حمدوك اختيار هروبي
عمر العمر
2 March, 2023
2 March, 2023
omar_khrtm@icloud.com
aloomar@gmail.com
كما ما كان الالتفاف على حمدوك رئيسًا للسلطة التنفيذية عند انبثاق الثورة انتقاءً عن قناعات قوى وشخصيات سياسية ، تتم حاليا هندسة اعادة انتاج المشهد العشوائي بالرهان على اعادة حمدوك إلى المنصب ثانيةً.فالرجل لم يكن في البدء اختيارًا من بين أنداد ،بل جاء ترجيحا هروبياً من مأزق تنازع معمّق بين القوى السياسية على خيار لم يكن في متناول التوافق . هبوط حمدوك من خارج خشبة مسرح الاصطراع بين القوى السياسية المتكالبة على مواقع السلطة والنفوذ ساهم في تفكيك عقدة اختيار شخصية يمكن الرهان عليها رئيساً للحكومة دون تنازع وان كان الإجماع مستحيلًا . ثمة نفر افلح في استدراج حمدوك من وراء الكواليس للهبوط على مجسم الإختيار.
*****
بغض النظر عن مؤهلات حمدوك أو محاكمة أدائه إبان المرحلة السابقة فإن الثابت هو استحكام مطامع القوى السياسية على نحو يجعل أمر التوافق على رئيس حكومة للمرحلة المقبلة مهمة شاقة إن لم تكن مستحيلة . لذلك تجد هذه القوى المتهالكة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء مسألة لا تتطلب جهدًا .هكذا يصبح حمدوك مرة ثانية اختيارًا هروبياً ،ليس انتقاءً مجمعًا أو متفقًا عليه .كذلك تبقى العقدة المزمنة غير قابلة للتفكيك ، بل لعلها تزداد تعقيدًا.
*****
من منطلق مضاد تمامًا لذلك الرهان العاجز لديّ يقين برفض حمدوك العودة إلى ذلك المنصب . فإذا انطوى الاختيار الأول والثاني على شيءٍ من وعي حمدوك ، فإن هذا الوعي كفيل بتحريض الرجل على رفض العودة إلى رئاسة الحكومة.فأي رجل ذي وعي وتجربة كما حمدوك سيرفض حتماً إعادة الساعة إلى الوراء.فرئيس الوزراء السابق يدرك بالضرورة ذاك الارتباك السياسي المفضي بتجربته الفائتة إلى ذلك الفشل الماحق.ربما كان الرجل في السابق تواقًا لرئاسة الحكومة .ذلك التوق خمدت جذوته تحت رماد ذلك الإخفاق الجماعي المتراكم لايزال.
*****
فكما كتب المستشار السابق لرئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد ،على روحه المغفرة، العم صالح فرح في العام ٢٠٠٦ لا يزال السودانيون ،مدنيون وعسكريون مبتلون بشبق السلطة (حيث فشا بين الأولين وباء العهر السياسي وبين الآخرين على نحو انساهم اختصاصهم وجعل منهم طاعونا يفتك بالحكم وبحياة الناس )حمدوك عايش وكابد وبال العهر السياسي ولم يكن بمنجاة من فتك الطاعون .فما من جديد طرأ يشي ببدايات تلاشي العهر أو مظاهر انقشاع الطاعون.
بالطبع يدرك حمدوك انه ليس الانتفاء الأثير المفضل المجمع أو المتفق عليه،إنما هو الخيار الهروبي الآمن أمام المبتلين بالعهر والمسكونين بالطاعون.
*****
أي رأس دولة أو سلطة تنفيذية يرغب في النجاح يدرك( ان الرئس الناجح ليس من يملك قدرات النجاح بل من يحيط نفسه برجال قادرين على صنع النجاح) تلك هي خلاصة تجربة الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان وقد دخل البيت الأبيض عبر شباك صالة السينما. حمدوك لا ينتوي إعادة عقارب الساعة حيث لم ولن ينعم باختيار رجال قادرين على صنع النجاح إذ الجميع مسكونون ب(شبق السلطة).ذلك هو عنوان مقالة مستشار الشيخ زايد المقتبس منها الوارد آنفًا .
