حانت ساعة الصفر بأن نكون او لا نكون

 


 

 

مضي علي ثورة ديسمبر المجيدة وسقوط نظام الإخوان البائد أربعة اعوام ومازالت الأمور تراوح مكانها بسبب فشل النخب السياسية التي اغلبها من الانتهازيين النفعيين الذين يبحثون فقط علي تحقيق مصالحهم الخاصة علي حساب الوطن.

السودان ابتلاه الله بأهله الذين عميت عيونهم عن خيراته وماتت ضمائرهم بالاخلاص لرفعته .. الحسد والعياذ بالله يملأ قلوب الكثيرين وتكسير النجاح أصبح ديدن الشامتين حتي أصبح الفاشلون هم من يتقدمون الصفوف والجهلاء من نستقي منهم النصح والمنافقين هم رجالات الدين .. اي بلد ستكون له قائمة وهذه شاكلة أهله؟!

سقطت طغمة الكيزان بعد ان عاثت فسادا لمدة ثلاثة عقود متوالية أهلكت فيها الحرث والنسل وقسمت البلاد واهدرت الموارد وباعت الأصول ولم يتبقي لها غير تجارة الرقيق وتصدير البشر حتي تخلو البلاد من أهلها.
ولأن السودان بلد العجائب والمحن نري اليوم فلول العهد البائد تنشط وتعمل في نشر الفتنة والاشاعات لتشتيت قوي الثورة الحية. لم تستحي تلك الفلول من كل الجرائم التي اقترفتها في حق البلاد والعباد بل ارادات من الشعب ان يتناسي الظلم الذي لحق به والقتل الذي وقع عليه كأنما كان ذلك حق يجب أن يمر بدون عقاب.

اليوم نري بعض معتوهي الفلول من شاكلة كرتي، الجزولي، الناجي مصطفى، انس عمر .. الخ، يصرخون ويهددون قوي الثورة بالويل والثبور اذا تم تجاوزهم بعدم اشراكهم في العملية السياسية التي تجري الآن وتشارف علي نهايتها ..
سبب ظهور طغمة فلول العهد البائد يرجع لتهاون النخب السياسية التي تصدرت قيادة الثورة والتي شغلت نفسها بالخلافات السطحية وتركت الباب مواربا للاعداء.

ليس هناك سببا واحدا ان لا يلتف الناس حول هدف واحد وهو اسقاط الانقلاب وتفكيك التمكين الذي اقعد تقدم البلاد. للاسف صناع الثورة يتشاكسون ويخونون بعضهم البعض والاعداء ماضون وهم متحدون ومصممون علي إسقاط اي مشروع يهدف لزوال حكمهم .. لقد أصبح صوت الفلول يعلو يوما بعد يوم بينما صوت الثوار يخبو يوما بعد يوم والسبب هو حالة التشرذم وعدم الإتحاد بالاتفاق علي آلية حسم الانقلاب وكنس فلول العهد البائد.

د. عبدالله سيدأحمد
abdallasudan@hotmail.com

 

آراء