قرات في اكثر من صحيفة من صحف الخرطوم ان الدكتور غازي صلاح الدين العتباني قال في مقابلة في تلفزيون الخرطوم اجراها معه الاستاذ طارق المادح انه قال انهم كنواب في المجلس الوطني منتمين للمؤتمر الوطني قدموا مذكرة لرئاسة الجمهورية تحمل رؤية اصلاحية ونحن كمتابعين للشان السياسي ومجرياته يطرشنا اكان سمعنا بهذة المذكرة
ولكن سمعنا او عدم سمعنا بالمذكرة ليس هو القضية فالقضية لماذا يرفع البرلمان والشريك في التشريع وهو الرقيب الاول على اداء الجهاز التنفيذي مذكرة لرئيس الجمهورية ولم يحاول ذلك الاصلاح من داخل المؤسسة ؟ ما الذي يمنع المجلس الوطني من اصدار التشريعات التي يرى انها يمكن ان تصلح شان البلاد ؟ وماهي الاسباب التي جعلت البرلمان وهو المؤسسة التشريعية الاولى يتحول الي نقابة يرفع المذكرات للجهات التنفيذية
الدكتور غازي كما هو معلوم هو رئيس الكتلة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني وعلى حسب علمي ان الكتلة تشمل كل نواب البرلمان اللهم الا السيد اسماعيل حسين المحسوب على المؤتمر الشعبي وهنا يثور السؤال ما الداعي اصلا لرئيس (فراكشن) واصلا الفراكشن غير موجود اذ كان الاوفق ان يكون هناك رائدا للبرلمان ليمثل الحكومة داخل المجلس ولا ادري كيف يفهم غازي المنصب وهو المعروف بدقته في كل شئ
يبدو لي ان الضعف يكمن اصلا في عضوية البرلمان لانها جاءت نتيجة انتخابات (مرجوجة ومخجوجة) انفق عليها الحزب الحاكم كثيرا وقاطعتها كل القوى الاخرى وقال عنها مركز كارتر انها لاترقى للمعايير الدولية للانتخابات النزيهة العادلة ولكنها تفي بالغرض المطلوب والغرض المطلوب كما ذكرنا هنا من قبل هو انهاء صفقة الانتخابات مقابل استفتاء فصل الجنوب وقد كان لذلك جاء البرلمان (حمام ميت) بلغة اهل الكرة وهاهي المذكرة التي اشار اليها غازي تثبت ذلك
غازي اقام الدنيا بما نشره من مقالات اصلاحية ولم يقعدها بمواقفه في مؤتمر الحركة الاسلامية الاخير لدرجة انه اصبح ينظر له كاهم رمز من رموز التيار الاصلاحي داخل النظام القائم فمن ناحية نظرية كان يجب ان يكون جهده منصبا داخل المؤسسة التشريعية بحكم عضويته فيها (افتكر انه نائب عن دائرة بحرى الكبرى ياربي ولاانا غلطان ؟) وبحكم رئاسته لكتلة نواب الحزب الحاكم المنفرد بالمجلس والسلطة فهذة وضعية دستورية محترمة تمنحه قيادة ثورة اصلاحية من الداخل ومحمية بذات الدستور القائم ولكنه لم يفعل واكتفى مع اخرين برفع مذكرة ,,, انه الحمام الميت
من في السودان من لم يسمع بمذكرة الالف اخ ؟ لقد اقامت تلك المذكرة الاصلاحية الدنيا ولم تقعدها اذ اجتمع بقادتها كل اركان النظام ودخلوا معهم في حوار جاد وبالطبع هؤلاء الشباب روا ان المذكرة هي الطريقة الوحيدة لايصال رايهم فيما يجري ولا احد يلومهم على ذلك اما البرلمانيين فلديهم الوسائل التي حددهاالدستور ومع ذلك لم نسمع بتلك المذكرة التي رفعها البرلمان من قبل وحتى الان لم نطلع على محتواها كما اطلعنا على مذكرة الالف اخ ولم نسمع بانه قد تم نقاش لها داخل البرلمان او مع اي ركن من اركان النظام فهي بالتالي حمام ميت من (حمام ميت) الناس دي ما سمعت بالبرلمان الايراني الذي يدوخ حكومته ويوقفها (على فد كراع) وفي نفس الوقت ينتمي معها لذات الحزب . انها الفاعلية المؤسساتية مش حمام ميت
(ب )
شرطة دينية