*****
جوهر الأزمة ليس في إنتقاء رئيس جديد للوزراء ، أو اعادة السابق ،بل في إعادة بناء المعمار السياسي برمته على نحو حديث لا متسع فيه للعهر أو بؤر للطاعون .فالمصالح العليا للوطن تعلو على رغائب السياسيين. كما أن الأخطاء السياسية تصبح بمثابة الذنوب حين تلحق الأذى بالناس كما يقول استاذنا الراحل منصور خالد. فالشعب يتحمل أثقالا من الأذى من أناس غارقين في الخطايا والذنوب وهم غير أبهين بمكابدات الشعب. لعل حمدوك لا يرغب في زيادة أوزاره ، أو على الأقل زيادة معاناة بنات و أبناء الشعب.
*****
بغض النظر عن مؤهلات حمدوك وقدراته ،فهو حتماً ليس فريد زماننا.هو يعلم كما غيره وجود شخصيات ذات قدرات لا تقل عما لديه ان لم تتفوق عليه.هو درك تمامًا كما نحن مسببات عدم اختيارهم لشغل المنصب أو دوافع رفضهم قبول التكليف.في بعض ما نومئ ما يبرر اخفاق الانقلابيئن ازاء الجرأة على تسمية رئيس للحكومة منذ ليلة اقتحام عسكرهم مقر إقامة حمدوك. أ فيظن أي صاحب بصيرة
سياسية نافذة نفاد زهد الجنرالات إياهم في السلطة والثروة؟.مع ذلك يبقى السؤل الأكثر إلحاحاً عما إذا كان حمدوك قد تعافى من طاعون تجربته السابقة فيما لو تناسى كابوس ليلة اقتحام مأمنه العائلي .
aloomar@gmail.com
كما ما كان الالتفاف على حمدوك رئيسًا للسلطة التنفيذية عند انبثاق الثورة انتقاءً عن قناعات قوى وشخصيات سياسية ، تتم حاليا هندسة اعادة انتاج المشهد العشوائي بالرهان على اعادة حمدوك إلى المنصب ثانيةً.فالرجل لم يكن في البدء اختيارًا من بين أنداد ،بل جاء ترجيحا هروبياً من مأزق تنازع معمّق بين القوى السياسية على خيار لم يكن في متناول التوافق . هبوط حمدوك من خارج خشبة مسرح الاصطراع بين القوى السياسية المتكالبة على مواقع السلطة والنفوذ ساهم في تفكيك عقدة اختيار شخصية يمكن الرهان عليها رئيساً للحكومة دون تنازع وان كان الإجماع مستحيلًا . ثمة نفر افلح في استدراج حمدوك من وراء الكواليس للهبوط على مجسم الإختيار.
*****
بغض النظر عن مؤهلات حمدوك أو محاكمة أدائه إبان المرحلة السابقة فإن الثابت هو استحكام مطامع القوى السياسية على نحو يجعل أمر التوافق على رئيس حكومة للمرحلة المقبلة مهمة شاقة إن لم تكن مستحيلة . لذلك تجد هذه القوى المتهالكة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء مسألة لا تتطلب جهدًا .هكذا يصبح حمدوك مرة ثانية اختيارًا هروبياً ،ليس انتقاءً مجمعًا أو متفقًا عليه .كذلك تبقى العقدة المزمنة غير قابلة للتفكيك ، بل لعلها تزداد تعقيدًا.
