حكومة المشروع الحضاري تستجدي الكيان الصهيوني
bresh2@msn.com
بسم الله الرحمن الرحيم..
كان جواز السفر السوداني الذي تم استبداله مؤخراً بجواز إلكتروني ، يسمح السفر به إلى كل الدول عدا إسرائيل بإعتبار أنها عدو العرب لإغتصابها وابتلاعها للأراضي الفلسطينية ، وأن القرار السوداني جاء تطبيقاً للقرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية التي تدعو إلى مقاطعة الدولة العبرية دبلوماسيا وسياسيا وثقافيا ووووالخ.
ورداً على القرار السوداني الذي يمنع السودانيين بالسفر إلى إسرائيل ، كتبت قبل سنوات عدة مقالات على الصحف الإلكترونية السودانية ، تساءلت فيها عن مغزى معاداة السودان للدولة العبرية في الوقت الذي تقيم فيه عدد غير قليل من الدول العربية علاقات كاملة أو علاقات على مستوى المكتب مع اسرائيل ، بما فيها السلطة الفلسطينية التي اعترفت بدولة اسرائيل وفقاً لإتفاق "اوسلو".
كانت ردود القُراء على مقالاتي عن الموضوع الإسرائيلي ، غاضبة ومقززة وحادة لحد وصفتني بعضها بالعميل الإسرائيلي ، وبالجبان الذي يكره العرب ويحقد عليهم رغم أن العرب ليس لديهم شيء لكي احقدهم عليهم فيه ..اللهم إلآ لسانهم الطويل وبكاءهم على الأطلال الزائفةدين .
على أي حال. بعد كل السب والشتائم التي أصابتني جراء رائي من العلاقة مع اسرائيل... ها هي
لجنة العلاقات الخارجية بمؤتمر الحوار الوطني السوداني قد عقدت اجتماعا يوم الاثنين 18 يناير 2016 ، ناقشت خلاله قضية العلاقة مع إسرائيل ، حيث أيدت غالبية اعضاء اللجنة اقامة علاقات طبيعية مشروطة مع الدولة العبرية.
صرح بذلك إبراهيم سليمان عضو لجنة العلاقات الخارجية في تصريحات صحفية بالمركز الإعلامي للحوار، بحسب وكالة الانباء السودانية (سونا).
وقال سليمان أن الاجتماع شهد مداخلات من 41 شخص داخل اللجنة، مبينا أن الاجتماع استمع الي أربعة آراء تمثلت في الدعوة الي تطبيع العلاقة مع اسرائيل ورأي آخر بإقامة علاقات طبيعية معها باعتبارها إحدى دول العالم أو علاقة مشروطة معها فضلا عن رأي يدعو الي عدم إقامة أي علاقة معها.
وأضاف أن غالبية أعضاء اللجنة يدعمون الرأي القائل بضرورة إقامة علاقات طبيعية مع الدولة العبرية باعتبار أن جامعة الدول العربية تدعم هذا الاتجاه.
إذن ما الذي حدث لكي يغير النظام السوداني موقفه من اسرائيل التي يعتبرها العرب وأذيالهم كالسودان والصومال وجيبوتي ، عدوهم اللدود في الدنيا والأخرة...؟ وهل خرجت اسرائيل من فلسطين ولم تعد القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية؟.
الإجابة بلا. لم تخرج اسرائيل من فلسطين.. ولم تحل القضية الفلسطينية بعد. لكن الذي تغير هو أن النظام السوداني يعيش عزلة دولية واقليمية غير مسبوقة ، ويمر بأزمة اقتصادية حادة جراء العقوبات الدولية والأمريكية المفروضة على السودان منذ عام 1997 بالرغم أنه فعل كل شيء لفك عزلته القاتلة لكنه فشل فشلا ذريعا. ويبدو أن حكام السودان قد وصلوا إلى قناعة ، أن رفع العقوبات الأمريكية والدولية عن بلادهم يمر عبر اسرائيل ، وأنهم على استعداد للتوقيع على ورقة بيضاء للقاء المسؤولين الإسرائليين لمناقشة مسألة تطبيع العلاقات بين البلدين. فماذا يعني ذلك ؟ يعني ذلك أن يتحول النظام السوداني إلى تابع ذليل لإسرائيل دون خجل ، يأتمر بأوامرها.
لا شك أن البشير على استعداد لفعل كل ذلك من أجل الحفاظ على معبوده ، كرسي الحكم الذي لم تصدق عيناه أنه يجلس عليه اليوم ، وإلآ فأين خطوطه الحمراء ولاءاته الثلاثة فيما يتعلق بالعدو الصهيوني...فأين شعارات المشروع الحضاري؟ فأين المبادئ وأين القيم وأين الوطنية... أم أنها كلها تُذبح على محراب السلطة والكرسي؟.
في فترات سابقة كثيرة وكثيرة جدا ، وصف عمر البشير الحركات المسلحة السودانية بالعمالة لإسرائيل والصهيونية العالمية... وإذا كان الآخرين عملاء لإسرائيل وللصهيونية كما يزعم هو ، فإنهم على الأقل لم يتوسلوا العمالة ، فهم عملاء محترمون أعزاء ، وأما عمر البشير فهو يتوسل العمالة بطريقة وقحة وغبية؟.
إن فضائح هذا الرجل الذي خدع السودانيين لأكثر من ست وعشرين عاماً ، لا تعد ولا تحصى ، إلآ أن الهمج والرعاع من اتباعه وانصاره ما زالوا في غيهم، يصفقون له، ويهللون له ..سير سير يا البشير، وسيدافعوا عنه حتى آخر نفس مصداقا لقوله تعالى (ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون).
الآن وبعد أن اطاح عمر البشير بشعار "الموت لإسرائيل والصهيونية" ، يأتي السؤال التالي... هل لدى عمر البشير حجة قوية لإقناع اسرائيل بتطبيع علاقتها مع بلاده ...يعني هل لديه ملفات مهمة عن إيران أو حركة حماس أو حزب الله كفاتحة خير لكي تنظر تل أبيب في طلبه؟.
شالووووووووووووووم..