جلسة ذات المستندات نفخت الروح في محاكمة مدبري انقلاب ال ٣٠ من يونيو !!

 


 

 

عن طريق الخطأ وجدت امامي شاشة التلفزيون المسمي زورا وبهتانا بالتلفزيون القومي وكانت تعرض واحدة من وقائع محاكمات مدبري انقلاب الكيزان المشؤوم .
قلت لنفسي اتفرج علي هذه المهزلة التي تطاولت وكادت أن تدخل في عالم النسيان لدقائق معدودة ثم انصرف الي القنوات الفضائية الجادة .
بعد مشاغبات كمال عمر وسبدرات ومعهم زميل آخر في هيئة الدفاع وكان اداؤهم غاية في التدني وكثر اعتراضهم علي رئيس المحكمة بصورة همجية لاتليق برجل عادي ناهيك عن رجل قانون خاصة كمال عمر الذي كانت تصرفاته سوقية ويتحدث من غير إذن وعندما يطلب منه الجلوس لا يستجيب ويتجاهل النداءات الموجهة إليه في استهتار واضح ويات من الحركات مما يثير ضحك الحضور وهو وسبدرات سيان جعلا من الجلسة سيركا هنديا .
غايتو القاضي صبر عليهم كثيرا ولا يدري المرء ماذا يريدون بالضبط هذا الثالوث المكون لهيئة الدفاع ولا تسمع منهم غير ترديد كلمة المستند وكأنهم تلامذة صغار في روضة ماما صفية !!..
للحقيقة والتاريخ كان أداء هيئة الاتهام غاية في التهذيب وتقيدوا بروح القانون ولم يكلفوا رئيس المحكمة اي مشقة في التعامل معهم .
بدأت الجلسة بعد أن كانت مملة رتيبة مثل قطر نيالا زمان تنتعش ودبت فيها الروح لما عرض فلاش ظهر فيه علي الحاج بالجلباب والطاقية يخاطب جمهور في سرادق وقال بالحرف الواحد :
( مذكرة الجيش للصادق المهدي كانت انقلابا ونحن انقلبنا علي الجيش ) !!..
وأيضا عرض فديو لبرنامج الكشاف تقديم الصحفي ضياء الدين بلال وضمت الحلقة ضيوف كثر ادلي كل منهم بدلوه حول انقلاب الكيزان علي الشرعية وكان ابراهيم السنوسي بسذاجته المعروفة يقول :
( لو لم نبادر ونستلم السلطة لأخذها منا البعثيون والشيوعيون ) !!..
هكذا وبكل بساطة تحدث السنوسي وكأنه ورث ومعه الكيزان ارض السودان من أجدادهم !!..
وفي الفيديو ظهر امين حسن عمر بكلامه غير المفهوم وكأنه مازال في طور من يتعلم الكلام ورأينا الطيب زين العابدين وهو يحكي عن مبررات شيخهم الترابي لانتزاع السلطة .
وكان بابكر فيصل وفيصل محمد صالح بالمرصاد وبالكشف المبكر لاي محاولات زائفة من السنوسي وعبد الرحيم حمدي لجعل انقلابهم المشؤوم يمشي علي ساقين .
واضحكني عبد الرحيم حمدي وهو يحاول تعليل التمكين الذي أتت به الإنقاذ وقال عنه أنه ليس بدعة انقاذية وضرب مثلا بالحزب الفائز في امريكا الذي يستبدل الطاقم الحاكم القديم بطاقمه دون أن يستنكر أحد ذلك .
ولو أن الكيزان دخلوا الحكم بغير الانقلاب الذي دبر بليل لا مانع أن يتمكنوا حتي الثمالة !!..
المهم أنني ورغم عزوفي عن مشاهدة فضائية السودان تسمرت أمامها لمدة ساعتين بالتمام و الكمال بسبب الفيديوهات التي أمرت المحكمة بعرضها رغم اعتراض بهلوانات الدفاع وعلي رأسهم سبدرات وكمال عمر وقد اديا دور ممثل كوميدي من الدرجة الثالثة !!..
علي العموم هذه المحكمة التي ستدخل كتاب جينيس في استغراقها لزمن أكثر من اللازم وليس معروفا متي يسدل ستارها وكان الله في عوننا جميعا وكل الاحتمالات تشير أن هؤلاء الانقلابيين سيحصلون علي البراءة مع التعويض و ( لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ) .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com

////////////////////////////

 

آراء