*****
من منطلق مضاد تمامًا لذلك الرهان العاجز لديّ يقين برفض حمدوك العودة إلى ذلك المنصب . فإذا انطوى الاختيار الأول والثاني على شيءٍ من وعي حمدوك ، فإن هذا الوعي كفيل بتحريض الرجل على رفض العودة إلى رئاسة الحكومة.فأي رجل ذي وعي وتجربة كما حمدوك سيرفض حتماً إعادة الساعة إلى الوراء.فرئيس الوزراء السابق يدرك بالضرورة ذاك الارتباك السياسي المفضي بتجربته الفائتة إلى ذلك الفشل الماحق.ربما كان الرجل في السابق تواقًا لرئاسة الحكومة .ذلك التوق خمدت جذوته تحت رماد ذلك الإخفاق الجماعي المتراكم لايزال.
*****
فكما كتب المستشار السابق لرئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد ،على روحه المغفرة، العم صالح فرح في العام ٢٠٠٦ لا يزال السودانيون ،مدنيون وعسكريون مبتلون بشبق السلطة (حيث فشا بين الأولين وباء العهر السياسي وبين الآخرين على نحو انساهم اختصاصهم وجعل منهم طاعونا يفتك بالحكم وبحياة الناس )حمدوك عايش وكابد وبال العهر السياسي ولم يكن بمنجاة من فتك الطاعون .فما من جديد طرأ يشي ببدايات تلاشي العهر أو مظاهر انقشاع الطاعون.
بالطبع يدرك حمدوك انه ليس الانتفاء الأثير المفضل المجمع أو المتفق عليه،إنما هو الخيار الهروبي الآمن أمام المبتلين بالعهر والمسكونين بالطاعون.
*****
أي رأس دولة أو سلطة تنفيذية يرغب في النجاح يدرك( ان الرئس الناجح ليس من يملك قدرات النجاح بل من يحيط نفسه برجال قادرين على صنع النجاح) تلك هي خلاصة تجربة الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان وقد دخل البيت الأبيض عبر شباك صالة السينما. حمدوك لا ينتوي إعادة عقارب الساعة حيث لم ولن ينعم باختيار رجال قادرين على صنع النجاح إذ الجميع مسكونون ب(شبق السلطة).ذلك هو عنوان مقالة مستشار الشيخ زايد المقتبس منها الوارد آنفًا .
*****
جوهر الأزمة ليس في إنتقاء رئيس جديد للوزراء ، أو اعادة السابق ،بل في إعادة بناء المعمار السياسي برمته على نحو حديث لا متسع فيه للعهر أو بؤر للطاعون .فالمصالح العليا للوطن تعلو على رغائب السياسيين. كما أن الأخطاء السياسية تصبح بمثابة الذنوب حين تلحق الأذى بالناس كما يقول استاذنا الراحل منصور خالد. فالشعب يتحمل أثقالا من الأذى من أناس غارقين في الخطايا والذنوب وهم غير أبهين بمكابدات الشعب. لعل حمدوك لا يرغب في زيادة أوزاره ، أو على الأقل زيادة معاناة بنات و أبناء الشعب.
*****
بغض النظر عن مؤهلات حمدوك وقدراته ،فهو حتماً ليس فريد زماننا.هو يعلم كما غيره وجود شخصيات ذات قدرات لا تقل عما لديه ان لم تتفوق عليه.هو درك تمامًا كما نحن مسببات عدم اختيارهم لشغل المنصب أو دوافع رفضهم قبول التكليف.في بعض ما نومئ ما يبرر اخفاق الانقلابيئن ازاء الجرأة على تسمية رئيس للحكومة منذ ليلة اقتحام عسكرهم مقر إقامة حمدوك. أ فيظن أي صاحب بصيرة
سياسية نافذة نفاد زهد الجنرالات إياهم في السلطة والثروة؟.مع ذلك يبقى السؤل الأكثر إلحاحاً عما إذا كان حمدوك قد تعافى من طاعون تجربته السابقة فيما لو تناسى كابوس ليلة اقتحام مأمنه العائلي .