جمهورية اللصوص والزبالة

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
زورق الحقيقة

ليل وصباح الشتاء في الخرطوم بارد قليلا والنهار نصف حار ونصف بارد مع شمس عامودية ساطعة هكذا ولجنا لبوابة المسجد والفوضىتعم المكان و الذباب و بقايا بخور عالق تبركا و عربات تقف من غير انتظام واكوام تراب ومباني استثمارية داخل المسجد لم تكتمل، ففوضىالمكان هي العنوان وسيدات يجلسن واطفال في انتظار الصدقات وصوت موسيقى في الخارج من رقشة عابرة بصوت فنانة تردد اغنيةهابطة والاذان يشق عنان السماء.

خلعنا جزمنا وحملناها داخلا وعليك ان تضع واحدة في صندوق والاخرى في صندوق اخر خوفا من لصوص الاحذية فالكل في المسجديذكرون الله وعينهم على احذيتهم، فتأملت في الامر فكيف يكون ذلك في دولة مسلمة ولا تستطيع الثقة في المؤمنين الا يسرقوا حذاءك منالمسجد ولا تضمنهم على حذاءك فلماذا وصلنا لهذا الدرك. نفس الشيء ينطبق على التلفون فالتوصية بالا تخرجه وانت في قارعة الطريقخوفا من الخطف ولانه مصدر للنقد السريع على وزن الدعم السريع اليس كل شيء سريعا في هذه الديار فالكل يريد ان يغنى سريعا سواءلصوص الجزم والتلفونات ام لصوص السياسة.

فعند دخول اي من احياء الخرطوم تجد شاهق العمارات والفلل وعدد كبير تحت التشييد وتسأل نفسك من اين لهم هذا ولا يمكنك سؤالالحكومة والبعض يقول ربما من الذهب وفساده والبترول واختلاسه والحكومة و احتلابها فسالت عن تقديرات الاسعار ففي الاحياء الراقيةتبدأ المنازل بسعر المليون دولار وتتكوم الزبالة امام المنازل والاسواق والشوارع فمنظر العاصمة والمدن عبارة عن كوشة كبيرة مشيدة فيهاغالي المباني وتجوبها غالي السيارات و تمتلي بعالي الاكوام الزبالية وبقايا التشييد.

هنالك فيديو متداول لشاب سوداني نظف الكوشة والميدان بالقرب من المنزل وايضا مبادرة من بعض السفارات حيث تطوعوا و نظفواالشوراع فلماذا لا تتضافر الجهود الشعبية والرسمية لنظافة البلد من الادران وتكون مهمة الحكومة القادمة النظافة ثم الماء النظيف لكلمواطن ثم التعليم والامن كاهداف واضحة وبسيطة.

في مدينة ربك في منتصف السوق وقفت عربة الزبالة وحولها دكاكين وباعة لكل شيء من الصابون للفواكه بعد ان استدارة الشمس كرغيفخبز وايضا الخبز، السائق داخل العربة وخلف العربة كوم زبالة كبير وهنالك نسوة في المدينة يحملن القفف ويملأنها بايديهن ثم يضعنها فيسيارة الزبالة كعاملات والكل حولهن مشغول بالبيع والشراء فهذا المنظر لا تجده الا في هذه الديار، فبدلا من ذلك يمكن للمحلية استيرادمعدات معروفة عالميا لوضع الزبالة وتحملها العربة بدون تدخل بشري. مع تعرضهن لكل الامراض مثل الكبد الوبائي وغيره. ايضا يجباعادة الصحة العامة وملاحظ الصحة بإلاضافة لتنظيم الاسواق والزام الجميع بان ينطف امام الدكان والمنزل لعدد محدد من الامتار اوسوف يكون هناك ايصال يضاف لفاتورة الماء او الكهرباء. فانا لست خبير ولكن الدولة يمكن ان توفر كثيرا لو حلت موضوع النظافة لان اغلبهذه الامراض مربوط بالنظافة وصحة البيئة.

اضف الى ذلك قطوعات الماء والكهرباء ففي الحي الذي نسكن اختفى الماء لمدة ثلاثة ايام حسوما ولا محاسبة ولا مسئولية ويضطر الناسلشراء الماء بالكارو وفي الغالب من الترع لذلك عادت البلهارسيا و تجد تشخيص كثير لجرثومة المعدة والتيفويد والملاريا فالبعوض يحتل المدنبالكامل فهذه امراض تجاوزها العالم والنخب مشغولون بالمحاصصة وتوزيع الثروة والسلطة في بلد انهك اهله المرض والجوع والفساد وكلشيء يباع ويشترى.

لماذا عجز العقل السوداني عن ايجاد حلول لادارة الدولة و حل المشاكل البدائية ولا تجد نقاش عن كيف ننظف بلدنا والاستغراق فيالسياسي المباشر انهك الجميع واهملنا النقاش حول سياسات فاعلة لحل كل القضايا بما فيها السياسية واصبح العقل السياسيالسوداني مشغول بتكفير الاخر سياسيا وتحطيمه و تخوينه. فمشاكل وسط العاصمة حيث الاستقرار ليست مشاكل الاطراف والريف. ايهاالساسة نظفوا انفسكم وبلدكم.
١١ يناير ٢٠٢٣م

abuza56@gmail.com
////////////////////////

 

آراء