حلويات عرمان … بقلم: عزيزة عبد الفتاح محمود

 


 

 

 

نحن من جيل لم ينشأ علي معرفة واضحة بقيادات المعارضة أو إكتمال معرفتها بأبعاد أخري تتصل بتفاصيل الشخصية لبعد أكثر عمقاً مثلاً.. طريقته في إلقاء كلمة أمام حشد ، ماذا يهوي من قراءات ، أفراد أسرته ، قريته التي نشأ بها ..  الي غيرها من (المنمنات) التي تخلق تواصلاً بيننا وبين هؤلاء القياديين ثم بعدها فلنختلف أو لنتفق معهم في برامجهم مدي ما إتفقنا وبـُعد ما إختلفنا،   تشكّل وعينا تماماً كما تشكّل وعيهم وهنالك بضع سنين مفقودة و(مضيوعة ) بيننا ...!  في مقال للأستاذ (فضيلي جماع) يحكي فيه أوائل معرفته بالقيادي (ياسر عرمان) ، فكتب: (كغيري من الكثيرين من أبناء هذا الوطن كنت أسمع بالإسم ياسر عرمان، سوداني ، مسلم ينتمي لأرومة عريقة.....) إرتادني هذا التفكير وأنا أشاهد إجتهاد البائعين علي الأمتداد الغربي  لسور (ميدان الخليفة) بأمدرمان وإستعدادهم لعرض حلوياتهم  داخل خيام العرض بألوانها الزاهية وقوالبها المرصوصة بإتقان خلف النوافذ الزجاجية البراقة .. لون مختلف  ــ في كل عام قابل للإستحداث مرة أو مرتين ــ  من بين  ألوان أخري يتبناها السودانيون في إحتفالهم بمولد سيد الخلق (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)..هذه السنين (المضيوعة) تعمقت فجوتها بسبب ورطة أخري إسمها (الإعــلام ) ولضيق القنوات الإعلامية المتاحة أمام المعارضة فلربما فضّلت أن توظف هذه القنوات بشكل أكثر تكثيفاً علي برامجها وما تنادي به قياداتها من أهداف كل حسب إنتمائه ، وبمحض تمثيل ذهني لا غير تشبّه لي هذا الموقف بمشهد من مسرحية (عادل إمام) (شاهد ما شافش حاجة) وتحديداً الجملة التي يقول فيها مخاطباً حاجب المحكمة : (يعني سايبين الشقة كلها وآعدين في أوضة واحدة..؟!) .. فالآن المعارضة ببرامجها (سايبة ) البرامج جميعها و(مركزة) علي برنامج واحد (كيف تكسب الإنتخابات في أقل من تسعين يوماً) ..؟ وربما يتساءل قائل بدهشة مُستخفاً: وما هي البرامج التي يجب أن نركز عليها الآن برأيك..؟ وسيكون الرد بإنتصار البرامج التي ذكرت أعلاه من شاكلة ماذا يحبّ وماذا يكره .. (ماوقتو) ..! عارفين.. لكن (أرمو قدام) والسيد (ياسر عرمان) أول مرة شاهدته كان في أربعينية المخرج الراحل ( مجدي النور)، فإحترمت هذه (التفصيلة) بين قيادي ومواطن عادي و إضافة (حلوة) بالسمسم وجوز الهند وهي سبب آخر دفعني للتفكير في كيمياء التفاصيل وهي أن إحدي الخيام التي شاهدتها علي سور الميدان الغربي وصادفت يوم بدء الحملات الإنتخابية ،لافتة حملت  إسم : ( حلويات عرمان).

 

zizetfatah@yahoo.com

 

آراء