جميلة ومستحيلة..

 


 

عثمان ميرغني
10 February, 2009

 

حديث المدينة
عثمان ميرغني
0sman.mirghani@yahoo.com 
إيجاد وكيل واحد للحديث باسم أهل دارفور، أمر مستحيل.. ولو ظنت حركة العدل والمساواة أنها على قدر طول ماسورة بندقيتها يمتد تفويض أهل دارفور لها.. فسترتكب نفس خطأ من سبقوها..
في مفاوضات الدوحة الجارية بين الحكومة حركة العدل والمساواة.. اتفاق غير مكتوب على تمثيل الحركة لأهل دارفور جميعاً.. وافتراض – غير مكتوب أيضا –أن الوصول لاتفاق مع العدل والمساواة يعني إنهاء مشكلة دارفور.. هذا خطأ بواح.. والبرهان على ذلك من تجربة مفاوضات أبوجا..
في مفاوضات أبوجا كانت حركة العدل والمساواة الثالثة من حيث ترتيب الثقل العسكري والسياسي.. تأتي بعد حركة جيش تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور.. ثم جناح مني أركو مناوي.. وكانت الحكومة تهتم بالوصول الى اتفاق مع عبد الواحد محمد نور باعتباره الأقرب والأقوى.. لكنها في نهاية المطاف وفي اللحظات الأخيرة نال مني أركو مناوي السبق ووصل الى القصر الجمهوري قبل عبد الواحد..
لحظتها افترضت الحكومة أن القوة الأكبر في الميدان سالمت وخرجت من المعركة.. وأن البقية الباقية من الحركات تلعب على هامش (تحصيل الحاصل) وأنها كرها أو طوعا ستأتي لاحقا..
لكن بمرور الأيام بدأت موازين القوى تتبدل.. العدل والمساواة التي كانت ثالثة في الترتيب صعدت بسرعة إلى الأولى.. بعد أن خلا لها الميدان العسكري.. وانزوت حركتا جيش تحرير السودان..
والآن في الدوحة تفاوض حركة العدل والمساواة باعتبارها الأكبر والأقوى في الميدان والساحة السياسية معاً.. لكن يبقى السؤال.. إلى متى سيظل ذلك صحيحاً؟؟ التجربة أكدت أن الاجابة على هذا السؤال ليست حكرا على القادة السياسيين في الحركات وحدهم.. بل ربما للقواعد.. قواعد الحركات خاصة من حملة السلاح.. الكلمة العليا والفيصل..
عندما تصل الاتفاقات الى المحطة الأخيرة.. ويصل القادة الكبار الى مطار الخرطوم.. وتستقبلهم الأفراح.. ثم ينالون نصيبهم من الكراسي في القصر والبرلمان وبقية المتاح من السلطة.. بينما يظل القابضون على البنادق في نفس خنادقهم.. يأكلون الخطب ويشربون التصريحات ويتفرجون على (عز) ووجاهة القادة.. عندما تتحرك المشاعر.. والولاءات.. وتفتح أبواب التسجيلات.. في حركات قديمة.. او جديدة..
من الممكن أن تنجح مفاوضات الدوحة في فتح الطريق أمام التسوية السياسية.. بشرط واحد.. إذا استهدف المتفاوضون حل مشكلة شعب دارفور.. لا حل مشكلة قادة الحركات.
http://hadithalmadina.blogspot.com
 

 

آراء