حمدوك جسر العبور لدكتاتورية الأجير الإسلاموي البرهان

 


 

عمر الحويج
30 November, 2021

 

قلت قبل يوم من توقيع البيان المشؤوم في صفحتي في الفيس بوك:
( حمدوك أصمد تكن نلسون مانديلا إفريقيا الجديد)
وأعقبت بعد يوم من التوقيع المشؤوم فكتبت:
(حمدوك : إذهب غير مأسوف عليك إلى مزبلة التاريخ)
ملاحظة عابرة :
- مانديلا : 27 عاماً من الصمود
- حمدوك: 27 يوماً من اللاصمود
فتأمل .. !!
وكنت محقاً في كتابتي تلك ، الحالمة والغاضبة ، فحمدوك كان مخذولاً أمام نفسه وخاذلاً للثورة ، ومتخاذلاً تجاه شعبه ، فلو صبر قليلاً على عهده ، وإن كان لم يقطع على نفسه عهداً بالوفاء أصلاً بالصمود ، إلا أنه قطعاً قد حنث بالقسم الذي اداه قبلاً ، ومَن مِن الذين قبله، من المسؤولين إلتزم بالقسم ..!! . أقول لكان السودان قد قطع الطريق الأكبر لضفة نجاح الثورة وشعاراتها ، وعبر وأنتصر لبلاده كما كان يردد دائماً حمدوك ، ولكن *مارا..مارا ماذا حدث لثورتنا .. بلحنها* - مارا صاد مسرحية للكاتب الألماني بيتر فابس -
إنها ذات الخطة التي إرتكزت على الخدعة الإسلاموية الثانية ، شبيهة الخدعة الأولى ، التي مارسها شيخهم الراحل الترابي مع المخلوع حيث كانت * أذهب أنا إلى السجن حبيساً ، وأنت إلى القصر رئيساً *.
وهذه المرة تعدلت إلى (إذهب أنت إلى الإقامة الجبرية ، وأذهب أنا رئيساً للجمهورية). وهكذا أثبت وأكد حميدتي ، أن حمدوك مطلع على تفاصيل خطة الإنقلاب بحذافيرها ، لاحظوا حمدوك لم ينفي حتى الآن التهمة ،ربما حسبها إعلان بطولة..!! .وما هي إلا خصماً عليه .
من ضمن ترتيبات أهل النظام الإسلاموي البائد ، للعودة إلى السلطة مرة أخرى من خلال توظيف لجنته الأمنية الإسلاموية، فهذا تنظيم عقائدي ، وليس لحمة رأس كالإتحاد الإشتركي في نظام النميري، وليس كالمجلس العسكري لنظام عبود الذي إكتفى بعضويته التي أختيرت كقادة للجيش ليس إلا ، وحين إنهار النظام ، إنهارت معه العضوية الحاكمة، بلا حزب أو جماهير تدعمه . أما النظام الإسلاموي ، فهو يظن أنه يملك الحقيقة كاملة ، ويحملها داخل معطفه المثقوب ، ومن يملك الحقيقة هكذا ، لا يغادر طواعية ويستسلم ، مهما ارتكب في حق الشعب السوداني ، من جرأئم وموبقات ، فلديه فهم مترسخ ، أنه مع الدين ، وجاء من أجل الدين وأن مُرتكَزِه الأساسي : هي لله هي لله ، لا للسلطة لا للجاه.
كانت الخطة واضحة ، بدايتها هي إفشال المرحلة الإنتقالية، بكل السبل والوسائل المشروعة وغير المشروعة التآمرية ، ورأينا جميعنا كل ما قاموا به ، و ما آلت إليه ، حكومة الفترة الإنتقالية ، لأجل العودة *المستحيلة في تقديرنا * بوضع العراقيل أمام حمدوك الخاضع لإرادتهم بداية ، والمنوم مغنطيسياُ ،بين سالبين ،لأن ثانيهما فعل التهاون والإنتهازية ، الذي عاشته قوى الحرية والتغيير الممثل الشرعي للثورة