لاشك ان السلطات الامنية في العاصمة خاصة وفي البلاد عامة قد تنفست الصعداء وحمدت كما حمدنا الله ان احتفالات المولد النبوي الشريف قد مرت بسلام فقد كان متوقعا ان يحدث فيها احتكاك بين الصوفية وانصار السنة لايعلم احد تطوراته كما حدث في المولد السابق في ام درمان وكما حدث قبل ايام في ضريح الشيخ حمد النيل بام درمان وكما حدث قبل اشهر بام عشوش في شمال كردفان الامر الذي دعا السلطات المسوؤلة للقيام بعمل تفاوضي واستعدادت امنية كبيرة وواضحة للعيان
في زمن قريب مضى كانت حتفالات المولد في السودان عامة وفي العاصمة على وجه التحديد ايام بهجة ورفاهية حيث تتجول الناس زرافات ووحدانا نساء ورجالا صغارا وكبارا في خيام المولد والحلويات السمسمية اشكال الوان معروضة في ارفف المحلات بصورة بديعة والعاب التسالي منتشرة والاطعمة والاشربة الخاصة عند الطلب كانت ليالي المولد موسم تسوق اما من ناحية دينية ف(هنا حلقة شيخ يرجحن يضرب النوبة ضربا فتئن وترن وهي ترفض هديرا او تجن) وهكذا تمضي اللوحة التي رسمها شاعرنا الراحل العظيم محمد المهدي المجذوب اما مالم يشهده شاعرنا قبل رحيله انه الي جانب حلقات الذكركانت خيام انصار السنة منتشرة في ميادين المولد وهي تطرح مشروعا بديلا للاحتفالات بالمولد دون ان تكفر اصحاب الطارات والنوبات . من كان يصدق ان يمر على البلاد يوما تتجول فيه تلك الايام التي تشع منها الانوار والطمانينة الي مهدد امني ؟ لاحول ولاقوة الا بالله البلدي الوقع فيها شنو ياكافي البلاء ؟
في الاخبار كذلك ان تنظيم القاعدة قد دشن له فرعا بجامعة الخرطوم وحتما ان هذا الخبر له ما بعده . في بداية ستينات القرن الماضي عندما رفع طالب الطب /علي الحاج الاذان في جامعة الخرطوم كان ذلك حدثا دخل التاريخ لانه تعملق وبسرعة وغير مسيرة الحياة السياسية في الجامعة الي ان اصبحت الممول الاول لحركة الاخوان المسلمون بالكوادر النشطة في السودان عليه يتوجب علينا ان ننتظر سنوات وليس عقود لتطور وسائل الاتصال لنجد جامعة الخرطوم الممول الاول لتنظيم القاعدة في السودان لان جامعة الخرطوم قدوة للجامعات والجامعات قدوة للثانويات
تنظيم القاعدة الذي دشن فرعه بجامعة الخرطوم ارهاصات وجوده كانت موجودة قبل ظهوره في الجامعة فهناك الافغان السودانيين ضمن الافغان العرب وكانو متميزين ويكفي ان بن لادن اختار الاقامة في السودان في حقبة من حقب حياته ومن هناك نقفز مباشرة لي مالي حيث ان الاخبار تقول ان السودانيين موجودين وبكثرة ضمن انصار الدين الذين تحاربهم القوات الفرنسية والافريقية في شمال مالي اليوم وغدا سوف نسمع بتظيم الماليون الافارقة وسيكون للسودانيين بينهم سهما كبيرا (تطير عيشة السودان من افغان عرب الي ماليين افارقة )
الحياة الفكرية مثل الطبيعة لاتعرف الفراغ فاذا انت تركت مؤسسات التربية وانصرفت للحكم والسوق ولم تقدم فيهما القدوة الحسنة يكون من الطبيعي ان ياتي غيرك ويملا ذلك الفراغ ,عندما تقول ان الليبرالية والتعددية الفكرية كفرا بواحا سوف ياتي من يكفرك لانك حدت عن طريق (السلفية الجهادية) وطالما ان الدولة اصبحت عينك التي ترى بها يدك تبطش بها ورجلك التي تسعى بها فحتما سوف تجد نفسك محتاج الي شرطة دينية في سابقة ستكون الاولى من نوعها وحول لاقوة الابالله
عبد اللطيف البوني [aalbony@gmail.com]