عنهم - ومن لك بالحرّ الذي يحفظ اليدا
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته - وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ووضع الندا في موضع السف بالعلا - مضرٌ كوضع السيف في موضع الندي
،،،، أبو الطيب المتنبيء ،،،،

✍️الموقف الأخير الذي أعلنه جزء من مجموعة سلام جوبا بقيادة وزير المالية جبريل وحاكم إقليم دار فور مناوي بترك الحياد "المعلن" منذ بداية الحرب وأعلان الوقوف علناً في صف الجيش وقتال الدعم السريع لم يكن مفاجئا للكثير من المراقبين الذين يراقبون عن كثب تصرفات الرجلين منذ اليوم الأول للحرب التي أشتعلت في الخامس عشر من أبريل الماضي ،، وما إتخاذ موقف الحياد إلّا تمويهاً ونفاقاً لأن أفعالهم تكذب موقفهم ، لأن من يمارس السياسة لا يحتاج لذكاء ليدرك موقف الرجلين الحقيقي ،،

🔥فإذا عدنا إلي إتفاقية سلام جوبا فما كانت لها أن تنجح ويتم التوقيع عليها لولا موقف الفريق محمد حمدان دقلو الذي ضغط بقوة بإتجاه إنجاز هذا الهدف بغية إيقاف الحرب في غرب السودان وقال بوضوح للبرهان وبعض أحزاب قحت الرافضين للسلام : أذهبوا لملاقات حركات الكفاح بأنفسكم علي تخوم الشمال وأبواب الخرطوم فأنا لن أقاتل إنابة عنكم مما إضطرهم علي الموافقة ! وعندما جاءوا لتوزيع المناصب فإن الفريق حميدتي هو من أصرّ علي أن يتولي رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم حقيبة المالية حيث كان موقف الفريق البرهان رافضاً تماماً وإقترح للفريق حميدتي أن يكون وزير المالية من مكونات "عرب كردفان" إلا أن الفريق حميدتي رفض الفكرة وأصر علي جبريل وقد كان!!
إلا أن الرجل ذو الخلفية الإسلامية والمسكون بكوابيس معركة قوز دنقو يبدو أنه لا يزال أسيراً لماضيه الأيديولوجي وهزيمته النضالية في قوز دنقو فإرتمي بكل ذلة في أحضان من إغتالوا شقيقه بعد أن نعتوه بأنه أجنبي تشادي !! ومن تنازل عن دم شقيقه لا تتوقع منه عهداً مسئولا !
أما منصب حاكم إقليم دار فور الذي تقلّده رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي فما كان له ذلك لولا إصرار وموقف الفريق حميدتي أيضاً !! فإذا سلمنا بأن موقف جبريل (الكوز) يعتبر عادياً فموقف مناوي هو الأغرب لمناضل يعلم علم اليقين بأن مشكلة السودان الأزلية هي في عقلية العصابة التي ظلت تحكم منذ الإستقلال وجاءت الفرصة لإقتلاعها نهائياً وبناء دولة المؤسسات والحقوق المتساوية ،،، فهل نسي مناوي أو تناسي الإساءات العنصرية التي تعرض لها بعد أبوجا وخاصة في كتابات وعبارات الخال الرئاسي الطيب مصطفي في عموده "زفرات حري" ؟؟!!

☀️فقد كتب الطيب مصطفي بتاريخ ٣١ ديسمبر ٢٠٠٩ مقالاً بعنوان : مناوي وخريف أبو السعن ، جاء فيه ما يلي
"يا سبحان الله فالرجل الذي حصل علي ما لا يستحق وأصبح بدون أدني مؤهلات، الشخصية الرابعة في هرم السلطة في الدولة ويريد (كمان) أن يصبح جزءاً من مؤسسة الرئاسة !! ثم واصل الخال الرئاسي قائلاً "بالله عليكم هل من شيء يضحك ويبكي "ويمغص" أكثر من ذلك؟!! رغم أنه لا يستحق منصب وكيل وزارة لا من حيث المؤهلات الشخصية ولا من حيث المؤهلات الأخري"!! إه
وهناك الكثير من العبارات الموغلة في العنصرية والإساءة الشخصية مثل (وسخ القصر وعبارته المشهورة : أن مكان مناوي ليس القصر بل يجب أن يبيع الترمس في مايو والحاج يوسف"!! وعلي الرغم من أن هناك كتاب تصدوا للخال الرئاسي مثل أحمد قارديا خميس لكن ذلك لم يمنعه من الإستمرار في الهجوم والعنصرية مع تماهي و "صمت رضا" من طرف كتاب المركز!! هل تناسي مناوي كل ذلك ومعه موقف أحزاب المركز بعد ثورة ديسمبر ثم موقف البرهان المتعنت ضد سلام جوبا؟؟؟ إذن أنت تملك ذاكرة سمكة وإحساس متبلد وقلبْ ميّت !!!

✍️إن موقف جبر/مناوي اللذان حاربا دولة ٥٦ عشرين عاماً وقتلا وشردا أهلهم في المعسكرات يعتبر بيع للقضية وخيانة للدماء والأرواح وغباء سياسي وإستراتيجي لأن العدو الحقيقي بالنسبة لهم هي الدولة المركزية ٥٦ وليس الدعم السريع أما موقفهم من الفريق حميدتي فهو خيانة وسوء طوية مزدوجة وعدم حياء وغياب ضمير ونكران الجميل وقد كتبا نهايتهما بأيديهما وخاصة مناوي لأن جبريل أصلاً بلا جيش وبلا كادر سياسي محنك بعد ذهاب مجموعة دكتور سليمان صندل فضلاً عن أنه كوز معروف بالغدر والخيانة وتنازل عن دم أخيه إرضاء لشيوخ أيديولوجيته !! اما مناوي فهل أنضامك في الدقيقة تسعين تستطيع إنقاذ فريق مهزوم عشرة صفر أمام خصم منظم ومكتمل الصفوف؟؟ وهل لو تسني للجيش الإنتصار مثلاً هل يقبلك ياسر العطا الذي طالبك بالرحيل إلي تشاد حيث "جنسيتك الثانية"؟؟! أم يقبل بك عمسيب وحياة عبدالملك؟!
إنها الشقاء وسوء الخاتمة ،، ولكن ……..
أبوكم آدم سنّ المعاصي - وعلمكم مفارقة الجنانِ

 

m_elrabea@yahoo.com

 

آراء