فرضاً ،خاصة بعد مرحلة إنشقاقاتها في تلك المهادنة والإنصياع ، التي أبدتها قحت ، للجنة الأمنية الإسلاموية، وتسليمها مفاتيح البلد . وثورته العظيمة للإسلامويين ، من تحت الطاولة ، وكلها خطوات معلومة للكافة ، والتي لاداعي لذكرها، فقد ذكرناها ، وذكرها آخرين غيرنا مئات المرات ، ولم تجد إستجابة أو أذن صاغية من قحت ، حتى وجدت نفسها وقد تحولت إلى قحت (1) المتهمة، وقحت (2) المتبرئة منها الثورة ..!!. وخاصة بعد حكومة المخاصصة الأخيرة ، والتي ساعدت قوى الثورة المضادة ، وأعطتها ذخيرة حية للقذف المحكم ، في خطة العودة *المستحيلة في تقديرنا * وأجزم أنها نجحت في كل خطوة ، من خطوات خطتها المرسومة بعناية فائقة ، وقحت وحكومتها ورئيس وزراء حكومتها نائمون في التلذذ برحيق عسل السلطة.
وإذا ما أردنا أن نصل إلى نهاية خطتهم تلك المرسومة بعناية فائقة كما قلنا ، والتي أوصلتهم لإنقلاب 25 اكتوبر كامل الدسم والرسم، بتحليل فقط وليس بادلة مادية ، فهم أحرص أن لا يتركوا أثراً يدل على جرائمهم الكبرى ، وإنما هي إستنتاجات ، قابلة أن تكون دلائل قطعية . فهي مأخوذة من سلوكيات وملاحظات،متواترة مجتمعة من تاريخ ظهور هذا النبت الشيطاني ، الحركة الاسلامية ، منذ أن كانوا أخواناً مسلمين محدودة العدد ، ثم جبهة الميثاق الإسلامي ، حتى الجبهة القومية الإسلامية ، مروراً بالمؤتمر الوطني ، (تأمل هذه الحربائية) ثم بعدها التفرع والتفرق والتشرزم ، إلى ما شاء الله من المسميات المخادعة للحقيقة في الحياة الساسية منذ أن كانوا تجمعات طلابيةصغيرة ، حتى إستلامهم للسلطة في 30 يونيو ، وبخبثهم وخداعهم المعهود والمشهود ، جلسوا وأتحكروا ودلدلوا أرجلهم على ظهر الشعب السوداني المنكوب بهم ، لمدة ثلاثين عاماُ عجافاً .
فالمدقق في طرائق عملهم التآمري ، أنهم كتنظيم فاشي نازوي وتسلطي دبروا أمرهم ، للإستفادة من كل إنجازات العصر الحديث ، والجوانب التي ركزوا على تطويرها ، غير الدين الذي أتوا لنشره وسط الشعب الكافر ، وهي التخصص العلمي، في كل مجالات الحياة ، في العمل السياسي والعمل الثقافي والإعلامي ، وحتى التخصص النفساني ، وأهمها الاستخباري ، وبها ساقوا الشعب السوداني إلى حظيرتهم ، ومارسوا معه كل الشرور ،
وبعد سقوطهم ، لم ينزوا بل تكاثروا ، وحكموا الفترة الإنتقالية ، من وراء ستار اللجنة الأمنية ، بمخططاتهم المعلومة، وتركوا الآخرين ، الحكومة وحاضنتها الساكتة ، الساكنة والمستكينة ، والمنشغلة بتوزيع الغنائم ، بالمخصصات البائرة ، إلى ان وقع الفاس على الراس ، بإنقلاب 25 اكتوبر المندحر عاجلاً أو آجلاً .
