حزب الأمة الجديد (بوليتيكا معقدة)!! … بقلم: جمال علي حسن

 


 

 

 

تفاعلات الصراع داخل حزب الأمة تمضي لانتاج واقع جديد وغريب جداً فتجمع شتات المختلفين مع حزب الصادق وابنائه كما يسمونه لايمكن تلفيقه في موقف واحد الا عبر نظرية (إن المصائب يجمعن المصابينا) فحزب الأمة الجديد يبدأ من عمق النظام الحاكم مسار ونهار ودكتور الصادق الهادي عابراً بمساحة ضبابية من حيث الموقف من الحكومة ويمثلها مايسمى بالتيار العام وجماعة مادبو حتى يبلغ هذا الكيان الجديد عمق اعماق المعارضة ممثلة في مبارك الفاضل المهدي الذي يمد يده لمسار ونهار من داخل كيان أحزاب جوبا واحزاب المعارضة..

حالة تستحق الإنتباه لها ومحاولة الإستفادة من وفاقها الطارئ في تدعيم اتجاه الوفاق السياسي بين الحكومة والمعارضة في سودان مابعد الانتخابات .

ثم انها وبقراءة أخرى تعد اخطر محاولة لعزل حزب الأمة القومي بقيادة السيد الصادق المهدي بطريقة تجعل الشكوك تغزو الاذهان بان مايتم هو عمل سياسي مخطط لخلق تحالف تكتيكي مؤثر لعزل الصادق المهدي من الساحة السياسية حين يتم تفريغ حزبه وبلورة حالات الخلاف والتشتت بداخله في جسم جديد تسهل مهمة توظيفه لضرب الصادق أشد الضربات ومن الداخل ..

كل هذه البدهيات في قراءة هذا الموقف الجديد تكون سابقة لعدد من الاسئلة الساخنة لقيادات الكيان الجديد ..

هل سيتنازل المشاركون للحكومة عن موقفهم تكتيكياً لصالح غير المشاركين والمعارضين ..؟ أم سيحدث العكس تماماً ويقبل مبارك ومادبو الانتماء الى حزب مشارك في الحكومة بشكل واضح ممثلاً في مسار ونهار والصادق الهادي أم يحدث  أمر آخر بقبول مبارك الفاضل الخوض في تجربة الحزب الجديد بنظرية الاحتفاظ بالمواقف حسب الواقع القديم ..؟؟

إن كل الخيارات والبدائل المتوفرة لاتخلو من المخاطرة بعد ان توصف بانها تحتم تقديم تنازلات من الاطراف المختلفة ..

إن حزب مادبو ومسار ونهار لن يكون بعيداً عن اعين المؤتمر الوطني للإستفادة والتوظيف الا إذا كان المؤتمر الوطني قد فقد حاسته السياسية بالكامل ..

والارجح أن يحدث ترتيب داخلي للسماح للهندس مسار ونهار كي يغادرا محطة المشاركة على الوعد والترتيب بعودة ظافرة بالمكاسب السياسية حسب قراءتنا لما يحدث الآن ..

لأن الخيار الثاني سيكون هو قبول مبارك بمشاركة غير اصيلة تماشياً مع موقف مسار ونهار والذي كان مبارك الفاضل قد غادره من قبل برغبة أو بدون رغبة بعد ان تم اعفاؤه من منصب مساعد رئيس الجمهورية قبل سنوات ..

jamal abbass [jamalgo2@hotmail.com]

 

آراء