جنوب السودان الغني بالنفط يواجه نقصا حادا في الوقود

 


 

 


بقلم تشارلتون دقي/وكالة انتر بريس سيرفس

جوبا, يونيو (آي بي إس) - يواجه جنوب السودان، الغني بالنفط، نقصا حادا في الوقود منذ بضعة أسابيع سابقة علي إستقلاله، ما إضطر العديد من محطات الوقود إلي إغلاق أبوابها وإصطفاف مئات الأهالي طيلة ليالي كاملة أمام تلك التي لا تزال مفتوحة.
وأثر نقص الوقد علي جميع جوانب الحياة في جنوب السودان. فقد أغلقت العديد من المكاتب أبوابها في الأسبوعين الماضيين في عاصمة الجنوب جوبا، أو فتحت أبوابها لنصف ساعات النهار فقط لعجزها عن العثور علي الوقود اللازم لمولدات الكهرباء.كما أضر بقطاع النقل بما فيه سيارات الأجرة الخاصة.

وأدى نقص الوقود أيضا إلى إرتفاع أسعار البنزين من 1،10 دولار للتر إلي نحو دولارين. وفي السوق السوداء، بلغ سعر اللتر 10 دولارات.

هذا ولقد ألقي المسؤولون الحكوميون والعاملون في مجال الخدمات الإنسانية ووسائل اعلام المحلية علي سلطات شمال السودان، بمسؤولية نقص الوقود والغذاء منذ مايو الماضي.

وصرح يين ماثيو شول، المتحدث باسم الحزب الحاكم في جنوب السودان، الحركة الشعبية لتحرير السودان "لقد أغلقت حكومة الخرطوم طرق التجارة على الحدود بين الشمال والجنوب. والهدف من هذا الحصار هو إستثارة المواطنين في الجنوب... إنهم يريدون أن يقول المواطنون ان الحكومة التي تقودها الحركة الشعبية فشلت حتى في توفير الوقود في جنوب السودان".

ونفت حكومة شمال السودان انها فرضت حصارا ما على الجنوب، بينما ألقت مصادر في القطاع الصناعي اللوم علي حكومة جنوب السودان لفشلها في إعطاء الأولوية لتوريد مثل هذه السلع الأساسية، فضلا عن المعركة الدائرة مع الموردين بشأن التحكم في أسعار الوقود.

ويشار إلي شركات النفط الدولية -بما فيها شركة البترول الوطنية الصينية والشركة الهندية للنفط وموارد الغاز الطبيعي وشركة بيرهارد الوطنية للنفط من ماليزيا- تتولي حاليا ضخ النفط في السودان الذي يتركز أساسا في الجنوب.

هذا ولقد فرضت الحكومة في منتصف شهر مايو الماضي حدا لسعر الديزل والبنزين على حد سواء بحوالي 1.90 دولار للتر الواحد.

فأعلنت شركات النفط ومن بينها "إميناتو غاز" و"هاس للبترول" وغيرهما، ان هذا القرار غير عادل ويعني أنها ستخسر في مبيعاتها للوقود. وشكت من أنها تدفع بالفعل ثمن تضخم الأسعار للحصول على الوقود من مورديها الكينيين وتعاني من الضرائب الثقيلة المفروضة علي استيراده.

ويذكر أن شركات النفط تستورد وقود الديزل والبنزين والكيروسين من كينيا، وهي الأقرب من الخرطوم، عاصمة شمال السودان، وإن كانت تستورد أيضا بعض البنزين من شمال السودان.

هذا وقالت مصادر اشترطت عدم ذكر اسمها خشية انتقام الحكومة، أن الموردين أوقفوا استيراد الوقود من شرق أفريقيا ولن يستأنفوه حتي تنهي الحكومة الرقابة على الأسعار.

فصرح ديفيد لورو غوبيك، وكيل وزارة الطاقة والتعدين في جنوب السودان أن الحكومة لن ترضخ لهذا التهديد. "من الصعب بالنسبة لنا أن توافق على ذلك لأن الحكومات في جميع أنحاء العالم لها اليد العليا في مراقبة الاسعار".

وأكد "لذا اعتقد ان الحكومة ليست مستعدة لأن تسمح لهم (الشركات) بحرية تحديد الأسعار، لأن هنا توجد حكومة مسؤولة يجب أن تتحكم" في الأسعار.

بالإضافة إلى ذلك، طالب موردي النفط حكومة جنوب السودان بأن تحول لهم العملات الأجنبية من بنك جنوب السودان الذي يتمتع بسعر صرف الدولار جيد. لكن الحكومة رفضت الطلب قائلة انها تفتقر الى ما يكفي من العملة الأجنبية.(آي بي إس / 2011)
///////////////
//////

 

آراء