ومن أساليبهم وجزء من مخططات العودة ، أنهم فرغوا متخصصيهم ومتدربيهم ، لدراسة شخصية د/ حمدوك ، وقد بدأت ، دراسته أظن ، منذ أن عرضته عليهم تلك المدعوة مين أبوطويلة (1) ..!! محاكاة ممتدة ل (4) طويلة و( 9) طويلة. ليكون وزيراً لأهم وزاراتهم ، وقالوا رفض ، ومن قال أنه رفض ، ومن المتأكد ..!! ، إنما إدَّخروه لوظيفة أخرى ، جاءته في طبق من رئاسة وزارة ، وليست وزارة فقيرة حسيرة ، راجعوه تجدونه إنصاع لكل مطلوباتهم . تذكروا د.أكرم و د/ البدوي تذكروا وزير التربية والتعليم بروفيسور / محمد الأمين التوم ، تذكروا خبير المناهج عمر القراي وغيرها وغيرها من التراجعات اللاثورية . وبذلك أغلقوا كل المنافذ ، التي تتنفس من خلالها الثورة والسودان الموجوع ، وختموها بالتي قاتِلتِهم في مقتل ، إنقلابهم المستعجل ، خوفاً من فشل مخططهم ، في اللحظة الحرجة ، بقرب تسليم السلطة للمدنيين ، وخروج لجنة إزالة التمكين من يدهم ، وهي من أهم أهدافهم ودوافعهم ، ولأن توقيت الإنقلاب لم يكن مخططاً له -على رواقة-كما أرادوا ، ولم يكن وقته قد حان بعد،وإنما فرضته عليهم الظروف لإعلانه مبكراً ، فقد خُنِق الإنقلاب لحظة ميلاده الشائه .حاصرته الثورة منذ بدايته دون مارشاته العسكرية ، حاصره المجتمع الدولي ، حاصرته حتى حاضنته الأقليمية ، ما المخرج ..؟؟؟ - أخرجوا كرتهم الأخير ، ضالتهم د/حمدوك الذي صنفوه بانه ليس ثورياُ ، ووجدوا بعد دراسته منذ زمان مضى ، حين كشفت نيتهم العابرة أو المتعمدة . في تعيينه وزيرأً لماليتهم ، أنه ليس أكثر من نصف سياسي ، نصف ملتزم بغير نفسه ، يسير على منهج سياسة فن الممكن ، بشرط أن يكون ممكنه ، بالنسبة له دون خسائر تذكر،حين إتخاذه القرار ، وأكملوا به ومعه ، خطة العودة *المستحيلة في تقديرنا* . ولم يخذلهم ، ورفض أن يكون مانديلا إفريقيا ، وفضل أن يكون خيبة إفريقيا ، فأعطاهم قبلة الحياة ، وأنقذ مشروعهم إلى حين .
وعلى الذين يتعشمون خيرأً في أن حمدوك سينازل معهم الإنقلاب لهزيمته ، فهم مخطئون وواهمون وربما حالمون ، فليتعوضوا الله فيه ، فحمدوك تحت إمرتهم ، ولن تعلوا العين على الحاجب ، وما يقومون به حالياً من اطلاقات السراح ، وتخفيف العنف إلى حين ، مع المواكب السلمية ، فهي تقية وفقه ضرورة لا غير ، ويصورونها كأنها منحة وتنازل منهم ، وإستجابة لتنفيذ بنود اتفاقية الإستسلام . هي خطوات لاعطاء جواز مرور للإنقلاب ، فرصة التمكين للإستقرار .
ورسالة أولى: لأهل الهبوط الناعم ، ضعوا يدكم في يد قوى الثورة الحية، ولاتكونوا كأهل آل باربون للثورة الفرسية لا تنسون شيئاً ، ولا تتعلمون شيئاً .
ورسالة ثانية لد/حمدوك : لاتتصور أنني في الثلث الأول من فترة رئاستك كم كنت مناصراً ومؤملاً ومدافعاً عنك لتخرج البلاد من وهدتها ، وفي ثلثلها الثاني ظللت حاثاً كي تصحى لتصارع ، وها هو الثلث الأخير والقادم ، تجدني مناوئاً لك بالواضح والفاضج .
والثورة مستمرة ، والشعب أقوى والشعب أبقى ، والردة مستحيلة.

omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////////

 

آراء