جوبا وااي

 


 

صفاء الفحل
6 September, 2023

 

عصب الشارع -
كان الفلول يعتقدون أو كما كان يحاول إعلامهم تصوير ذلك في ظل التخبط الذي يعانية سندهم (الأخير) رئيس لجنتهم الأمنية البرهان أن محطة جوبا ستخرج لهم بالحل الأمثل الذي عجزت عنه مصر بخبرتها الطويلة في (المراوغة) والإتحاد الأفريقي الذي قال كلمتة وصمت والإتحاد الأوربي الذي ينتظر نهاية هذا اللف والدوران الطويل وأمريكا التي تضع السكين علي خاصرة العسكر والجنجويد في انتظار ان تدفعهم الي حتفهما ونهايتها ودول الخليج التي تنتظر نهاية هذه (الدوخة) للعودة الي طاولة الحوار في جده ويتابعون هذه الفرفرة وهم يعلمون أن لا طريق آخر غير ذلك، إلا الإنتحار الكلي.
والفلول أنفسهم يعلمون بأن (جوبا) التي دخلوا معها في حرب ضروس لسنوات طويلة وذاقت مرارة تآمرهم وعرفت دهاليز خبثهم لايمكن ان تكون أفضل وسيط لحل الحرب بل كان عليهم القول أن لامكان في الكرة الارضية يمكن ان يستمع إليهم بعد أن لطخوا سمعتهم التفاوضية في الوحل وإكتسبوا عداء الجميع في سبيل إصرارهم فرض هيمنتهم على الجميع ومحاولة تغطية عين الشمس بالغربال أو أنهم يمكنهم من خلالها التعامل مع قائد الجنحويد بعيداً عن منبر جده لكسر تعنت العالم كله حول ذلك المنبر وهذا ما لن يستطيعوا الحصول عليه رغم رشوح اخبار عن مقابلة البرهان لوفد من الدعم السريع بجوبا ودخلها في وساطة بين الطرفين.
والواضح خاصة بعد عدم صدور بيان مشترك كالعادة الدبلوماسية أن التعويل على جوبا وضرورة الخروج منها ببعض المكاسب أصبح أمراً غير وارد ولكنه رغم ذلك ضروري خاصة بعد الرسالة الواضحة والذكية التي أرسلتها (الدوحة) قبل وصول البرهان إليها حيث كان من المفترض حسب البرنامج المعلن أن تكون المحطة القادمة لكنها سبقت الامر بإستضافتها وفد من الحرية والتغيير والسماح له باقامة ندوات ولقاءات في إعلان صريح بانها تقف في الحياد وأن أحاديث الإعلام الفلولي بتأييدها لإستمرار الحرب لا مكان له من الصحة وأصبح على البرهان أن يصل الدوحة لايقاف الحرب وأن لا ينتظر منها دعماً لاستمرارها أو إستمرار العسكر على سدة الحكم أو المساهمة في عودة الفلول كما كان مخطط له
ويبدو ان ورقة جوبا أو الورقة الأخيرة في مراوغات الفلول قد تحولت الي كابوس رغم أن عليهم إستغلالها إلى أقصى حد ممكن، فمن الواضح أنه في حال فشلهم في الخروج منها بالمفيد فإنه لايكون امامهم سوي حلان وهما إما الإستمرار في هذه الحرب العبثية دون النظر لمآلات هذا الإستمرار حتي لو قاد ذلك إلى حرب شاملة سيدفع المواطن البسيط ثمنها غالياً وقد تودي إلى تمزيق الوطن وهو ما لن يسمح به حتي لو أدى إلى التدخل الخارجي او الإمتثال للحل العقلاني بالعودة إلى مباحثات جده والاستسلام لمطالب الشعب بحكومة مدنية وخروج طرفي النزاع من المعادلة السياسية وما يتبع ذلك من خطوات لصناعة جيش واحد واعادة الإعمار وإستكمال المفوضيات إستعداداً لإجراء إنتخابات حره ونزيهة وشفافة بعد عامين فهل يعقل الفلول ام ينتحرون..
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة

 

آراء